مع اقتراب موعد الإنتخابات الجماعية التي ستعرفها المملكة المغربية يوم 12 يونيو المقبل، عادت حليمة لعادتها القديمة، حليمة هاته، ليست سوى الوجوه السياسية التي بدأت في التحرك من أجل كسب ود و عطف الناخبين المغاربة قصد التصويت عليه يوم الإقتراع، و بالتالي الحصول على الأصوات الكافية و الشافية لتحقيق أغراضهم الشخصية، ليختفوا عن الأنظار كما عودونا على ذلك طيلة العقود السالفة.
تحرك هذه الوجوه ينبغي أن يقابل بالتصدي المباشر و الحازم و أن يتم وضع حد نهائي لهذه الوجوه الإنتهازية، حتى لا تفكر مرة أخرى في استحمار و استغفال الشعب المغربي الغارق في الفقر و الأمية.
فالفقر و الأمية هما العاملان الرئيسيان و المباشران في نجاح الكثير من الوجوه التي أدمنت الفساد، لأنها تستغل فقر و أمية الشعب المغربي من أجل كسب تعاطف مؤقت من لدن شريحة الناخبين، هذه الأخيرة نجدها تستغل فرصة الإنتخابات الجماعية من أجل نيل بعض الأوراق المالية و العمل على مدار الأسبوعين في الحملات الإنتخابية للمرشحين، خاصة الفئة البرجوازية منهم، التي تغدق بشكل سخي على عمالها الظرفيين.
كل هذا الخلط الهجين يعطنا في نهاية الأمر نتائج كارثية واضحة و فاضحة للعيان، و تساهم بشكل كبير في إغراق المدن المغربية في التخلف و الإختلاسات و الابتعاد أكثر عن هموم المواطن العادي، الذي يتحمل بدوره القسط الوافر من المسؤولية فيما وصلت إليها أوضاع البلاد من تدهور و فساد، لأنها هي من ساهمت في نجاح كل الأسماء المعروفة بدنائتها و انتهازيتها عوض التصويت لتلك الفئة التي تحمل هموم المواطن المقهور، المحتاج لمن يعلمه كيفية إصطياد الأسماء و ليس إعطاءه سمكة كما يقول المثل الصيني الشهير.
المأمول من الناخبين المغاربة هو استحضار نتائج التجارب السابقة، و عدم الوقوع في أخطاء الماضي التي نجني ثمارها حاليا، و تغليب العقل مكان القلب يوم الإقتراع، فالتصويت على نفس الوجوه التي أدمنت الضحك علينا هو إعلان رسمي عن تأيدها لسياستها الفاشلة و الفاسدة، لهذا وجب على الجميع تحمل مسؤوليته و قطع الطريق عن الإنتهازيين و المفسدين إن أردنا أن نرى فائزين في مستوى تطلع المجتمع المغربي، فائزين همهم الأول و الأخير العمل بضمير مهني و خدمة المواطن العادي بكل تفاني.
التعليقات (0)