عباس المرياني تعودنا بعد كل يوم دامٍ ان يطل علينا المتحدث الرسمي باسم خطة فرض القانون بوجه عبوس شديد المحيا يجسد مشهده التمثيلي بدقة واتقان ليعلن ان ما حدث ويحدث لا يمثل خرقا أمنيا!، وان القوات الأمنية نجحت بتفكيك عشر سيارات مفخخة وخمس عشرة عبوة ناسفة ومثلها لاصقة مع القاء القبض على خمسين ارهابيا والعثور على كدس عتاد وخمس بنادق صيد وستة مسدسات كاتم للصوت وثلاثة أخرى ابو الصجمة !, من تلك المسدسات التي يستخدمها الرفيق عزة الدوري، ثم ينهي حديثه دون السماح بطرح الاسئلة أو الترحم على أرواح الشهداء والتمنيات للجرحى بالشفاء، واذا كان سقوط العشرات من الأبرياء وفي مناطق ومحافظات متعددة بواسطة المفخخات أو العبوات لا يمثل خرقا فما هو الخرق في عرف القائد العام للقوات المسلحة و وزير الدفاع و وزارة الداخلية وبعرف الناطق الرسمي لخطة فرض القانون أو قيادة عمليات بغداد؟! ومتى ستعلن الاجهزة الامنية ان ما حدث خرقا أمنيا؟ وما الذي ستقوم به في حالة حدوث مثل هذا الخرق؟ هل تقتل نفسها أو تقدم استقالتها أم انها ستحمّل الشعب العراقي مسؤولية الخرق لأنه سبب الألم والازعاج وأقلق راحة الدولة المدنية؟!. ان ما يحدث من قتل يومي منظم ضد المواطن البريء, أمر محزن ويدعو الى الاستنكار والحزم لمعرفة أسباب حدوث مثل هذه الخروقات اليومية المتكررة ويدعوه ايضا للتساؤل عن دور وزارتي الدفاع والداخلية والقائد العام للقوات المسلحة وهذه الجيوش الجرارة غير القادرة على وقف اعتداء نملة تطال ابناء الشعب العراقي؟, ومن هي الجهة التي بإمكانه ان يلجأ اليها؟ ومتى يعد هؤلاء ان الدم العراقي مقدس وان اراقته تمثل نهاية المدى وانه الحد الفاصل بين الوجود واللا وجود؟، للأسف ان الاستهانة بحرمة الدم العراقي وصلت الى حد أصبح معه التفجير والقتل اليومي أمرا طبيعيا، وايقن القائمون على هذا الأمر ان كل ما يمكن ان يحدث هو برقيات الاستنكار والشجب ومن بعدها, "انا لله وانا اليه راجعون" وعلى عوائل الشهداء ان يتحمّلوا مسؤولية موت آبائهم أو ابنائهم، وعليهم ان لا ينتظروا من الحكومة شيئاً لان قضيتهم ليست مهمة (...) ، لن يتغير شيء حتى لو بقينا نتكلم ألف عام وعام طالما بقي الفكر المسيطر على الملفات الأمنية فكرا تسلطيا ومنغلقا وعارفا بان كل ما يحدث لا يمكن ان يزحزحه من مكانه فلا المؤسسة التشريعية شريفة وقوية لترد الباطل، ولا المؤسسة العسكرية مهنية أو وطنية لتنتفض (...)، ولا الشعب العراقي يعتز بحياته فيثور ليحافظ عليها، قبل أيام أقيل رئيس بارغواي من قبل البرلمان لان (15) قرويا قتلوا!، ترى متى سينتفض برلماننا العتيد وينتصر لأرواح العراقيين الابرياء،، اشك بذلك(...).
التعليقات (0)