مواضيع اليوم

انتصرت ثورة الخميني فخسرت ايران وشعوبها .

عبد العراقي

2009-02-01 18:23:05

0

انتصرت ثورة  الخميني فخسرت ايران وشعوبها .

      يقول الرئيس الايراني  احمدي  نجاد اثناء  حفل اقيم في  ضريح الخميني  بمناسبة  مرور ثلاثين عاما على انتصار  ثورتهم , ان" الثورة الاسلامية" في ايران   ماتزال  حية  بعد مرور  ثلاثين  عاما  على انتصارها  ويضيف انها لم تعد   محصورة بحدود ارض ايران  بل  هية امتدت  الى  خارج  حدودها  وهذا  اعتراف  كامل  من  هذا الرئيس بان  ثورته التخريبية  انتشرت في  الدول  المجاورة  لايران  وانه  يسيطر على  ادوات هذه الثورة  بيده ويد مرشد الثورة  فماذا ننتظر لنقتنع ان ايران  هية العدو الرئيسي للعرب  وللاسلام , وقال حسن الخميني  حفيد  مؤسس الجمهورية" الاسلامية " في ايران  انه بفضل الاسلام  شهدنا انتصارات  في لبنان وغزة وقال انه  فخور  والايرانيون بان الخميني  كان رافع  راية "الاسلام "  طبعا  ماحدث  في لبنان  وغزة هو انتصار  لايران لانها لم تدفع  الاف الارواح   ولم تدمر  مدنها  ثمنا لهذا "الانتصار" وقد اكد  رفسنجاني  ان  ماحدث  في لبنان  وغزة  هو  بفضل  التدخل الايراني  فهل بعد هذا الكلام كلام , لقد  بلغت العنجهية الايرانية الى الحد الذي يطالب  به  نجاد من امريكا الانسحاب  من جميع  دول العالم  والاعتذار لايران  حتى  يقبل بالحوار معها  , لانه يعتقد ان ايران  دولة عظمى  تريد تغيير العالم  ليكون اكثر  عدلا لكن المؤشرات,  كلها  تقول ان خوف ايران مما هو قادم هو ما يدفعها الى تصعيد لهجتها للظهور في  موقف القوي الواثق  من نفسه  وهي على  عكس ذلك تماما .

    في الفترة التي سبقت  عام 1979 كانت ايران تعاني من  مشكلات كثيرة اقتصادية  واجتماعية وسياسية  وكان الشعب الايراني يتطلع الى تحسين اوضاعه والخلاص من نظام الشاه  المستبد   فقدم   في  سبيل  هذا الهدف   مئات الشهداء  ومن كافة اتجاهاته  السياسية  الاسلامية و اليسارية   والليبرالية  مثل حركة تحرير ايران و الجبهة الوطنية بقيادة محمد مصدق  لكن الخميني استطاع  ان يعمل  وحدة  تجمع هذه المكونات  مع  رجال الدين التابعين له   تحت قيادته بعيدا عن  الخوض في التفاصيل  التي  تفرق هذه  المكونات  وقد هدف الخميني  من ذلك ابعاد  اي  امر  قد  يجعل من هؤلاء  معارضين  لمايريد   فهو يعرف  ان  هدفهم هو اقامة  ملكية دستورية وليست  جمهورية اسلامية  وفق مايريد  ولانه غير مستعد  لمواجهتم  في بداية  ثورته  فقد استخدم معهم اسلوب الخداع   والتقية  حتى ياتي الوقت المناسب لتصفيتهم , وقد جاء الوقت المناسب  سريعا فبعد  مرور اشهر  على الثورة  شعرت  الحركات التي  كانت  تحلم بالديمقراطية  بخيبة امل  كبيرة عندما  قال الخميني كلمة المشهورة  ضد الديمقراطية ( لاتستخدموا الديمقراطية لانه مصطلح ومفهوم غربي)  وبعد ايام  امر باغلاق  عشرات الصحف  والمجلات  التي شعر انها  معارضة لفكرته  عن  الدولة الاسلامية , وبعد ان  قامت المظاهرات المنددة بهذا العمل  غضب الخميني وخاطب  الشعوب الايرانية  بكلمة لايمكن لقائد  يحترم  شعبه ان  ينطقها  فقد  قال  واصفا من قاموا بالمظاهرات ( كنا نظن اننا نتعامل  مع بشر , لكن يبدوا ان الامر ليس كذلك )  فهل يمكن لقائد  ثورة " اصلاحية اسلامية " كما يصفها  ان يخاطب شعبه  بهذا الاسلوب  وقد هدد من يقومون بالمظاهرات الاحتاجيجية انه  سيعدمهم  بتهمة  الردة اذا لم  يتوبوا , ولكي  يكمل  ما بداه من  تجهيل  للشعوب الايرانية اعلن عن ما يسمى  بالثورة الثقافية  فاغلق  الجامعات التي  اعتبرها  معقل للفكر  اليساري  وقد   فصل اكثر من عشرين الف من المعلمين  ومدرسي الجامعات   فضلا  عن  ثمانية الاف  ضابط  باعتبارهم  متغربين  اكثر من اللزوم .

