مواضيع اليوم

انتفاضة الكهرباء...

هاشم هاشم

2010-06-27 17:22:53

0

 

 

قال دونالد رامسفيلد بعيد غزو العراق ((هناك خطيئة إلهية وهي ان جعل كل هذه الثروات في بلد واحد وهو لا يستحقها ))

البلد طبعا هو العراق

في كل أدبيات السياسة التي تترجم الى واقع عملي لمعالجة أمور الناس هو المبداء القائل ان السياسة وجدت لخدمة الاقتصاد اما في العراق والمنطقة العربية فان الاقتصاد وجد لخدمة السياسة
شراء الذمم ,شراء الاقلام, شراء البنادق, شراء الصمت ,
ثم التلويح بالعصا لمن يريد ان يخرج عن السرب ويغرد خارجه ..
العراق اليوم بعد الانتخابات وبعد مرور سبعة أعوام على ما يسمى بالتحرير والعهد الجديد عهد الحرية والديمقراطية وصل الأمر الى حدوث انتفاضة أطلق عليها انتفاضة الكهرباء ..
يقال ان المجلس الإسلامي الأعلى هو من يدعمها بالسر والعلن حتى


والمقصود منها ائتلاف المالكي ذي السبعة عشرة وزيرا بضمنهم وزير الكهرباء المستقيل ..انتاج الكهرباء في العراق حسب معلوماتي انخفض بمقدار 1000 ميكا واط عن انتاج عام 2002 اي قبل السقوط كان الإنتاج يصل الى حوالي 7,5 كيكا واط واليوم وصل الإنتاج الى حوالي 6000 ميكا واط مضافا اليها 40 ميكا واط مجهزة من بارجة أمريكية للبصرة و1000 ميكا واط مستوردة من ايران ليصل مجموع الانتاج الى حوالي 7000ميكا واط .. تقدر حاجة العراق من الطاقة الكهربائية حوالي 12000 ميكا واط لسد العجز في الطلب المتزايد ناهيك عن قدم الشبكة وتهرئها ..
حسب إحصاءات المجلس الاعلى المشارك في الحكومة وعلى لسان قادتها يقولون انه تم تخصيص 17 مليار دولار فقط للطاقة الكهربائية خلال الأعوام القليلة الماضية وبالتالي ذهبت الى أدراج جيوب الفاسدين طبعا .. والنقص واضح جدا
نعم هناك مشاريع لكنها مشاريع وقتية من اجل ذر الرماد في العيون ..محطات غازية مستوردة من هنا وهناك ولاتصل قيمة اقصى انتاج لها على 50 ميكا واط وتستهلك الغاز السائل المجهز لها من قبل وزارة النفط
وزارة النفط والكهرباء تعاركتا كثيرا على الوقود المجهز وبيعه في السوق السوداء من قبل وزارة الكهرباء او المتعهدين وغيرهم حسب الاتهامات التي يلقيها كل طرف على الاخر.
وزارة الكهرباء طلبت زيت الغاز لتشغيل المحطات
وزارة النفط رفضت لان سعر استهلاك وانتاج وبيع زيت الغاز ماديا اكثر كلفة من استخدامه في صناعة الكهرباء اي ان لتر زيت الغاز اغلى بكثير من سعر إنتاج الامبير الكهربائي
ثم دار جدل كبير وشائك واستجوابات بالساعات حول التردي في وضع الكهرباء في العراق لم يثمر عن شيء يستحق الذكر سوى زوبعة اعلامية هوجاء ((دعايات ما قبل الانتخابات ))
دول كبرى وجهات عدة وشخصيات كبرى انتقدت سياسة الولايات المتحدة في العراق وإصرارها على بقاء العراق يعيش في عصور قبل الثورة الصناعية كما هدد سابقا جيمس بيكر وزير خارجية امريكا عام 1990 قبيل حرب الخليج المسماة أمريكيا ((عاصفة الصحراء)) وعراقيا ((ام المعارك))
يبدو ان كيل الانتقادات الموجه الى الولايات المتحدة الأمريكية اثمر نوعا ما عن نصيحة أمريكية للساسة والحكام العراقيون بالتوجه الى الشركات العملاقة مثل جنرال الكتريك الامريكية وسمنس الالمانية ومسيوبيشي اليابانية كبرى شركات انتاج الطاقة في العالم
وصل وفد عراقي رفيع المستوى الى الولايات المتحدة للتفاوض مع شركة جنرال الكتريك وبوساطة الحكومة الأمريكية لتبني موقف جاد من التردي في مستوى الخدمات في العراق
الشركات أبدت رغبتها في حل المعضلة وبأقل الشروط وابخسها ثمنا
بناء ثلاث محطات عملاقة في العراق كمرحلة أولى تصل إنتاج الواحدة من 3000- 5000 ميكا واط من الكهرباء وسعر الواحدة هو 3 مليار دولار والتسديد خلال 25 سنة من موعد التعاقد
وافق الوفد العراقي لكن بشرط !!!!!!!!!!!!!!!!
ان يسلم الوفد الموقع على العقد ما قيمته 20% من قيمة العقد(( كاش موني)) الى الوفد كعمولة سمسرة ((قومسيون )!!!!!!!!!!!!!!
بعض الشركات انسحبت من المفاضات بسرعة
والشركة الأمريكية الكبرى تحت ضغط الإدارة الأمريكية وافقت لكن بشرط ان يضاف مبلغ ال20% العمولة الى قيمة العقد الكلية
اي تبلغ قيمة العقد للمحطة الواحدة 3200000مليون دولار امريكي وان يدخل هذا الرقم ضمن حسابات الشركة وارشيفها ولا تصبح مجرد عمولة تحت العباءة كما يقال


