انتخابات مجلس الشعب السوري لعام 2012

تأتي انتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الأول للعام 2012 بنكهة جديدة ليس بسبب التوقيت الاستثنائي الذي تجري فيه هذه الانتخابات فحسب وإنما لوجود احزاب شبابية جديدة تتحرك ضمن الساحة السياسية وتخوض المعركة الانتخابية محاولة اثبات حضورها بتقديمها رؤية اصلاحية شبابية تحاكي هموم الشباب وتسعى لإشراكهم بصورة فعالة في بناء سوريا الجديدة.وتشهد اليوم سوريا ولادة جديدة للحراك والحياة السياسية فبعد حالة من التريث بدأت هذه الحياة تنشط من جديد،لكن لا يمكن نفي صعوبة الحراك ضمن انتخابات المجلس بسبب احتضان الاحزاب الكبرى لقوائم حزبية معينة والدخول في منافسة مع المستقلين الذين يستخدمون المال السياسي.

أن الاحزاب الشبابية الموجودة على الساحة هي أحزاب وليدة عمرها شهر أو شهرين وهي تتنافس مع احزاب الجبهة الوطنية التقدمية التي يزيد عمرها على30 أو40 عاما كما أنه تم انتقاء بعض المرشحين بقائمة خاصة مفروضة بدلا من تركها تتنافس في الساحة مما قد يؤدي الى عدم الثقة.اغلب البرامج الانتخابية للأحزاب تقوم بشكل عام على خلق فرص للشباب من خلال تشجيع الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة وبرنامج لتوفير السكن من خلال مدينة شباب سورية 2020 وموضوع الاعلام السوري وحل مشاكله المادية والفنية والرقابية وموضوع ذوي الاحتياجات الخاصة ورعايتهم.

الشارع السوري يرى انتخابات مجلس الشعب بدورته الجديدة بمثابة اختبار حقيقي لتطبيق أبرز مضامين الدستور السوري النافذ من تأكيد يتعلق بضمان الحريات العامة وحرية المواطن في التعبير بأشكال مختلفة وضمان عدم توقيف المواطن إلا وفقا للقانون والدفع باتجاه تحقيق التعددية السياسية.ووفقا لقانون الاحزاب الجديد فقد رخصت الحكومة لمجموعة من الاحزاب للدخول في الانتخابات البرلمانية ومنها:

1-الشباب الوطني السوري

2-الشباب الوطني للعدالة والتنمية

3-سوريا الوطن

4-التنمية الوطني

5-التضامن

6-التضامن العربي الديمقراطي

7-الطليعة الديمقراطي

8-الديمقراطي السوري

9-الانصار

ومن جانب اخر قال معاون وزير الداخلية للشؤون المدنية العميد حسن جلالي إن عدد المواطنين الذين يحق لهم انتخاب أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الأول لعام 2012 يبلغ 14 مليوناً و788 ألفاً و644 مواطناً ومواطنة في مختلف المحافظات،ممن أتموا وسيتمون الثامنة عشرة يوم 6 أيار الجاري.وبيّن جلالي أن العدد السابق يشتمل على عسكريي الجيش والشرطة الذين نصت المادة السادسة من قانون الانتخابات العامة على وقف حقهم بالانتخاب والترشيح طوال وجودهم في الخدمة.وأوضح جلالي أن العدد المعلن للكتلة الناخبة يشتمل أيضاً على المغتربين السوريين في مختلف دول العالم،مشيراً إلى أن قسطاً كبيراً من هؤلاء لا يدلي بصوته نظراً لاقتصار عملية الانتخاب ضمن الجمهورية العربية السورية فقط.وأضاف أن 69 ألفاً و14 من الأكراد حصلوا على هويات شخصية،من أصل 105 آلاف و631 تقدموا بطلباتهم حتى الآن.وأشار جلالي إلى أن عملية الانتخاب ستجرى فقط بموجب البطاقة الشخصية الهوية عملاً بالمرسوم التشريعي 125 للعام 2011 وباستخدام الحبر السري.وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أصدر مرسوماً بتحديد السابع من أيار الجاري موعداً لانتخاب أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الأول للعام 2012.

وفي وقت سابق قال عضو لجنة شؤون الأحزاب محمود مرشحة،إن هناك معونات مالية ستقدم الى الاحزاب وقد بلغ حجم المعونة للأحزاب (المخصصة لحملة الدعاية الخاصة بانتخابات مجلس الشعب) لعام 2012 يبلغ 100 مليون ليرة سورية،موضحا أن المعونة الحكومية ستوزع استنادا إلى ما حققه كل حزب بنتيجة الاقتراع في انتخابات مجلس الشعب.وأن المعونة  ستذهب 40 % منها إلى الأحزاب التي تتمكن من الحصول على مقاعد في انتخابات مجلس الشعب وذلك حسب النتائج التي ستحرزها في الانتخابات و 60 % توزع على الأحزاب كافة بنسبة ما حصلت عليه من أصوات في كل المحافظات شريطة ألا تقل نسبة الناخبين على 3% وأي حزب لا يحصل على هذه النسبة لا يكون له نصيب من هذه المعونة.وأشار المصدر إلى أنه يمكن للأحزاب المرخصة التسعة إضافة لأحزاب الجبهة خوض انتخابات مجلس الشعب باسم تجمع انتخابي.

ويجري انتخاب أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الأول للمرة الأولى تحت إشراف قضائي مستقل وفقا لقانون الانتخابات العامة والدستور السوري الذي أقر في شباط الماضي. ويبلغ عدد المرشحين لانتخاب أعضاء مجلس الشعب 7195 مرشحا ومرشحة في 15 دائرة انتخابية منهم 2632 يحملون شهادات جامعية و 710 سيدات للمنافسة على 250 مقعداً منها 127 مقعدا مخصصا لقطاع العمال والفلاحين و 123 لقطاع باقي فئات الشعب.وتضم اللجنة العليا للانتخابات إلى جانب المستشار خلف العزاوي كلا من المستشارين محمد حيدر الجدي وعبد الفتاح الإبراهيم ومحمد أنيس سليمان وحسناء الأسود.

 http://www.beladicenter.net/index.php?aa=news&id22=920