زعمت مجلة "دير شبيجيل" أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعهدت بشكل شخصى لرئيس الحكومة الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بعدم بيع بلادها غواصات للجيش المصرى، وأن حكومتها لن تصادق على هذه الصفقة التى كان قد تم الموافقة عليهامبدئيا.
وأوضحت المجلة الألمانية، حسبما أفاد موقع عرب 48، أن الحكومة الألمانية أعطت الضوء الأخضر فى شهر نوفمبر الماضى لإتمام الصفقة، ومن ثم أطلعت إسرائيل عليها، وقامت المستشارة شخصيا بإبلاغ نتنياهو بالصفقة فيما تولى وزير الدفاع الألمانى مهمة تبادل المعلومات الخاصة بها مع وزير الدفاع الإسرائيلى.
ونقلت دير شبيجيل عن مصادر فى العاصمة الألمانية برلين قولها، إن إسرائيل لم تعرب بداية الأمر عن أية تحفظات على الصفقة المصرية الألمانية، لكن كبار المسئولين الألمان فوجئوا حين استمعوا لردود الفعل الإسرائيلية الحادة التى أعقبت تصريحات قائد سلاح البحرية المصرى التى كشف فيها النقاب عن الصفقة وقرب تنفيذها.
ووفقا للتقرير، فإنه من المتوقع إعادت عرض الصفقة على اللجنة الوزارية الألمانية الخاصة والمسئولة عن إقرار صفقات السلاح لمناقشة الصفقة المصرية. وستقرر اللجنة المذكورة على ما يبدو، إلغاء الصفقة استجابة للضغوط الإسرائيلية الكبيرة والشديدة.
وكانت صحيفة "هآارتس" الإسرائيلية قد ذكرت أن حكومة إسرائيل طالبت ألمانيا رسمياً بعدم عقد صفقات سلاح مع أى دولة عربية دون الرجوع لإسرائيل والتنسيق معها، محذرة من بيع أسلحة ألمانية لمصر بعد انتشار أنباء عن صفقة غواصات ألمانية.
وأكدت الحكومة الإسرائيلية أن تنسيق ألمانيا معها قبل عقد صفقة سلاح مع أى دولة عربية يأتى حفاظاً على قوة الردع الإسرائيلية وتفوق جيش إسرائيل بالمنطقة فى أعقاب صفقات الدبابات والغواصات الأخيرة التى عقدتها ألمانيا مع مصر والسعودية والجزائر وقطر.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تريد بلورة تفاهمات جديدة مع ألمانيا فيما يتعلق بمبيعات السلاح للدول العربية للحفاظ على التفوق الكيفى للجيش الإسرائيلى على الجيوش العربية. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن ألمانيا عقدت مؤخراً عدة صفقات لبيع دبابات ليوبارد للسعودية وقطر، وصفقتين آخرتين لبيع فرقاطات للجزائر وغواصات لمصر.
وزار رئيس الدائرة السياسية والأمنية فى وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد برلين مؤخرا وقدم طلبا يدعو ألمانيا إلى التنسيق مع إسرائيل بشأن بيع أسلحة إلى الدول العربية، خاصة بعد صفقة بيع غواصتين ألمانيتين إلى مصر.
ونقلت "هآرتس" عن موظف إسرائيلى رفيع المستوى قوله، إن جلعاد زار برلين يومى الأربعاء والخميس الماضيين لإجراء محادثات والتوصل إلى تفاهمات بين الدولتين حول بيع أسلحة للدول العربية والحفاظ على التفوق العسكرى الإسرائيلى. وأشار الموظف الإسرائيلى إلى أنه فى العام الأخير زادت ألمانيا مبيعات الأسلحة من صنعها لدول عربية وأنه تم توقيع صفقات لبيع دبابات لدول عربية وغواصتين لمصر.
وأكد الموظف أن إسرائيل تسعى إلى التوصل إلى تفاهمات مع ألمانيا شبيه بتلك التى بين إسرائيل والولايات المتحدة وأن الهدف هو تشكيل هيئة استشارية تكون مهمتها التيقن من أن صفقات الأسلحة بين ألمانيا والدول العربية لا تمس بتفوق الجيش الإسرائيلى.
والتقى جلعاد فى برلين مع مسئولين فى وزارتى الدفاع والخارجية الألمانيتين وفى مكتب المستشارة الألمانية وبحث معهم فى صفقات الأسلحة مع الدول العربية.
التعليقات (0)