ان نظرية المصلح ومشروعه دائما ما تواجه من الحكام المفسدين او المتنفذين والواجهات الدينية الكهنوتية المتسلطة بالرفض والمنع او المحاربة والاقصاء او التحجيم والتعتيم اوالتضليل والتسقيط فلذلك فهو اي المصلح الحقيقي لا يتهيأ له تطبيق مشروعه الاصلاحي عادة بسبب كونه وحيدا مستضعفا او لكونه يمتلك القاعدة الشعبية الرصينة الوطنية غير ان الجميع وقفوا بوجهه وعزلوه اعلاميا حتى لا يصل صوته وفكره ومشروعه الى الشعب لان مشروعه عادة ما يكون لصالح الوطن والشعب ويرفض الطائفية والمحاصصة وتدخل الدول الاجنبية والاحتلالية بالشأن العراقي ويرفض قبل كل شيء الفساد والمفسدين وسرقة اموال الشعب وثرواته ولكن رغم ذلك ورغم كل هذا التعتيم والتحييد لنظرية ومشروع المصلح فانه لابد في النهاية من ان يحصل مشروع المصلح على رضا الناس وقناعاتهم وتتفاعل معه ويكون له مدخلية في آليات ووسائل الخلاص والانقاذ لهم والتأثير في حياتهم لذا فان الناس تتلاقفه وتأخذ به وتبدأ بالمطالبة بتطبيق فقراته والاخذ بفحواه وجوهره لانه يخطف ألبابهم ويستحوذ على قلوبهم ولان ما يحويه المشروع هو ماتريده الناس وتحلم به وتتمناه في تحقيق السلام والامن والامان والعيش الكريم والاستقلال والوئام كما ان مشروع المصلح غالبا ما يتصف بنكران الذات والايثار والتضحية من اجل الشعب وشعاره دائما وابدا ان الغاية لا تبرر الوسيلة ويتصف بالمبدئية والثبات والوطنية فيبدأ المجتمع بالمطالبة والهتاف بهذا المشروع ولكنه لا يصرح اما بسبب خوفه من التصريح باسم المصلح اتقاء السلطة الغاشمة العميلة ومليشياتها او مجاراة للكبراء واصحاب الواجهات والمؤسسة الدينية الفاسدة وكهنتها فيدفعون الى تطبيق نظرية المصلح بطريقة غير مباشرة وهذا ما حصل لمشروع الخلاص للمرجع العراقي السيد الصرخي حيث بدأت بعض القيادات وزعماء التيارات بتقمص دور المصلح واقتناص ما جاء بمشروعه والترويج بان هذا المشروع هو من بناة افكارهم وتدبيرهم كما في حالة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ودعواته الى الاصلاح وطرحه ما جاء بمشروع الخلاص للمرجع الصرخي ولكن السؤال هل يستطيع السيد مقتدى الصدر ان يمرر هذا المشروع وهل يمتلك القدرة العلمية والتطبيقية لمجاراة الاحداث وتدخلات الدول في العراق وهل يتمكن من اجراء الاصلاح والآلية لتطبيقه كما رآه وطرحه واراده المرجع الصرخي , لان ذلك سيكون اشبه بالنفاق والانتهازية و بتأمين ومباركة السلطة الحاكمة والدول الداعمة من اجل امتصاص نقمة المجتمع وتهدئته وتخديره وتغريره او محاولة لتبادر ادوار وحشد الاعلام له لادامة منهج الظلم والفساد وبقاء المفسدين وبقاء الاحتلال وتكريسه او منفذ اخر لدخول قوة واحتلال اخر استخدم نفس النظرية التي طرحها المرجع المصلح فان هذا النهج ركب الموج ووظف نظرية ومشروع المصلح الحقيقي وافكاره لصالحه فاظهر سلوكا ظاهريا تقمصيا من اجل التخدير والتغرير وتبادل الادوار وبنفس العملية السياسية الفاسدة ووسائلها وآلياتها المسببة للفساد كما قلنا آنفا .. يقول المرجع العراقي العربي السيد الصرخي في رده على سؤال وجه له من قبل متظاهري ساحة التحرير بتاريخ 4\4\2016 حول الاعتصامات والمظاهرات التي حصلت امام المنطقة الخضراء .. فاجاب في بيان تحت عنوان (عاجل عاجل ::: اعتصام وإصلاح….تغرير وتخدير وتبادل أدوار ) .. بما نصه (ـ طالما نادينا بالإصلاح وكتبنا الكثير عن الإصلاح وسنبقى نؤيد وندعم كلّ إصلاح، نعم نعم نعم…للإصلاح ، نريد نريد نريد…الإصلاح
ـ ولكن يقال إنّ للإصلاح رجالًا وظروفًا وشروطًا ومقدّمات مناسبة، وواقع الحال ينفي وجود ذلك !!ـ ولا أعرف كيف سيتم الإصلاح بنفس العملية السياسية ووسائلها وآلياتها الفاسدة المُسَبِّبة للفساد؟! ـ وهل الفساد منحصر بالوزَراء أو أنَّ أصلَهُ ومنبَعه البرلمان وما وراء البرلمان، فلا نتوقع أي اصلاح مهما تبدّل الوزراء والحكومات مادام اصل الفساد ومنبعه موجودًا ؟!!ـ وهل نتصوّر أن البرلمان سيصوّت لحكومة نزيهة (على فرض نزاهتها) فيكون تصويتُه إدانةً لنفسه وللكتل السياسية التي ينتمي اليها؟! ـ وأدنى التفاتة من أبسط انسان تجعله يتيقّن أنه لا يوجد أمل في أيِّ اصلاح لان كل المتخالفين المتنافسين المتصارعين قد اتّفقوا على نفس التهديد والتصعيد وهو سحب الثقة من رئيس الحكومة وحكومته!!! وهذا التهديد ونتيجته الهزلية يعني وبكل وضوح الرجوع الى المربّع الأوّل في تشكيل حكومة جديدة حسب الدستور الفاشل وتوافقات الكتل السياسية نفسها والدول المحرّكة لها، ـ وعليه ينكشف أن الإصلاح ليس بإصلاح بل لعبة للضغط والكسب أو للتغرير والتخدير وتبادل الأدوار قد أذنت به اميركا وإيران !! ـ وهل تلاحظون أن الجميع صار يتحدث ويدعو للإصلاح وكأنهم في دعاية وتنافس انتخابي !! وموت يا شعب العراق الى أن يجيئك الإصلاح !!! ـ وهكذا سيتكرر المشهد الى أن تقرّرأميركا تغيير قواعد اللعبة السياسية في العراق، أو ان ينهض شعب العراق ويلتحق بالشعوب الحرة مقتلِعًا كل جذور الفساد، حيث لا يوجد أيُّ مسوّغٍ للقعود والخضوع والخنوع لا في الشرع ولا في المجتمع ولا في الأخلاق .. قال القوي العزيز:{{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}}الروم41
اصيل حيدر
التعليقات (0)