     وبعد ان افاقت الشعوب الايرانية  من حلم الثورة" الاصلاحية الاسلامية "  وذهبت عنها  سكرة  التغيير الموعود  ورات واقعها المرير وما الت اليها  امور دولتها ,تحول التذمر الذي  كان   في زمن الشاه  موجها الى الملالي , و تحول الخوف من البوليس السري " السافاك" الى الخوف من الحرس الثوري , وازدادت الانتهاكات  ضد حقوق الانسان اضعافا عن ما  كان  يحدث في  زمن الشاه  فاصبح التعذيب والسجن  بدون محاكمات  وحتى القتل  والاغتيالات  للمعارضين  شائعا  باسم الدين فتهم التكفير  والابتداع  كانت  جاهزة  لتلصق  بمن  يعترض من رجال  دين وغيرهم فحتى الحركات الاسلامية لم  تستثنى من  قاعدة  الاقصاء الخمينية  فهذا شريعة مداري  يوضع تحت الاقامة الجبرية  ولم يسلم حتى الذين هربوا الى خارج ايران  فهذا شهبور بختيار  يغتال بعد عقد من هروبه في باريس  على يد مخابرات نظام الملالي  , واضطهدت المراءة  وسلبت حقوقها  باسم الدين  والاصلاح  فالصقت تهمة البدعة  بمعارضي  الخميني  من رجال الدين فاعدم منهم المئاة وخاصة من الطائفة البهائية  فانحرف الخميني  بالثورة  وصادر احلام  وتضحيات الشعوب الايرانية  وجيرها لمصلحته   ومصلحة المنتفعين  من حاشيته , واهمل الشعب  مرة اخرى على  يد من  اعتقد انهم منقذيه حتى اصبح الحكم في ايران  حكما  ثيوقراطيا  قاتلا  لكل  فكر متحرر  ادى الى نشوء  اسواء  دكتاتورية دينية عرفها العصر الحديث , فعلى الرغم من الانتخابات  التي  تجري  في ايران اليوم  فانها  لايمكن  لها ان تخلق  وضعا  مغايرا لما يريده  ولي الفقيه لانه ببساطة مسيطر على  كل مفاصل الدولة  ويسيرها  بالنار  والحديد بعيدا عن انظار العالم بعد ان انشاء  وضعا سياسيا  لايمكن   لاي  مصلح اختراقه  مهما كانت قوته وتاثيره .

 ولكي  يصدر ثورته التخريبية الى العالم  بداء  بحربه  العدوانية على العراق   فقتل بسببها   اكثر من مليونين من الايرانيين والعراقيين   واستمرت  بعناده  واصراره على العدوان ثمانية اعوام  فقد  بسببها البلدين   فر صة اللحاق  بركب الحضارة العالمية  ولم تنتهي احلامه الا بتجرع السم   وقبوله  بمنطق  السلام مرغما .

      وهكذا  خسرت الشعوب الايرانية  وبلدها  الكثير   بانتصار  ثورة الخميني "الاسلامية


التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !