بدأ شعبنا في العراق يستفيد من اجواء الديمقراطية والحرية الجديدة بصورة صحيحة لفرض رأيه على السياسيين وأجبارهم على ترك طائفيتهم وفسادهم واحترام حقوق الأنسان اللتي تنتهك يوميا من قبل الأحتلال والحكومة على حد سواء .
فلقد استطاعت المظاهرات والأعتصامات الشعبية امام سجن الرصافة الحكومي سيء الصيت واللتي يشارك فيها معتصمون من جميع محافظات العراق الثمانية عشر من اجبار الحكومة العراقية على تقديم تعهدات بتحسين اوضاع السجناء السياسيين في هذا السجن . كما ان انتفاضة السجناء في هذا السجن وتنظيمهم لأضرابات عن الطعام قد وجدت صدى في سجون العمارة والمثنى والبصرة وباقي محافظات العراق حيث تتحدث الأخبار عن اضرابات مماثلة في السجون الحكومية في جميع المحافظات .
ولقد اجبرت هذه الأعتصامات والأضرابات وزير الداخلية جواد البولاني على الأعتراف بحدوث اعتداءات وأساءات كبيرة بحق السجناء في سجن الرصافة وتعهد بتقديم 150 فرد من الشرطة العراقية الى القضاء لتورطهم في اجراءات غير قانونية بحق السجناء . كما قررت رئاسة الوزراء تشكيل لجنة للتحقيق في حوادث الأنتهاكات هذه . ولا أعلم اين كانت رئاسة الوزراء واين كان وزير الداخلية عن هذه الأنتهاكات منذ سنين . ولماذا لم يتحرك السيد رئيس الوزراء والسيد وزير الداخلية ضد هؤلاء الأفراد من الشرطة قبل هذه الأضرابات والأعتصامات . كما اننا نتسائل هنا عن حالة السجناء في باقي السجون اللتي لم يستطع احد من الوصول الى داخلها الى الآن .
لقد اصبح من المعروف لجميع العراقيين ان انتهاكات صارخة لحقوق الأنسان تجري في جميع سجون العراق من زاخو الى الفاو سواء التابع منها الى الأحتلال او الى الحكومة . كما ان هناك محاولات حكومية مستمرة لتكميم الأفواه المطالبة باجراء تحقيقات حول هذه الأنتهاكات . ولقد ذهب ضحية هذه المطالبات الكثير من الشهداء وعلى رأسهم النائب حارث العبيدي رحمه الله .
لذا اعلن هنا تضامني مع السجناء العراقيين وذويهم في حقهم الأصيل بالمعاملة الأنسانية والدستورية واستنكر جميع انواع الأنتهاكات لحقوقهم . واطالب الحكومة بوقف جميع هذه الأنتهاكات والأسراع بتقديم اوراقهم الى القضاء والأفراج عن الأبرياء منهم ومعاقبة المسيء بما يستحق من عقوبة ولكن بأسلوب حضاري بعيد عن اهانة انسانيته وكرامته كما تفعل الدول المتحضرة والديموقراطية . ولكي نثبت لجميع الدول الغير ديموقراطية ولأشقائنا في الدول العربية بأن الديموقراطية لا توهب ابدا بل تأخذ اخذا .
news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_8106000/8106301.stm
news.bbc.co.uk/hi/arabic/middle_east_news/newsid_8108000/8108368.stm
التعليقات (0)