انتصار الديموقراطية للحجاب التركي
أثر حضور العلمانية في تركيا على الحريات الدينية بالبرلمان التركي , فقد صدر قانون أبان رئاسة أجاويد للحكومة قانون يمنع ارتداء الحجاب بالمؤسسات والمصالح الحكومية وذلك في العام 1999م , قانون قوبل بمحاولات لكسر شرعيته لتعارضه مع حرية الأفراد فحاولت النائبة انذاك مروة قاوقجي الاعتراض فارتدت الحجاب ودخلت البرلمان وهي ترتديه فأخرجت بالقوة وسحبت منها الجنسية لأنها عدوة للعلمانية , تطرف لا نظير له ..
مع وصول حزب العدالة والتنمية ذا التوجه الإسلامي الليبرالي حاول إلغاء القانون لكنه لم يستطع فبدأ بتغيير المزاج العام للمجتمع التركي الذي نشأ على العلمانية كتيار أوحد يحكم الإنسان والمجتمع , أربعة عشر عام والحزب يعيش صراع مع الأحزاب العلمانية صراع لقي دعم الليبراليين المستقلين , إذ وقع 2000 ليبرالي على وثيقة تناهض قانون منع ارتداء الحجاب بالمؤسسات والمصالح الحكومية , وثيقة اعتبرت القانون توغل للعلمانية ومضاد للحريات المدنية والدينية , وأن المرأة من حقها ارتداء الحجاب وحين تمنع من ارتداء الحجاب فذلك يعد انتهاك لخصوصيتها واضطهاد للإنسان وتدخلاً في معتقده الذي يؤمن به , واعتبرت الدولة دولة ديكتاتورية بتبنيها مثل تلك القوانين القاتلة للحريات !
صراع مرير قادة حزب العدالة والتنمية بدعم من الحركة القومية والليبراليين إلى أن صدر قرار بإلغاء القانون وانتصرت الديموقراطية التي من أبسط صورها وقواعدها تحالف الأحزاب والتيارات لتحقيق مصالح الناس وحماية حرياتهم المختلفة بغض النظر عن الاختلاف الأدلوجي بين تلك الأحزاب أو التيارات فهدف الديموقراطية لا ينحصر في تعزيز المشاركة الشعبية أو المحاسبة أو تحقيق مفهوم الدولة المدنية ذات المؤسسات السياسية والنقابية والحقوقية المختلفة بل يشمل حماية الحريات لأن لا ديموقراطية من دون حريات أياً كانت تلك الحريات !! ..
لأول مرة وبعد أربعة عشر عاماً دخل الحجاب البرلمان , فأربع نائبات ارتدين الحجاب وسط فرحة عارمة بانتصار الحرية على الديكتاتورية الفكرية السياسية ..
ديموقراطية تركيا لم تكتمل بعد , فهي تسير بطرق متعرجة وعلى الرغم من عدم انتصار تلك الديموقراطية لحريات الأقليات المضطهدة الإ أن ذلك لا يعني أن تلك الديموقراطية لن تحقق شيئاً للحريات الفردية فهي تؤمن بثقافة الوئام والسلام والخصوصية ولا تؤمن بالكراهية والعنف ولغة التخوين والإقصاء في غالب أمرها لأنها تنسجم مع الأحزاب ذات التوجهات المختلفة في المباديء العامة وتختلف في الأفكار وطريقة تنفيذها ..
انتصار الحجاب بدعم من بقية الأحزاب والتيارات والشخصيات لابد أن يعقبه انتصار لبقية الملفات الشائكة والعالقة ولعل من بينها الأقليات وحرياتهم التي تواجه الموت البطيء بنفس عالي وطاغي , فانتصار الحرية يعني انتصار للديموقراطية وترسيخ لمفاهيم التعايش والتعددية وذلك ما نأملة من الحزب الحاكم حزب العدالة والتنمية والأحزاب الأخرى ذات النفس الحر المعتدل ...
ديموقراطية تركيا تختلف عن ديموقراطية العرب بعد الربيع العربي الذي لم يثمر حتى الان فالديموقراطية العربية تعني إعادة الديكتاتور للحكم عن طريق صندوق الانتخاب بينما الديموقراطية التركية الوليدة أثبتت أنها تٌعيد للمجتمع حرياته عن طريق التعايش ورفض لغة التخوين والسيطرة على المجتمع بكافة أطيافه ونتمنى أن تستمر في ذلك الطريق ...
التعليقات (1)
1 - الثمر المر
أحمد - مصر - 2013-11-04 23:13:11
في مصر أثمر الربيع العربي علقوماً ومراً هو السيسي إبن اليهودية وزوجته التي لها نشاط مشبوه في الدعارة