انا لبناني
سأتحدث لكم اليوم بالنكهة اللبنانيّة لعلّ و عسى " تمشي أموري " و يلتفت لي قطاعات الدولة مثل ما التفت " الصندوق السعودي للتنمية إلى لبنان " الشقيقة " و " أقرضوهم " 93 مليون ريال اليوم في خبر على صفحات صحيفة الرياض . !
و لأن لفظة (المكرمة) و (الهبة) و (الهدية) واجه رد فعل عنيف من الشارع السعودي " البسيط " و خصوصاً بعد (المليار) ريال التي سكنت البحرين " الشقيق " فقد وقع الاختيار على كلمة " اقراض " .
و لأنّ المعنى في بطن الشاعر كما يقال ، سنسلّم " مجازاً " بهذه المفردة و نتعدّاها إلى هل وضع المنشآت الحكومية و الكليات و الجامعات في بلدي على أحسن حال ؟! بحيث أنّه وصلنا إلى مرحلة " الإقراض " !
و حيث أنّني أجد صعوبة في " مقرر النحو و الصرف " سابقاً فأود أن أسأل أهل اللغة في مثل هذه الحادثة ما هي العلاقة بين مفردة (القرض) و (الانقراض) !
كأن نقول مثلاً : اقترض (ميشيل) 93 مليون ريال ، و نقول " في مثل هذه الحادثة " : انـقرض (مناحي) بعد سماع مبلغ 93 مليون ريال !
عموماً .. دعوني أتجاوز معكم ما سبق لأنه أصابني بالفتور و الخمول و الحرارة الداخليّة و خصوصاً إذا تذكّرت أن كلية الطب في الخرج تفتقر إلى الأجهزة الطبية التطبيقيّة التي هي أساس تعلّم الطلاّب ! ناهيك أيضاً عن قلّة الكادر الأكاديمي في الكليّة !
و لا أنسى الأستاذ محمد عبّاس الذي صوّر لنا واقع كلّية التقنية بجدّة و خلوّها من (المكيّفات) و الفصول الدراسية المتطوّرة ! فيقضي الطلاب يومهم الدراسي في ممرّات الكلية يدرسون و يتعلّمون !
ولن أحدّثكم كثيراً عن كليات البنات في المحافظات المغمورة في المملكة التي تفتقد للتخصصات العلمية المهمّة و المعامل التي يجب توفّرها (بديهيّاً) في الأقسام الضروريّة . ! و أيضاً عن نقص في الكلّيات في بعض المناطق !
هل قضينا على المباني المدرسيّة المستأجرة ؟ هل انتهينا من تطوير الهجر و القرى و المحافظات ؟ هل قضينا على البطالة ؟ هل وصلنا إلى القناعة الكاملة تجاه مباني بعض الوزارات و المؤسسات الحكومية ؟ هل طرقنا و شوارعنا سليمة و لا تحتاج إلى لفتة ؟ هل نحن راضين عن تكدّس الشباب في البيوت و سيطرة العمالة الأجنبية على أغلب المشروعات ؟ هل نحن راضين عن خدماتنا الصحيّة في المستشفيات ؟ هل و هل و هل ... الخ ... !
أسئلة كثيرة تدور في خلد المواطن البسيط قبل نومه و بعد مضي سبعة أيام من نزول راتبه الذي تتقاسمه " أقساط " السيّارة و إيجار البيت و حاجات الأسرة في ظل " ارتفاع الأسعار " .. !
إذا جاوب المسؤول عن هذه الأسئلة فسيعلم أنّنا بحاجة إلى قرض المواطن السعودي البسيط أقل من 93 مليون ريال بكثير !
اعتقد أن شروط القروض الجديدة هي أن تكون غير سعودي ! و تستطيع التحدث باللهجة اللبنانيّة " نطقاً و كتابة " !
دمتم بروح رياضيّة عالية ،؛،
التعليقات (0)