البشر لا يشبهون الآلات في شيء ولا نعمل بضغط على زر بل لنا طبيعة خاصة وكل البشر ما هم الا مجموعة من الأحاسيس والمشاعر0 وطلابنا بشر لهم من مشاعر وأحاسيس قد تفوقنا احياننا فهم في مرحلة تتولد فيهم كل مراحل النمو وانا هنا في حديثي مع طلاب المرحلة الاساسية وهي مرحلة تحتاج منا كل الأهتمام والحرص على سلامة شخصيتهم ونمو عقليتهم الى افضل حال وتفهم المعلم أن الطالب هو جزء لا يتجزأ من هذه المدرسة وهو مقياس النجاح للعملية التربوية وايضا لا بد أن يتولد هذا الشعور عند الطالب انه جزء من هذا العملية التعليمية عندما يتولد عند الطالب هذا الشعور ينتمى للمدرسة ويصبح ايجابي متفوقا في دروسه أي يصبح طالب غير مهمل بل سيزيد اصراره على التفوق متحمسا في كل يوم للمدرسة.
من خلال هذه المقدمة البسيطة التي اشرت لها ان الطالب بشر( انسان) له الأحترام والتقدير انسانية هذا الطالب لابد أن تقتل هذه المقولة الشهيرة التي سمعناها منذ زمن وهي مقولة الأب لمدير المدرسة تقول ( لكم اللحم ولنا العظم ) او ( كسر واحنا نجبر) او ......لخ0
وكانت قرارات ووزارة التربية والتعليم الفلسطينية دائما قرارت بمنع العقاب البدني بشتى اشكاله وتفعيل تعليمات الأنضباط المدرسي في التعامل مع الطلبة.
ولكن لا بد أن نتسائل جميعا في خلال هذا المنع الموفق من قبل وزارة التربية والتعليم وأنا مع هذا المنع والبحث عن بدائل اخرى تربوية .
هل المعلمين لهم القدرة على السيطرة على طلابهم في الحصة ؟ هل القرار ساعد على تخطي الطلبة الحدود وشجعهم على التمرد لدرجة التطاول ؟
بصفتي مدير مدرسة الأن امامي وجهات نظر بين طرفين طرف تؤيد قرار الوزارة وطرف أخر ما زال متمسك بالعقاب البدني معتبرين انه هو الاسلوب الامثل ، لنكن الأن مع وجهه نظري ووجهة نظر الكثيرين
ونقول لهم انظروا لأضرار الضرب البدني على طلابنا ونأخد امثلة تبين اضرار هذه الوسيلة الغير تربوية :
1- ضرب الطالب يولد الكراهية لديه تجاه المعلم
2- يجعل العلاقة بينه وبين المعلم علاقة خوف وهذا ما يحاول الاحتلال زرعه في اطفالنا.
3- يزيد من حده العناد والعدوانية لدى الطلبة .
4- يلغي الحوار والمناقشة بين بين الكبار والصغار ويضيع فرص التفاهم
5- الضرب يبعد الطفل او التلميذ عن تعلم مهارات حياتية مثل فهم الذات الثقة الطموح النجاح
6- يقوي دوافع السلوك الخارجية على حساب الدافع الداخلي الذي يعتبر الأهم نفسيا ودينيا
لذلك من خلال عرض هذه الأضرار الناتجة عن وسيله الضرب تترك أثار سيئة على شخصية الطالب تتمثل في اهتزاز شخصية الطالب وفقدان الثقة بنفسه وتعطل ظهور مهارات تنموية وفكره الأبداعي الى جانب عدوانيته وبروز سلوك الضدية وكره للمدرسة
وكل ما يتعلق بالعملية التربوية من العوامل الأخرى أضف الى ترسيخ مبدأ القمع الذي يقتل الطموح ويضفي على المتعلم قدرا من الأحباط يجعله يخشى التفاعل مع المادة العلمية وبالتالي يكرها ويكره القائمين عليها وربما يترك عقاب الضرب اثرا ماديا
على جسد الطالب تبقى بقيه عمره 0
ثم نأخد رأي الطرف الأخر وهم ضد العقاب البدني ولكن لابد من أمور هامة تطبق حتى يكون المنع مقنعا ومرضي الى حد كبير لمن يطلبون باستخدام مبدأ العقاب البدني وهي كبدائل للتخلص من وسيلة الضرب الا وهو (الأنضباط المدرسي)
