مواضيع اليوم

انتخبوني انا ..وح اكلكم لحمة !!! -2-

هاشم هاشم

2009-11-12 12:24:27

0

 

 

تاثير الاحزاب الاسلامية ودورها في المجتمع العراقي

 


الأحزاب الإسلامية او الدينية إن صح التعبير لم تختلف عن الأحزاب السابقة في محاربة التكوين الاجتماعي بل كانت لها أساليب غير مسبوقة في تمزيق النسيج الاجتماعي على الرغم ما تدعيه من انها تدعوا الى سن قوانين الهية بدل الوضعية وانها تنبع من فلسفات غاية في النزاهه والتدين والعدالة!!!! واذكر لكم الأتي: ذات افكار
في فترة ما بعد عام 1991 وإحداث ألانتفاضه في الجنوب والشمال نشطت الأحزاب الإسلامية المعارضة للحكم في العراق وكانت ذات سطوة وحضور غير مسبوق في اغلب مدن العراق
كانت سياسات الأحزاب الدينية تعتمد على تجنيد الموتورين من أبناء مجتمع معين من لون معين وطيف معين تحديدا. او من هم يعانون اصلآ من عقد نفسيه او اجتماعية او حتى اقتصادية, اي ان كل شخص كان يعاني من أزمة عاطفية مثلا يحب فتاة غنية او من عائلة ذات مستوى ثقافي او اجتماعي مرموق والفتى نفسه من عائلة بائسة او فقيرة وهو يعيش في حال نفيسة مزريه. او شخص أخر له أب يعمل عملا حقيرا ولا احد في المنطقة او المحلة يحفل به او يهتم لامره او يدعوه الى الولائم ويوسع له في المجالس او يحتفى به عند قدومه.. او شخص ابوه متوفي وامه تعيل العائله كأن تعمل ((حفافه او غسالة ملابس او خبازة))او يسمى ذاك الفتى بابن الحفافه او ابن الخبازة

هذه النماذج كانت تمثل صيدا سهلا لقادة ومنظري الأحزاب الدينية الذي يراقبون المجتمع من زوياه المنظلمة والقاتمة ويحركوه من هناك و للبحث عن هكذا نماذج ومصادقتهم وتقديم المواساة لواقعهم والإيحاء لهم ان الدولة الإسلامية القادمة هي من سوف يحقق العدالة المنشودة والرخاء والأحلام الوردية ثم يقدم له مبلغ نقدي هبه وعمليات بسيطة لغسل الدماغ وما يصبح ايجابيا مع من يجنده حتى يفاتح رسميا بالانضمام إلى الحزب ليجد الشخص انه متورط بإعمال اقل ما يقال عنها انها جنائية وذات إبعاد وعواقب قضائية وعشائرية ناهيك عن كونها سياسية محظورة بالدرجة الأساس وانه قد تورط في أمور اكبر منه ولا مجال للعودة وتدارك الأمر ثم يصبح أداة للقتل والتدمير لا تهدءا أو تمل !!!

اذكر عندما كنت طالبا في المتوسطة في منتصف ثمانينيات القرن الماضي كان لي صديق من عائلة فقيرة وأبوه يعمل أجير في إحدى المقاهي, كنا نعيش كأصدقاء مع آخرين من زملائنا نعيش يومنا ولا نفكر بغدنا الا بقدر ما يحمله من واجبات مدرسية او مواعيد مباريات ونزهات وجلسات سمر اواي أشياء بسيطة لم تكن بيننا اي عقد نفسية او حسد او بغض لله الحمد بل منا اكثر من اصدقاء وصديقنا المشار اليه كان سعيدا بنا وحيوي معنا ومع الكل وهو ايضا شاعر شعبي جيد
كبرنا وأصبحنا مراهقين وكل واحد منا يحلم بفتاة أحلام من خياله او من الواقع وأصبحت أحديثنا عن أمور الفتيات وإسرارهن وما يخفيه هذا العالم الغامض الجديد أصبح احد الأصدقاء يحدثنا يوميا تقريبآ عن صديقته ابنة الجيران عن جمالها وتسريحتها وملابسها وطريقة كلامها ورقتها وحسنها وضرفها باسهاب شديد , وكيف انه يبحث عن وسيلة لصداقتها ثم مصارحتها بحبه اما نحن فكنا نطرب فرحا لسماع إخبار جديدة من هذا النوع وربما كنا نحسده بعض الشيء....................
اما صديقنا ابن عامل المقهى فأصبح يوما بعد يوم معقد ولا يجلس معنا وكئيب وضجر من كل شيء ومستواه الدراسي تراجع بوضوح, وعندما قررنا ان نقرب منه وفهم ما الم به قال لنا بالحرف على ما اذكر ((ان المجتمع فاسد والمجتمع منحل ولا يرجى منه إصلاح ثم اخذ يتهكم على فساد أخلاقنا وبحثنا عن الفجور في علاقات عاطفية شائنة ....))
تركناه عند هذا الحال وقررنا الانسحاب وتكتمنا على أمره خصوصا إني وآخرين من أصدقائي من عائلات يعمل فيها من اهلنا كرجال للسلطة او الدولة وفي مناصب مهمة نوعا ما
مرت أيام وصديقنا منعزل وأطلق ذقنه واخذ يرتدي ملابس داكنة ا و سوداء لكنه كان على ما يبدو يراقبنا ويرصد ردود أفعالنا ..ذات يوم جمعتنا به صدفه في مكان معين واخبرنا ه ان المستقبل إمامه وان الدراسة هي السبيل الوحيد لكي يصنع الشخص مكانته في المجتمع لا ماله او مكانتة اهله والوطن يعطي من يعطيه ويكبر في الناس اصحاب الطموح ويحتقر الميت مهما كبر كما يقول الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي ... ... كنا نحاوره هكذا لكي نحثه على الدراسة والمذاكرة ة ترك الانعزال والكآبة لانه صديق قديم ..فاجئنا هذه المرة بكلام أول مرة نسمعه وكان السبب في انقطاع العلاقة بيننا فقد قال::
((ان المجتمع فاسد لان الحكومة فاسدة وشخص الرئيس صدام حسين هو السبب في كل المصائب في المجتمع, لماذا يجبرنا إن نسمع مثلا مائدة نزهت او مي ووحيد في التلفزيون الحكومي وهو لكل الشعب بدلا من محاضرات العلامة احمد الوائلي !! لماذا يعلن الحرب على جمهورية إسلامية ويقتل شعب يشهد بان لااله الا الله وان محمد رسول الله !!! لماذا يساعد شخص مسيحي وهو ميشيل عون بالمال والسلاح ويشعل فتنه بين ابناء بلد عربي ويرك الآلاف الفقراء من العراقيين وهم من بحاجة لهذه الأموال!!!
وتحدث طويلا وهذا ما اذكره منه ...انقطعت العلاقة لأنها أصبحت ضمن السياسيات المحظورة. في ذاك الوقت أدركت حينها إنا شخصيا ان الكلام هذا ليس كلام صديقنا بل هناك من يلقنه به وكان حدسي في محله فعندما حدثت إحداث عام 1991 كان صديقنا ضمن المليشيات المقاتلة ضد الحكومة وهرب بعدها الى ايران واليوم هو في السويد وقد التقيته مؤخرا لفترة وجيزة اخبرني فيها بكل صراحة وجراءة كما عرفته سابقا : انه طوال هذه السنوات التي قضاها في المعارضة كان يقاتل هو وآخرون من اجل لاشيء ولو لا زواجه وسفره وراء زوجته الى السويد ((بطريقة لم الشمل )) لقتلهم الجوع والعوز في ايران ,ذكر لي من المساؤءالكثير لما لقيه من عذاب في غربته وسفره وعمله مع المعارضة لو اتسع المجال لذكرت بعضا منه.
من هذه القصة نجد عمق المسئااة التي حلت بالمجتمع العراقي ومحاولات تفتيه وتمزيقه, من خلال تتبعي كمواطن له اطلاع على ما يدور في بعض المدن المتوترة امنيا ايام التسعينات اجد انه اغلب عمل الأحزاب الإسلامية كان يتركز على الدعيات والإشاعات المرجفة بالدولة مثل إعطاء الأردن كهرباء وحرمان الشعب او وضع الكبيل الرئيسي للكهرباء في الأرض لتسريب الكهرباء الزائدة وغيرها... وكان ايضا اخطر شيء يقومون به هو الاغتيالات والحقيقة ان الاغتيالات كانت مستمرة في هذه المدن الانه من خلال دراسة طبيعة هذه العمليات وبعد ان التقيت انا ووالدي وبعض الاصدقاء ممن يعملون في مجال امني صرف وتحاورت معهم طويلا وكذلك مع اهل ضحايا هذه العمليات أجد أن الأمر محير فعلا فمثلا كانوا يقتلون شخص بدرجة عضو منظمة وهو غير نشط حزبيا ومعروف بهذا الامر لدى مجتمعه ,,ويتركون آخر بدرجة عضو شعبة حرا طليقا يفعل ما يحلو له حتى وان كان سيفا وحربا عليهم..
او الاغتيالات احيانا تطال اناس علاقتهم بالسلطة مشكوك بها ويشوبها غموض ..بعد ان فكرت في الأمر مليا واستذكرت الكثير من تلك العمليات وروايات ضباط امن عنها وروايات ذوي الضحايا استطيع ان اخرج بنتيجة واحدة ان الاغتيالات كانت تهدف بالأساس هو تمزيق النسيج الاجتماعي لتلك المناطق وعمل الشك و وإثارة الاتهامات التي يمكن ان تتهم عشيرة مثلا عشيرة أخرى او أسرة تتهم أسرة أخرى أنها كانت وراء اغتيال ابنهم لانه ليس ضمن رجال السلطة او شخص غير مؤثر وان كان ضمنهم لانه حاله حال اخرين مثله لم يطالهم الاغتيال
او هناك عداوات أسرية او عشائرية او خلاف بين شخصين اثنين يصفى احدهم جسديا فيتهم ما كان عدوا له !!!!والعمليات كانت تنفذ في ظروف غامضة وليلية وكان من ينفذها أشباح لا شكل لهم ولا استمرارية لهم فحقا هم محترفون بذلك ...
الحق يقال أن هذه السياسة نجحت لمصلحة تلك الأحزاب والجهات ومن يقف وراءها في إرهاب وتخويف وترهيب العشرات من أبناء الجنوب والوسط واليوم هي ترى في هذه الأحزاب بعبعا يقض مضاجعهم وكابوسا جاثما على صدورهم من خلال التجربة المرة طوال 13 سنوات قبل سقوط بغداد 2003
من هنا استطيع ان اقو ل ان المجتمع عانى من الويلات الكثير الكثيرو من المحاولات للنيل من وحدة وعلاماته البارزة وعادته وتقاليده نتيجة للممارسات أحزاب وجهات كثيرة ناهيك عما عاناه المجتمع من انعدام الخدمات والجوع والعوز والفقر أيام الحصار الاقتصادي ومع ذلك بقي العراقيون أقوياء وأذكياء يستطيعون اكتشاف مواضع الخلل وتشخيصه لكن المجتمع العراقي مجتمع لأناس متعايشون ضمنيا وليسوا ضمن تنظيم سياسي او اجتماعي متبلور وذو هيكل تنضمي واضح .او ذو امكانيات وقدرات مما تملكه الاحزاب والجهات السياسية . اي انه غير منظم ا ومهياء ان ينتظم ضمن بوابات سياسيه او نقابات او منتديات معينه وان وجدت فسوف ليسمح لقوى غير الأحزاب المتنفذة في الساحة ان تتسيدها وتحرك دفة المجتمع من خلالها
رغم ان الأحزاب السياسية اليوم تتجسس ان صح القول على المجتمع العراقي ومحاولة فهم ما يفكر به الناس ثم الالفتاف عليه والاستفادة منه قدر الإمكان.... مثلا عندما كان العراق يدخل الحروب والمنزلقات الخطيرة كا ن العراقييون يقولون ان حزب البعث أصبحت أبوابه مشرعه لكل من هب ودب ليكون وزيرا او ضا بطا وهو اما أمي جاهل غير متعلم او بائع ثلج !! او ذو خلفية اجرامية وهم لايلصلحون لقيادة البلد والعبور به نحو ضفة الامان والرخاء ....
عندما أتت الأحزاب الحالية التفت على الأمر بعد ان د رسته جيدا. وادعت ان كل اعضاوءها وانصارها هم دكاترة وعباقرة وبروفسورية!!!! وبعد ان فشلوا هولاء الدكاترة في أدارة البلاد وقادوه إلى حرب طاحنة وفساد مالي وأداري ماله نظيرجعل العراق اسؤاء من افغنستان عنفا والصومال فسادا قال الشعب إن السبب هو الحزبية الضيقة والعمالة والولاء للبلدان التي كانت تاويهم او من نفس الطيف والمذهب هو من وراء ذلك
فعادت الأحزاب الى الادعاء انها سوف ترشح مستقلين ضمن قوائمها الانتخابية وكثرة عبارة القائمة الفلانية والقوى المستقلة او القائمة الفلانية المستقلة ايام النتخابات مجالس المحافظات
وعندما ازف موعد الانتخابات النيابية وفهم السياسيون الحاليون ان الشعب العراقي كره الطائفية والطائفيون قال الجميع من الاحزاب والحركات الساسية انهم كونوا تحلفات ذات طابع وطني واصبح الجميع اليوم وطني وغذا سوف يلبسون ثوب جديدوحلة جديدة وياتون بكينونة جديدة حسب ما تقتضيه المصلحة والزمن ورحم الله الجواهري:::


أي طرطرا تطرطري تقدمي تأخري
تشيعي تسنني تهودي تنصري
تكردي تعربي تهاتري بالعنصر
تعممي تبرنطي تعقلي تسدري
كوني اذا رمت العلى من قبل أو دبري
صالحة ( كصالح ) عامرة( كالعمري )
وأنت إن لم تجدي أبا حميد الاثر
ومفخراً من الجدود طيب المنحدر
ولم تري فالنفس مايغنيك أن تفتخري
فالتمسي أباً سواه أشراً بطر
طوفي على الاعراب من بادٍ ومن حضر
والتمسي منهم جدوداً جدداً وزوري
أي طرطرا إن كان شعب جائع أو خلق عري
أو أجمع الست ملايين على التذمر
أوحكم النساء حكم الغاصب المقتدر
أو صاح نهباً بالبلاد بائع ومشتري
أو نفذ المرسوم في محابر وأسطر
أو أخذ البريء بالمجرم أخذ طرطر
أو دفع العراق للذل والتدهور
فاحتكمي تحكمي وتحمدي وتؤجري
أي طرطرا تطرطري وهللي وكبري
وطبلي لكل مايخزي الفتى وزمري
أعطي سمات فارغ شمردل لبحتري
وأغتصبي لضفدع سمات ليث قسور
وعطري قاذورة وبالمديح بخري
وشبهي الظلام ظلماً بالصباح المسفر
والبسي الغبي والاحمق ثوب عبقري
وأفرغي على الرعاديد درع (عنتر)
أن قيل أن مجدهم مزيف فأنكري
أي طرطر سيري على نهجهم والاثر
طولي على كسرى ولاتعني بتاج قيصر
كوني على مافيك من مساويء لم تحصر
كوني على الاضداد في تكوينك المبعثر
شامخة شموخ قرن الثور بين البقر




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات