انتخبوني و.. أرقدوا !!
مما تتميز به تجربتنا الانتخابية أنه في أعقاب الانتخابات للمجالس البلدية لن تسمع من يشتكي مما اعتدنا سماعه في بلدان عربية أخرى سبقتنا في مجال ثقافة "الانتخاب" كشراء الأصوات وتزوير نتائج الانتخابات .. إذن ، هذه ميزة تحسب لنا .
كذلك ، وأثناء فترة المجلس البلدي لن تسمع ناخبا يقول بصوت عال : ذلك المرشح الذي "أهديت" له صوتي لم يفي بما وعد به في برنامجه الانتخابي .. وذلك لسببين احدهما مبني على الآخر ، وهما :
أولا : المرشح الذي يفوز في دائرته بأعلى نسبة من أصوات الناخبين ويصل لعضوية المجلس البلدي لا يختلف في واقع الأمر عن أي موظف في أي قطاع آخر ، فحتى لو كان صادقا ومخلصا فيما وعد به وناء بنفسه عن أي مصدر للعدوى "بفايروس" الفساد ، وحتى لو حاول الخروج عن النمط الثابت للخدمات البلدية وعادتها المزمنة التي لا يرجى "شفاءها" في التركيز على الشارع الذي يمكن أن يمر به أي مسؤول كبير وترك البقية للحفر والبعوض مرتعا فسيصطدم بصخرة بيروقراطيتنا العتيقة ، وتلك الصخرة كفيلة بطحن ما بقي في رأسه من حب (ماطحن)!
أما السبب الثاني فهو أن الناخب يدرك مسبقا هذه الحقيقة ، ولذلك فلا بأس من وجهة نظره ، والحال كذلك ، أن يختار مرشحه على أساس "الفزعة" والمجاملة والقبيلة ، ولسان حاله يقول : ماذا نخسر كناخبين؟ وماذا نستفيد ؟!! .. الأمر سيان سواء وصل المرشح لعضوية المجلس البلدي عن طريق الانتخاب أم عن طريق "المعروض" وهو رمز راسخ من مكونات "ثقاتنا ..فانتخاباتنا و"المعروض" : وجهان لعملة واحدة !!!
وبمناسبة الكتابة في هذا الموضوع فقد وصلتني هذه الرسالة النصية الداعائية من ( intekhab ) تقول :
أخي الناخب الآن بدأت الحملات الانتخابية تعرّف على المرشح الأقدر على الإسهام في تطوير الخدمات البلدية والأكفأ في تحقيق تطلعاتك وطموحاتك .. انتهى النص .
وأقول تعليقا على ذلك : هذه الرسالة الدعائية العامة تتعارض بالصدفة مع ما قصدته في مقالي البسيط أعلاه .. فربما كنت لا أدري أن هناك من المرشحين من هو الأقدر إسهاما في تطوير الخدمات البلدية !!!
وأن كنت أدري أن هناك العديد من الكفاءات ولكنها كفاءات لا تملك مقومات القدرة على الإسهام في شيء إيجابي .. لذلك لا أتفق مع الأخوان المعترضين على منح الأصوات بناء على النخوة والقرابة والمجاملة والفزعة ... خلوهم يترزقون الله !!!
تركي سليم الأكلبي
التعليقات (0)