مواطن أردني وجده قصاص اثر بعد أيام من فقدانه.
(فضللت طريقي عل قصاصكم يجدني).
فأني ضال في هذه الأرض ابحث عن الأمل فيوما تراني موظفا علكته وظيفته التي تأوية من براثن الجوع، رغم انه يشارف بكل لحظه على الموت جائعا من مرتب لايكفيه سد الرمق، بدا وكأنه محظوظ منذ عقد ونصف باستلام مقاليد وظيفته التي كانت في حينه تسد رمقي وحدي ولكنها بعد ذلك لم تعد تكفي لأنني أصبحت عائلة وتحولت من فرد إلى مجموعه ولكن المرتب لم يزل كما هو.
ويوما تجدني متقاعدا ابكي دما حرقة على عدم استطاعتي تدريس أبنائي بالرغم من قبولهم في الجامعات الرسمية ولكن (في أخر ما عمر الله من بلدي الطيب) وبتخصص فرض عليهم سيجعلهم في أخر طابور العاطلين عن العمل لان راتبي ما زال فتى وأنا أصبحت من بعده كهلا.
ذاك المواطن ثقافته وتعاليم أبواه حفرت في شخصيته حب الوظيفة والحفاظ عليها لأنها سنده في هذه الحياة ثم ليكتشف أن ذاك النقش ما هو إلا ندبة ضربت بوجهه وقلبه لا يستطيع التخلص منها بسبب الرهاب الداخلي لو فكر الخروج منها ، في حين ،وأزمات توالت على ظروف المعيشة قلمت أصابعه بعد اضافره، لتقول له عد من حيث أتيت لوظيفتك التي لا تغني ولا تجعلك محاربا في طلب الرزق فأنت بين الكفاف وعدمه.
هذا الخيط الرفيع بين الحياة والموت يعيش به اغلب مواطني بلدي بعد أن تلاشت فقاعة ما كان يسمى بالطبقة الوسطى وأصدقكم القول أني لم أعي أني كنت بتلك الطبقة إلا في فتره قصيرة جدا قضيتها اعرق بجنون لألحق بركب تلك الطبقة التي تهالكت وفقدت فجأة.
اقرأ دوما عن الإصلاح السياسي بوطني وينتابني شعور من الإحباط بعد إكمال أي مقالة قرأتها لأني أجد أني بعيد عن أقلام تلك الأمم التي تتسابق في التحليل والتفسير واختراع أدوية لاشفائي وأقراني من الإمراض السياسية التي لا أراها لأني لا أرى ذاتي إلا ملاحقا لقوت يومي فكيف أفكر فيما تقولون وتكتبون.
أجدني أتطلع لوزارة التنمية السياسية وكأنها بدولة أخرى رفاهية لا تعنيني لان الذي يعنيني قوت يومي.
فبالله عليكم التفتوا إلينا وحاولوا أن تطالبوا بإصلاح نظام الرواتب الخاص بأمثالي ولا تتركوا وزارة تطوير القطاع العام تلعب دور مديرية العلاقات العامة وخدمة الجمهور وقولوا لها أن أهدافك تلك منوطة أولا بإصلاح حالنا ابتدءا قبل أن تفقدونا ومن ثم ستجدوننا الأفضل في تقديم الخدمة والأوعى لحسن تدبيرها.
وأصدقكم القول أن تطوير قطاعكم العام لا يكون بتوقيع الاتفاقيات والظهور أمام الشاشات وعلى صفحات الجرائد.
إن التطوير يبدأ من عندي وأنا موجود في قاعدة الهرم فهل تروني.
إذا لم تروني فأصدقكم القول أني سأتلاشى حتى لا تكون لكم قاعدة تبنوا عليها إصلاحكم هذا.
سادتي المطورون رحمكم الله، إن في تطويركم لهيكل الرواتب سببا لتطوير كل الوطن لأني أنا من يشتري الخضار فتزيد زراعتها ويستفتح تاجرها ليستطيع دفع أجرة بيته للذي يستطيع تعليم أبناءه في مدرسة يعمل بها أمثالي فأعود لاستفتح وأعاود الشراء وتقديم الخدمة ومن ثم استطيع شراء الجريدة التي أرى بها وجوهكم وكلماتكم عن الإصلاح السياسي وأسبابه ومبرراته وسأعلمكم حينها كيف يتم إصلاحكم السياسي.
لأني، بلغتكم انتم، الحلقة الأضعف وأنا سبب الدورة الاقتصادية الناظمة للحياة في وطني واللاضمة لأسباب رفعتها وتطورها
فهل ستبعثون من ورائي قصاص اثر أم ستتركونني ضالاً.
التعليقات (0)