(( انتخبوا مرشحكم جبار الحداد ))
شيكاغو – أنس ألبياتي
لمراسلة الكاتب مباشرة والنقاش حول الموضوع
Anass.albayati@iraqimutualaid.org
لم يبقى سوى بضعة ايام على موعد اجراء الانتخابات الرئاسية في مصر والتي اعدها فعلا من اهم الاحداث التي تشهدها بلاد الربيع العربي كما يطلق عليها. ورغم ماشاب الفترة الانتقالية في مصر من حالات مؤسفة ولكن علينا ان نعترف ان هذا هو ديدن الفترات الانتقالية في جميع بلدان العالم وكما ذكرت فبرغم كل ماجرى تكاد تكون الفترة الانتقالية لحين انتخاب الرئيس نموذجية اذا ماقورنت بعدة دول اخرى في فتراتها الانتقالية.
ورغم ان الصراع بين المرشحين على منصب الرئيس على اشده وبالتالي وصلنا الى مرحلة متوقعة قبل الانتخابات وهي مرحلة اطلاق الوعود والتي يحاول المرشحون من خلالها كسب ود الجماهير بالحصول على اصواتهم! من المنطقي ان تكون الوعود التي يمكن ان نطلق عليها العامة تكون مقبوله ولكن المثير ان يطلق المرشحون وعود وهم اول من يعلم انهم لايستطيعون تنفيذها وبالتالي ندخل في مرحلة الكذب واذا كان الرئيس المرتقب يبدا حملته بالكذب فاهلا وسهلا بالسراق والخونة ! ولنا في العراق وتجربته خير دليل على ذلك برغم الفوارق الشاسعة بين الانتخابات التي جرت في العراق ومايجري في مصر حيث ان العراقيون ينتخبون مجلسا للنواب وبالتالي يخولون هذا المجلس بكل الصلاحيات لانتخاب الرئيس وباقي اركان الدولة! ومن الطبيعي ان الجميع يعلم ان دور مجلس النواب في كل انحاء العالم هو دور تشريعي رقابي اي ان مهامه تنحصر في تشريع القوانين ومراقبة السلطة التنفيذية! وعليه فاني من الممكن ان اتفهم وعود المرشح المصري لمنصب الرئيس حتى وان كانت كاذبة على اساس انه سيكون صاحب القرار وممكن ان يتخذ قرارات يتحمل مسؤوليتها! لكني الذي لايمكن ان افهمه مطلقا من السادة اعضاء مجلس النواب العراقي ابان حملاتهم الانتخابية وعودهم التي لايمكنهم باي حال من الاحوال تنفيذها لانهم ان وصلوا سيكونون اعضاءا في مجلس النواب اي السلطة التشريعية التي تشرع القوانين وبالتالي فانه من المستحيل ان يحقق ماوعد به لانه لايملك هذه السلطة وهذا الذي جر العراق الى ماهو فيه من عوار سياسي وهو ان الوعود الكاذبة كانت كثيرة ولم يحققها احد والشعب المسكين هو الوحيد الذي صدق هذا الكذب وهو يحاسب لانه صدق الكذب بينما لايحاسب من قام بالكذب؟ والكهرباء والخدمات والامن والاستثمار خير دليل على مااقول!
اعود الى انتخابات الرئاسة المصرية فأحد المرشحين وهو يجيب عن سؤال متعلق بأستضافته لاشخاص معينين في حال اصبح رئيسا للجمهورية وقال ردا على ذلك ساكون ملتزما بمواعيد اخرى بمعنى انه لن يقابلهم! لتمتلئ القاعة بالتصفيق له ولكني اريد ان ابين اننا نتحدث عن منصب رئيس الجمهوريه ونتحدث عن بروتوكولات وسياسة خارجية ولا نتحدث عن اثنين من الشباب المراهقين وهم ينوون الخروج للتمتع بعطله نهاية الاسبوع وبالتالي سيقوم احد الشباب بالطلب من والدته اواخية الصغير بالرد على صديقه واخباره بانه غادر المنزل مع صديق اخر! مع احترامي لهذا المرشح الذي ارى فيه الكثير من الامور الجيدة!
ايضا من الامور التي يجب الوقوف عندها هم مرشحين التيار الاسلامي او المتاسلم ويامكثرهم وهو امر غريب جدا حيث يمكن ان افهم التعدد في الافكار بين التيارات بأستثناء التيار الاسلامي الذي من المؤكد ان ثوابته معروفة لدى الجميع فهذا التنوع بحد ذاته مرعب ووعود المرشحين اكثر رعبا وتوعدهم امر لايمكن السكوت عنه فاحدهم والذي استبعد اصلا من الانتخابات طالب انصاره بالخروج ومواجهة الجيش عند وزارة الدفاع اعتراضا على قرار ابعاده وجهادا في سبيل الله؟؟ اي جهاد هذا وانت تكذب ليس بالوعود فحسب بل انك تكذب حينما تقول انك لاتعلم بجنسية والدتك! فاذا كانت لاتعلم فان هذا دليل على انك لم تبر والدتك بدليل انك لاتعلم شي عنها وهذا عوار كبير اما اذا كنت تعلم فانت تكذب! واخر يطالب بتطبيق الشريعه الاسلامية في مجتمع متنوع فيه عدد كبير من الاقباط؟ ورغم جل احترامي للشريعة فاني اجزم ان الشريعة عظيمة ولكنكم لم ولن تعرفوا تطبيقها لانكم تبحثون عن مصالحكم فقط!
واخر يرى انه هو من سينقذ البلاد وهو انقلب عن الجماعة التي ينتمي اليها بعد ان استقال منها والسؤال له ان استقالتك كانت لاسباب ادارية بمعنى انك لم تختلف بالمبادي فلماذا تنكر انظمامك اليهم؟
انه موسم الانتخابات او موسم الوعود على امل ان يفي بها من يطلقها ولكن المهم ان يعي الشعب المصري حقيقة الوعود وحقيقة المرشحين وان يستفيد من تجربة العراق والتي وللاسف لم يفهم الشعب لعبتها! كنت في احد الايام وابان الانتخابات العراقية اتحدث مع شخص اسمه جبار وهو يعمل حداد قال لي الجميع يرشح نفسه ماهو رأيك ان اترشح ابتسمت وقلت له وماهي مؤهلاتك ياجبار قال انا عراقي ولا احمل جنسية اخرى اضافة الى انني لا اسرق وانت تعرفني منذ زمن بعيد؟ كم انا نادم لاني لم انتخبك ياجبار! ندائي الى الشعب المصري ابحثوا عن جبار المصري وانتخبوه!
التعليقات (0)