والأنضباط المدرسي يقر على المعلمين امورا في غاية الأهمية منها وجود المعلم الجاد الذي يحضر دروسه تحضيرا جيدا ويعرف كيف يختار طريقة التدريس وكيف يصغي الى طلبته وكيف يوجههم وكيف يوصل المعلومات والمفاهيم وكيف يكسبهم المهارات ويكون لديهم الاتجاهات هنا لا يحتاج الى الضرب بل لايحتاج الى الانفعال مع الطلبة المخالفين بل يلجأ الى الأساليب التربوية الحديثة في ضبط الطلاب لثقته العالية في نفسه لذا ينال الأحترام والمحبة من الطلاب باعتباره القدوة لهم
وهذا مما يعكس في وجود معلم الذي لا يعد دروسه ولا يعرف كيف يتعامل مع مادته وطلابه فقد يحتاج الى وسيله تساعده في ضبط الفصل فقد يختار وسيلة الضرب لكن ما ان تزول الآلام الضرب حتى يرجع الطالب الى نفس السلوك الغير مرغوب فيه
ثم يكرر المعلم بأستخدام الضرب مره اخرى وقد يكون مبرحا عند استخدامه وسائل اخرى مثل شد الشعر او وضع جسم صلب بين اصابعه والضغط عليها او الركل بالأرجل وهذا النمط من الأعتداء يترك اثر بعيد وعدواة لن تزول بسرعة
من خلال هذا الطرح بين الفئتين يتضح لنا ان استخدام العقاب البدني منافيا للعملية التربوية بل محطم لها تترك سلبيات كثيرة وهي غير مجدية ولا بد أن يتعلم الطالب النظام وضبط النفس ومعرفة حدودالحرية الشخصية وحقوق الأخرين أن أكثر المدارس فوضوية في عملها هي اكثر المدارس تسيبا في طلابها وهدر لفرص التعلم بها إذا إن مبدا العقاب على السلوك امر حتمي في المدرسة فالطالب المشاغب الذي يسيء سلوكه مع معلمه او زميله يستحق العقاب ولكن ليس بالعقاب البدني بل نستخدم الوسائل التربوية الحديثة عقاب متدرج ووفق أسس علمية تتخد من الدراسات النفسية قاعدة لها مع اشراك المرشد التربوي وهذه البدائل التربوية الحديثة التي تساعد في التخلص من ظاهرة أستخدام الضرب في المدارس منها :
1- تكليف الطالب المشاغب بأعمال تخص الصف لإشعارة بقيمته والرفع من شخصيته لان تصرف الطالب المشاعب يصدر منه هو لأثبات الذات ومحاولة لفت الأنتباه.
2- يقوم المعلم بتعليم الطالب السلوك المرغوب فيه ومكافأته عليه وشكره اذا تحسن سلوكه خلال الفصل الدراسي.
3- إشعار ولي الأمر كتابيا بمخالفات ابنه اول بأول وتوثيق ذلك
5- أستخدام لوحه الشرف للطلاب المثاليين والمجتهدين والاوائل
6- الصبر والتدرج في العقاب حسب تعليم الأنضباط المدرسي
7- التشجيع والثناء للمجتهدين والمنضبطين والذين يتحسن اداؤهم
8- التركيز على تفعيل دور المرشد التربوي وتزويد المدرسة بالكتيبات الارشادية
9- إعداد المعلم المتفاعل مع مهنته والمحتسب لما يقوم به عند الله من أجل مجتمعه ووطنه
كما انني اجدها فرصة ان تنظم دروات للتاهيل التربوي في كل مديرية يلحق بها كل ممارس للعقاب البدني ثم يوضع تحت الملاحظة لمدة عام فإن عاد لها يعفى من التدريس لأنه لايصلح في تأهيل طلابنا الذين يعانون من ظلم المحتل وقهره ويفشل في نقل طلابنا الى مستقبل مزهر طلاب ينعمون بمشاعر واحاسيس متدفقة بحبهم للتعليم لا طلاب يكرهون حتى الذهاب الى المدرسة
التعليقات (0)