رفض الوفد العراقي الشروط الأمريكية المجحفة !!بحق دولة صديقة وقالوا ان وجود الامر ضمن دائرة الضوء له مخاطر جمة ويهدد مستقبل أحزابهم السياسي !!


رد الشركة الأمريكية بان دول العالم وشركات ومؤسسات تحجز انتاج الشركة ومعداتهم وتنتظر لمدة سنتين من موعد توقيع العقد حتى يتم التجهيز والكل راضي وانها اي الشركة الامريكية واقفت على التعاقد مع العراق من باب الضغط الحكومي لا اكثير لذا كان قرار الشركة الأخير للوفد العراقي ::الباب يفوت بعير!!

 

تيتي تيتي مثل ما رحتي اجيتي
ولو ظالين على بنيان العام هم احسن


بل تردت اوضاع الكهرباء الى درجة غاية بالسؤ وامر لا يصدق
صادف الامر ازدياد الاحتقان السياسي والتنافس حول المناصب السياسية والحكومية الى استغلال ازمة الكهرباء وإعلان الانتفاضة من قبل نفس جمهور الذي انتخب الحكومة قبل اشهر !!!


بعد ان افتى رجال دين للناس بان لا كهرباء في الحياة الاخرة
والكهرباء من متاع الدنيا ومن ضروراتها !!!الملحة!!!


فهبت الجموع غاضبة لهذا الاكتشاف الخطير وصالت وجالت وسالت دماء زكية برصاص القوات الحكومية وأظهرت للملاء مسرحية هزلية أخرجتها الحكومة باستقالة وزير الكهرباء وإناطة المهمة لوزير النفط ((حسين الشهرستاني ))وهو ابن اخت السيد السستاني وزوج ابنته !!


فقط اذكرهنا الى من يهمه الامر ان في قرى اليابان قاموا بنصب منظومات طاقة شمسية تصل قيمة الواحدة الى 20 الف دولار فقط وتجهز البيت باحتياجاته من الكهرباء لمدة 24 ساعة دون انقطاع والفائض من انتاج الطاقة وهو الكثير يباع على الشركات الكهربائية

الحكومية وبالتالي خلال اشهر بسيطة يصبح ثمن المنظومة بلاش والكهرباء ايضا ببلاش يابلاش






التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات