مواضيع اليوم

انتصرنا !

ابورفاد العليي

2012-11-22 23:02:49

0

 

في حرب 1973بين مصر واسرائيل تمكنت القوات الاسرائيلية من الوصول الى الكيلو 102 شرق القاهرة وكانت على وشك ان تدخل منزل السادات ، وراينا في ذلك انتصارا عظيما لنا ، وها نحن نحتفل به كل سنة فيما يسمى انتصار اكتوبر ، ولولا اننا استجدينا امريكا لتوقف اسرائيل عند تلك البقعة لوصلت اسرائيل للحدود الليبية ، ولأعتبرنا ذلك انتصارا اعظم ! وانتصرنا .

وفي حرب 2006 بين حزب الله واسرائيل تمكنت القوات الاسرائيلية من تدمير الضاحية الجنوبية في بيروت بالكامل وحولتها الى كومة من الحجارة كما قامت بقتل الاف اللبنانيين وحرق مناطق شاسعة في جنوب لبنان ، وفي المقابل تمكن جنودنا البواسل من ابناء حزب الله بدك نافذة لمنزل مواطن اسرائيلي وتمكنت بفضل الله من كسر زجاجا تلك النافذة ، واعتبرنا ذلك انتصارا عظيما لنا ! وانتصرنا .

وفي حرب 2008 بين اسرائيل وحماس تمكنت اسرائيل من صب الرصاص فوق روؤس الحمساويين ومعهم ابرياء غزة المغلوب على امرهم وتمكنت من تدمير كل شئ في غزة وحولت غزة الى جحيم لا يطاق واختبأ بعض قيادي غزة في الانفاق ، كما تمكنت اسرائيل من اغتيال بعضهم كالقائد المهم في حماس ( سعيد صيام ) ، بالمقابل تمكن جنودنا من ابناء حماس من ارسال صواريخ (قسامية ) احدثت شرارة في سماء جنوب اسرائيل ، واعتبرنا ذلك انتصارا كبيرا لنا ! وانتصرنا .

وفي سنة 2012 ومنذ ايام قليلة حدثت مواجهة اخرى بين اسرائيل وحماس على حساب دماء المواطنين الابرياء في غزة فقامت اسرائيل وكعادتها بضرب كل شئ في غزة وتمكنت من اغتيال القيادي البارز احمد الجعبري بأقل مجهود ، وفي المقابل كان الاخ اسماعيل هنية يقوم بالاتصال بالشباب فيقومون بارسال صواريخهم ( العبثية ) من فوق اسطح احد المباني ، فتقوم اسرائيل بقصف المبنى ومن فيه من النساء والاطفال وما علينا بعدها سوى ان نحمل جثث اولئك الاطفال ونتاجر بها امام وسائل الاعلام العالمية في اسوأ طريقة للمتاجرة بجثث الاطفال ، ومع كل ذلك اعتبرنا المتاجرة بجثث الاطفال انتصارا عظيما لنا وها نحن نحتفل به في شوارع غزة ! وانتصرنا .

لقد نجحت اسرائيل في اغتيال ابوجهاد في تونس و احمد ياسين مؤسس حماس وعبد العزيز الرنتيسي وعماد مغنية القائد العسكري لحزب الله واحمد الجعبري القائد العسكري لحماس ، وغيرهم الكثير والكثير من رجالنا ،،،، لكننا بالمقابل تمكنا من اختطاف الجندي ( الغلبان ) شاليط ، وتمكنا من كسر نافذة في تل ابيب ، وانتصرنا .

لا تسألني عن مقاييس الانتصار ، لأني ساعتبر ذلك تكلفا منك ، فمقاييس الانتصار عندنا تختلف عن مقاييس الانتصار التي تعهدها ، او تلك التي يتبناها العالم ، فمقاييس العالم تأخذ بعين الاعتبار عدد الضحايا من القتلى والمصابين ، وعدد الاليات التي تم تدميرها ، وعدد المباني التي دمرت ، والخسائر المادية المختلفة ، اما نحن فمقاييسنا بمقاييس افواهنا وحناجرنا ، وبارتفاع اصواتنا ، وبجعجعتنا ، وباختيارنا للكلمات الرنانة .

لقد تمكنا بفضل الله تعالى في كل هذه الحروب والمواجهات وحتى المفاوضات من تدمير المقاييس والقوانين والمعادلات وقصفنا المنطق ونسفنا الحقيقة نسفا ، وانتصرنا .

في الايام القادمة ستعود صواريخنا العبثية تشتعل مثل عود ثقاب في سماء الجنوب الاسرائيلي لتدمير تلك الهدنة الهشة ، وستعود اسرائيل للرد بقوة وستقتل بلا هوادة وسنخرج مرة اخرى ونحتفل ونرقص فوق جثث القتلى من مواطني غزة ونقول ، انتصرنا

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !