حين كنت أهم بكتابة مقال أو تعليق أو مشاركة فى ندوة كنت أضع فى اعتبارى مااذا كان ذلك سيقودنى الى أيدى الأخطبوط الرهيب وأعنى به جهاز أمن الدولة . الآن وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير أطرح السؤال هل أنا آمن حاليا ويمكن أن أكتب بكامل حريتى دون رهاب أو خوف ؟ الاجابة على هذا السؤال تسهم فى الاجابة على سؤال أهم وهو , هل نجحت ثورة الشباب ؟ . أنا شخصيا أرى أن خروج الطاغية ليس هدفا فى حد ذاته , حيث بقيت أركان حكمه تحاول الالتفاف على هذه الثورة وافراغها من مضمونها , وأن شبكة المصالح وسطوة المال تحاول أن تكون لها الكلمة الحاسمة والفاصلة فى سير الأحداث . ان الخطاب الموجه للشباب الآن هو التريث واعطاء الفرصة للجيش حتى يمكن تحقيق مطالبه وأهداف ثورته . وهنا لا بد من طرح بعض الأسئلة , لماذا لم يأت رد من أى مسئول عن صحة ماذكرته كل وكالات الأنباء من أن ثروة آل مبارك هى من 40 الى 70 مليار دولار , ولماذا طلبت الحكومة المصرية تجميد أرصدة بعض المسئولين السابقين فى بعض الدول ولم تشر الى مبارك وأسرته ؟ ولماذا تم توقيف العادلى بتهمة هزيلة وهى غسيل الأموال , ولم توجه أية تهمة حتى الآن لأى مسئول عن اغتيال حوالى 400 من أغلى وأشرف شباب مصر وهل هذا يحتاج الى وقت وصبر ؟ هل الرئيس المخلوع لا زال وحاشيته يوجهون الأمور من شرم الشيخ ,ان يكون اعلان تخليه عن السلطة هو مجرد خدعة لالتقاط الأنفاس وتنظيم صفوف عصابة الفاسدين والمنتفعين للالتفاف على ثورة الشباب المصرى واجهاض الأمل فى نفوس المواطنين , خاصة أن هناك مؤشرات تومىء لذلك من ظهور بعض رموز هذا النظام فى بعض وسائل الاعلام , ومن مسيرة لبعض المأجورين فى ميدان مصطفى محمود تطالب بتكريم مبارك . واذا كان مبارك يستحق للتكريم فكيف يكون من المقبول المطالبة بعزل زموز ومحاكمة أركان نظام فاسد مع أن رأس هذا النظام أهل للتكريم والعرفان ؟ اننى أدعو الشعب المصرى الذى بهر العالم بثورته وقدم نفسه كشعب حاضن للحضارة ألا يسمح لأحد بسرقة ثورته أو الالتفاف حولها أو اهدار دماء شهدائه وأن يكون مستعدا لمزيد من التضحية مهما كانت فادحة لأن الوطن يستحق
التعليقات (0)