مواضيع اليوم

انا اللي جبت دا كله لنفسي

ترجع هذه الاحداث إلى فترة عملي بالقاهرة مابين عام 1987-1994 م ولا اتذكر العام بالضبط , كل ما اتذكرة أني كنت أعمل بسعادة بالرغم من الأرهاق الشديد الذي كنت أعانية والذي يظهر على بعد رجوعي للبيت لأرتمي على السرير فلا اشعر إلا بآذان الفجر لأتوضأ واصلي واخرج ليبدأ يومي بالذهاب إلى محطة السكة الحديد بالزقازيق وركوب قطار السادسة المتجه للقاهرة والذي أكون قد حجزت فيه في اليوم السابق أو لمدة اسبوع كامل حسب التساهيل -الأماكن وموظف الشباك , وإن لم يكن هناك حجز اذهب الى سيارات الأجرة فأشير من بعيد لأي سائق أن يحجز لي المكانين بجوارة وكان معظمهم يعرفونني بالأسم لكثرة الركوب معهم .
المهم يصل القطار للقاهرة حوالي السابعة والربع لأركب مواصلة إلى وزارة التربية والتعليم , وبعد ذلك كنت أركب مترو الأنفاق ,, من محطة مبارك إلى محطة سعد زغلول ,, واتذكر يوم أن وجدت مذيعة القناة الثالثة فاطمة الكسباني ” على ما اتذكر اسمها ” وكانت تقدم برنامج مدته حوالي الساعة تقوم فيها بلقاء الجمهور ,, غير متذكر اسم البرنامج الآن ,,, وعندما نزلت من المترو سألتني عن مترو الأنفاق ,, وهل غير في حياتك وكيف انه قرب المسافات ولقد كان من الجميل أن أرى نفسي في التلفزيون لثاني مرة حيث أن أول مرة كانت عند عودتي من ليبيا عام 1985 ,, وكان في استقبال السفينة وزاراء العمل والداخلية والميكروفونات تنادي ايها المطرودون من ليبيا لا تنزعجوا إن مصر تناديكم وتضمكم في احضانها ,,, وكنت أول النازلين من السفينة وفي استقبالنا الأستاذ المخرج ,, وقال لي بالطبع حضرت حتشرح لنا المعاناة التي تعرضت لها في ليبيا ,, ويمكن تكون حالتي مختلفة شوية فلقد كنت مستقيل واخذت كل حقوقي ,, ورأيت نفسي في نشرة التاسعة.
المهم أني أذهب لعملي داخل مبنى الوزارة ثم بعدما ينتهي الدوام اذهب لأتناول وجبة الغذاء في مطعم قريب , ثم اذهب لأدرس في المعهد المصري الفرنسي” الموجود في أول شارع شهاب” كمبيوتر للمعلمين ثم أتوجه للسوبر جيت قرب محطة رمسيس لأركب إلى بورسعيد لأدرس في كلية التربية النوعية من السابعة والنصف مساء إلى العاشرة ثم اعطي بعض الدروس إلى الثانية عشر ليلا ,, بعدها أركب بيجو من بورسعيد إلى الزقازيق لأصل في حدود الواحدة والنصف تقريبا ميت آه ميت ,, ولا ارى اولادي إلا يوم الجمعة , وفي يوم سألني أبني يابابا أنت مش خايف على نفسك لتموت من التعب ,, قلت له أموت من التعب أفضل من أني أموت من السلف ومفيش حد يسلف اليومين دول.
وفي يوم من الأيام كنت ناوي أن أرجع الزقازيق من القاهرة دون السفر لبورسعيد وحجزت في القطار درجة ثانية مكيفة , وجلست وجلست أمامي شابه في عمر الزهور العشرينات ويبدوا عليها الجرأة لأنها بادرتني بالحديث : حضرتك موظف … ؟ قلت أيوه موظف ؟ قالت بتسافر كل يوم ؟؟ قلت تقريبا .. قالت ممكن اسجل معك حديث صحفي ؟؟ قلت حضرتك صحفية في أي جريدة ؟؟ قالت اسمي زينب بأعمل في التقارير الأخبارية في جريدة الجمهورية ولقد اظهرت لي احد الأعداد للجمهورية وبها صورتها بجانب تقرير اخباري.
المهم تحدثنا هي تسأل وانا اجيب عن المواصلات والزحام والقطارات والأعطال والحوادث وهل تعرضت لحادث أم لا ؟؟ وغيرها الكثير وكانت ممسكة بجهاز تسجيل صغير وتسجل “عليه واستغرقنا في الحديث إلى أن وصلنا الزقازيق “وقلبت اثنائها الشريط.
وعلى مشارف الزقازيق قلت لها متى نشر الموضوع قالت في حدود الأسبوع لما يتراجع ويأخذ الموافقة , ثم قالت ممكن أسمك قلت لها اسمي أحمد الزاغ ,, قالت ممكن صورة شخصية قلت لها للأسف مش معايا دلوقتي قالت يا خسارة ممكن تحضرها لي غدا واقابلك على المحطة انا مسافرة باكر قلت لها لكن للأسف انا عندي اشياء مهمة في الزقازيق ومش مسافر باكر ,, قالت عندي فكرة ؟؟؟ أية رأيك لو تضع الصورة في مكان نتفق عليه !!! اليوم عصرا ولما آحضر غدا في الصباح آخذ الصورة من المكان قلت لها ايه رأيك في الصندوق الكبير دا اللي جنب ناظر المحطة أنا حأضع الصورة في كيس بلاستيك تحت الصندوق أتفقنا !!! أتفقنا .
وذهب كل منا لحال سبيلة وحضرت للمحطة العصر بعدما اشتريت بعض لوازم البيت , وتوجهت للصندوق ورفعته لأضع الكيس اللي داخلة الصورة فإذا اجد مالم اتوقعة أمامي !!!!! سلسلة من المفاتيح بها حوالي أربع مفاتيح بأشكال مختلفة وأحجام مختلفة ,, ياه الظاهر أنها ضايعة من أحد الأشخاص ودايخ عليها ,,, وأخذتها وذهبت بها لموظف بالمحطة وقلت له أنا وجدت المفاتيح دي يمكن يسأل عليها أحد !!! شكرا ياأستاذ ,, ونظر للمفاتيح وقال أنته وجدتها فين يا محترم قلت له تحت الصندوق دا قال وأيه إللي يخليك ترفع الصندوق وتشوف اللي تحته أنت تعرف أن دي مفاتيح الخزنة اللي أتسرقت من شهر ومعها مفتاح باب الغرفة ,, انتظر هنا يااستاذ لما اعطي خبر لناظر المحطة ,, قلت لنفسي مين اللي حيصدقك ياأحمد اني شفت صحفية ولقاء صحفي وعبط انت ياأبو حميد جبت لنفسك وجع رأس ,, وفكرت في الزوغان وبعدما أدار الأستاذ رأسة لم أجد نفسي اللي وانا خارج المحطة راكبا تاكسي كان يقف امام المحطة ولحظي الجميل ان ركاب أحد القطارات قد وصل المحطة وتهت في الزحام ,, الله يلعن الحديث الصحفي واللـي … كلمات أرددها كلما أتذكر ما حدث لي ذات هذا الصباح.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !