مواضيع اليوم

انتحار الأطفال

رانيا جمال

2012-08-09 10:13:32

0

انتحار الأطفال الانتحار عملية يلجأ اليها الانسان عندما يصل الى أقصى حالات اليأس وفقدان الأمل، وهي ظاهرة لم يألفها المجتمع العراقي قبل التغيير الذي حدث عام 2003 ، إلا إنها أصبحت اعتيادية وتحصل على الدوام طيلة السنوات الأخيرة، وهي في ازدياد مستمر دون ان تكون هناك حلول ناجعة لإنهائها أو الحد منها, فلا يكاد ان يمر يوم دون ان نسمع عن حالة انتحار في هذه المنطقة أو تلك, وسواء كان هذا الانتحار لرجل أو أمرأة، شاب أو شابة . لا أريد الخوض هنا في أسباب تنامي ظاهرة الانتحار في البلاد, أو الطرق التي يستخدمها الرجال والنساء عند انتحارهم، بل اردت ان اسلّط الضوء على الخطر الأكبر في هذه الظاهرة, والمتمثل بإرتفاع معدلات الانتحار لدى الأطفال دون سن السادسة عشرة بسبب كثرة مشاهدتهم وتأثرهم بالمسلسلات التركية المدبلجة، وهو الأمر الذي حذّرت منه وزارة الصحة مؤخراً، حيث أكدت تسجيل سبع حالات انتحار للأطفال (أربعة أولاد وثلاث بنات) بسبب التأثر بالمسلسلات التي تعرض من خلال الستلايت. ان زيادة حالات الانتحار بين الأطفال هو جرس انذار يشير الى وجود خلل كبير في التنشئة الاجتماعية التي نعتمدها في تربية الأطفال، كما يشير الى ان البيت والمدرسة والشارع وغيرها من وكالات التنشئة لم تؤدِ دورها التربوي والارشادي والثقافي على أكمل وجه . ان الأطفال هم صناع المستقبل، وحمايتهم من المخاطر التي تؤثر على سلوكهم وتنشئتهم بشكل سوي واجب ديني و وطني وإنساني وأخلاقي يقع على عاتق أولياء الأمور والأقارب والمدرسة ورجال الدين ومنظمات المجتمع المدني والمسؤولين في الدولة . ان انتحار الأطفال الذي أتسع كثيرا في هذه الأيام، يعيد الى الاذهان تنظيم (طيور الجنة) التابع للقاعدة والذي ظهر في السنوات الماضية, إذ استغل تنظيم القاعدة في حينها مجموعة من الاطفال غير الحاصلين على التنشئة الاجتماعية والنفسية والعلمية الصحيحة في تنفيذ عملياته الارهابية وكلتا الحالتين (الانتحار وطيور الجنة) تؤديان الى ضياع وموت الاطفال، ومن ثم انهيار مستقبل البلاد. خاتمة القول انه اذا كان المسؤولون والمعنيون قد سكتوا عن انتحار الكبار ولم يحركوا ساكناً, فمن غير المقبول السكوت عن انتحار الصغار... ويجب عليهم ان يعملوا، اليوم قبل غد، على محاربة ظاهرة الانتحار لدى الاطفال والحد من استمرارها واستفحالها لما تشكله من خطر كبير على حاضر ومستقبل البلاد .
مقالات للكاتب حسن اللامي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !