من الاخبار الغير سارة التي تتناقها وسائل الاعلام العربية في الاونة الاخيرة هي تزايد حالات الانتحار بين طلبة المدارس من المراحل المتقدمة في الوطن العربي في عموم الوطن العربي ، حيث يقدم عددا من منهم على الانتحار لمجرد اخفاق احدهم في امتحان ما او بمجرد حصولهم على درجات قد لا ترتقي وطموحاتهم واهدافهم التي يسعون من أجلها .
والسؤال هنا ، لماذا يقدم الطالب على انهاء حياته لمجرد الفشل في الدراسة ؟ .
وقبل ان ادلو بدلوي في هذا الموضوع ارغب في التذكير بأني لست مختصاً في العلوم النفسية او الاجتماعية حتى احلل واجيب من الوجة العلمية على الاسئلة وأكشف عن الاسباب الخفية وراء انتحار الطلبة بصورة عامة ، فذلك من اختصاص اساتذة علم النفس والاجتماع الافاضل ، وما انا الا طالب علم استقي العلوم من منابعهم التي لا تنضب.
لعل هناك اسباب معروفة لدى الجميع قد تعمل بصفة العامل المساعد للانتحار منها الازمات النفسية والافات العقلية والجسدية والازمات العاطفية والمالية والاجتماعية ، اوقد ينهي الانسان حياته هرباً من عذاب الضمير الذي سيلاحقه دوماً في كل زمان ومكان.
طالب العلم هو انسان قبل كل شيء يصيب ويخطأ ، احيانا يوفق في دراسته وعلمه واحيانا لا ، ان الفشل في الدراسة حالة طبيعية لدى كل انسان يخضو غمار العلم فالمئات من العلماء أصابهم الفشل ليس مرة بل مرات ورغم ذلك استطاعوا ان يتعلوا سلالام المجد بأمتياز.
أني لا أعتب على الطالب المنتحر الذي لا قى ربه ، بقدر ما اوجه عتبي الى الاهل فهم مسؤولون عن تصرفات ابنائهم وما تلقيه بضلالها من نتائج محزنه ، فهم يصورون له الفشل الدراسي بعواقبه النفسية والمعنوية وما سيجلبه لهم من عار.
الطالب يلجأ الى الانتحار هروباً من شبح الفشل وفكرة انه كان الاسوء من بين زملائه والكلمات الجارحة التي سيلقيها الاهل على مسامعه ليل نهار.
ان العلم لا يتقدم ولا يرى نور الا اذا كان هناك من يطلبه ويسعى اليه ، والعلم لدينا لا يرى للتقدم سبيلاً اذا كان طالبيه يقدمون على الانتحار .
ان انتحار الطالب لهو انتحار للعلم ، فالطالب الذي يسهر اليالي وهو يدرس ويسعى جاهدا للتسلح بسلاح العلم وارتقاء سلالم المجد ، فالعلم بخير ، اما اذا اقدم طلبتنا على قتل انفسهم لمجرد انهم فشلوا في مرحلة ما فذلك هو انتحار العلم .
التعليقات (0)