آ
خر الأخبار تقول أن 12 شخصاً قتلوا وجرح ما لا يقل عن 40 شخصاً أغلبهم ترك طريح الأرض تتناطحه أرجل المنتفضين المنتشين بالليلة الدموية التي شهدتها الرباط ومع تعليقات المغنين السخيفة التي يبذلون فيها ما بوسعهم من أجل الظهور بمظهر لائق أمام عدسات المصورين .
قمة الإندهاش والغرابة أن يتم صرف الملايير على (مونيكات) تأتي لتستعرض صوتها الطفولي وعطرها النادر وملابسها الفاضحة تأتي لتغني دقيقتين وتستولي على مبالغ طائلة لا يسعنا أن نذكرها وتذهب في أول طائرة من الدرجة الأولى تحت حراسة مشددة.وتترك المئات من المنتشين والراغبين في رؤية النجم أو النجمة (المونيكة) تحرك مؤخرتها يمينأً وشمالاً ويظهر جلدها الناعم تحت لباسها الحريري الشفاف.تتركهم وهم في حالة من الهستيريا النادرة. هذه الصورة المشينة التي استعرضتها وسائل الإعلام تستعرض هذا الحادث الدموي في مهرجان أقل ما يقال عنه أنه مشهور بموسيقاه العالمية لكننا لم نر أبداً عالميته بل رأينا فقط دمويته واقتصار المنظمين على استدعاء وجوه قصديرية من الجزائر ومصر والعراق وفرنسا و استراليا من أجل التعري أمام الآلاف من المغاربة بل وإن قنواتنا العمياء الصماء تقدم هذه السهرات على الهواء مباشرة للعميان من أبناء القرى والنساء الأميات اللواتي يتابعن بهرجة هذه القنوات التي لا يتابعها أحد ولا يعرف أحد موقعها في الخريطة.
قمة التفنن في التهريج أظهرته قنواتنا التلفزية وهي تقدم لجمهورها الواسع من (سراق الزيت) والحشرات التي تنحشر داخل تلفزات المغاربة وتتخذ منه بيتاً آمناً لأنها دائماً تردد عليهم (العام زين والخير يهطل علينا كالمطر)
نعود إلى الأزمنة الغابرة حيث هناك راديو وحيد( قادي الغرض) يعطي الأخبار لسوء الحظ ليس إذاعة مغربية بل (بي بي سي) من لندن تعطينا كل شيء لأننا لا نعرف غير البهرجة والتفاهات في إذاعاتنا. وما زاد الطين بلة هو ظهور إذاعات لا تحمل في طياتها غير الإسم.
-الآلاف خرجوا من منازلهم يهتفون باسم الستاتي وكل ضيوف موازين قاطعين مسافات طوال من أجل حضور أمسية يحرك فيها الستاتي رأسه على بعد عشرات الأمتار منهم وأغلبهم جائوا من مدن أخرى غير الرباط كل واحد منهم ذاهب لينتشي وليحرك جسده ورأسه قليلاً على إيقاع (جرة) الستاتي المشهورة .
لكن ماذا وقع؟؟؟ كارثة كارثة كارثة
11 قتيلاً و 40 من الجرحى هي الحصيلة النهائية جراء انتفاضة الرباط.
اختلط الشمال بالجنوب والشرق بالغرب وأخذ الناس يتزاحمون وينطح بعضهم بعضاً نساء ورجال وأطفال شباب ومومسات. ومخمورون في عز ليلة السبت (سامدي سوار) حيث يحلو النشاط ويحلو السَّكر وتعلمون ماذا يقع لو اختلط السَّكر بالموسيقى خصوصاً (جرة) الستاتي. مصيـــــــــــبة.
هنا يظهر وبالملموس أن هذه الدولة لا تعرف شعبها حق المعرفة ولا تريد أن تعرف عنه شيئاً.
في مهرجان (تيميتار) في أكادير السنة الماضية عثر رجال الأمن على أزيد من 60 حافظة جيب بعد انصراف الجمهور الذي قضى ليلته في عز شهر يوليوز عثروا عليها بكل وثائقها لكن باختفاء المال. والمصيبة. تمت أخبار تقول عن اغتصاب عدة فتيات في شاطئ أكادير.
مصيبة أخرى ودائماً في أكادير هو تحويل يوم المهرجان من 6 يوليوز وتقديمه إلى 15 يونيو وقت امتحانات الطلبة.
في هذه المهرجانات لا تجني (قريتيف) غير الفضائح وإزعاج الصحافة للحكومة فما معنى أن أتسبب في مشكلة مع الشعب في سبيل استدعاء جزائري لعين من أجل أن يغني دقيقتين ويأخذ معه الكثير من المال وبالعملة الصعبة.
لو كانت (قريتيف) حقاً تريد لشعب المغرب أن يتقدم ويطلع على ثقافات البلدان الأخرى لما استدعت هؤلاء المهرجين بل ستستدعي مجموعات فلكلورية من كافة أنحاء العالم من إفريقيا التي نود حقاً أن نتعرف عليها لأن إفريقيا هي الطفل الصغير هي المستقبل أو ثقافات مثل (التبت) و(الإسكيمو) و(الماساي) و(أحيدوس) و (إمعشار) لا يمكن حتى أن تأخذ كلها ربع ما يأخذه مهرج وحيد مثل (الشارف خالد) أقصد ( الشاب خالد) لأنه أبداً لن يلقى من المغاربة غير قنينات الزجاج الفارغة والسب والشتم لأنه أهانهم أمام أعدائهم. فهل اتخذت (قريتيف) كل الإحتياطات اللازمة من أجل أن يمر هذا المهرجان الذي تصرف فيه الملايير على أحسن الظروف.
كارثة أخرى تنضاف إلى ملف كوارث عباس وحكومته الكرتونية الشطيطيحة. التي لا محل لها من الإعراب. وتقول لشعب تظن أنه لا يفهم غير لغة العصا.
ولهم نقول (حنا عايقين بيكم المسألة مجرد وقت وحسابكم آتٍ لا محالة).
عندما نتحدث عن الإنتفاضات العالمية لن تسعنا موسوعات لذكرها ولا حتى كتب ولا حتى التكنولوجيا تستطيع استيعاب هذه الكلمة لأنها تحمل بين طياتها الكثير من الأحداث والمعاني والصمود والعزة والكبرياء كل هذا جعل شعوب العالم تتبنى هذا المفهوم في صمودها ونحن في المغرب لا نعرف هذا المفهوم وأبداً لن نعرفه. إلا طائفة قليلة من المثقفين (الإرهابيين) كما سماهم عباس الفاسي حينما اعتصموا في مقر حزبه.وحيدون في اللائحة هم من يعرفون قيمة النضال. أتعلمون لماذا لأن السلطة في المغرب المتمثلة في حكومة (عباس) ترفض ذلك. يكفينا ما وقع في صفرو وسيدي إيفني. (هادي والتوبة) لا نريد أن يتكرر الأمر.
كلنا نعرف معنى النضال لكننا نسبق (الميم) معرفتش ماشفت ماسمعت.
وفي الأخير أقدم عزائي لعائلات الضحايا وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى من انتفاضة الرباط التي كان للمنظمين السيئين لمثل هذه المهرجانات التهريجية يد فيها. وما لحق الضحايا من ضرر في الجسد والأرواح.
عبد الله بولحيارا …ـــــتيزنيتـــــ…
deelyara@yahoo.fr
التعليقات (0)