انا ابن الشهيد الحي ,,, رحمه الله
ترجع احداث تلك الحادثة إلى صيف 1964 صباح يوم جمعة اثناء العطلة الصيفية بعدما نجحت في امتحان الشهادة الابتدائية وكانت طموحاتي كثيرة وكل ما كان يخطر ببالي هو أن أكون طبيبا ولكي احقق ذلك كان علي بجانب المذاكرة بالاضافة إلى قراءة الكتب والقصص وكيف لي ان أفعل ذلك وليس لي النقود لأشتري بها الكتب فقلت لنفسي عليك ومكتبة البلدية في دمنهور فلقد كان بناؤها يشبه الأوبرا تماما ومازال للان بعد اعادة ترميمة من جديد .
وذات صباح ذهبت للمكتبة فبدأت في قراءة قصة 200 يوم حول العالم لأنيس منصور , ثم تركتها لأقرأ المجلات القديمة ووجدت أمامي مجلة دينية تسمى مجلة ” النور الأسلامي ” تصفحتها وكنت شغوفا بحل الأسئلة والمسابقات التي بها وكان الجواب موجود ولكن في الصفحة بالمقلوب - فتجد رسالة الجواب في ذيل الصفحة بالمقلوب ولا ادري لماذا كانوا يفعلون ذلك ,, واخذت مجلة تلو الاخرى إلى أن وصلت إلى سؤال أذكر اسم الشهيد الحي؟ قلت ماذا يعني الشهيد وهو لا يزال حي فلم اعرف الاجابة وقلبت الصفحة فإذا بي اجد ما لا اتوقعة : اسم الشهيد الحي هو ” عبد الرحيم مرسي الزاغ ” هذا ليس بمعقول دا اسم والدي وهو على قيد الحياة يا ترى هل هو خطأ املائي أو انا أحلم ومازلت نائما ذهبت لأمين المكتبة وقلت له هل هذه الاجابة صحيحة قال لي من يجيب عليك المحرر نفسة أو واحد من الأخوان المسلمين قلت وما دخلهم في ذلك قال هذه المجلة تصدر عنهم .
اخذت الملم في نفسي المبعثرة وافكاري المشتته وانا اقول وما دخل ابي في ذلك ,,, ذهبت إلى البيت وكانت الشمس في منتصف السماء والحر شديد حوالي صلاة الظهر لأني اتذكر وصولي للبيت وكان والدي يصلي ,, فقال لي صليت الظهر ياأحمد قلت سأصليها انشاء الله ,, وبعد انتهائي من الصلاة قلت لوالدي القصة وموضوع المجلة وما قرأته فيها فقال سوف احكي لك الحكاية فابتسم قائلا ” دمنهور ياأبني تحب الشيخ حسن البنا كثيراً ووالدك ممن يحبون الشيخ وسيرته وخطبة ,, وفي يوم من الأيام سمعنا ان الشيخ سوف يزور دمنهور وأن الزيارة ستكون في الصباح وانه سوف يركب القطار , تجمعنا الآلف المؤلفة عند رصيف محطة مصر , الكل يتدافع للسلام عليه عند نزوله من القطار وكنت أول المتدافعين ولم استطع أن اتماسك وانا أقف على حافة الرصيف من شدة أندفاع الناس ودفعهم لي نحو القطار فسقط بين القطار والرصيف فتعالت الصرخات الله أكبر شهيد شهيد الله أكبر ,,, وبعدما توقف القطار خرجت للناس ليس بي خدش واحد فتهلل الناس فرحا وعلت التكبيرات الله أكبر الشهيد حي الشهيد حي ومن يومها أطلق علي الناس اسم الشيد الحي ,, قلت له ماذا كان شعورك وانت بين القطار والرصيف قال سوف احكي لك مالم احكيه لأحد من قبل لقد كنت أقرأ آية الكرسي وأخذت في تكرارها عدة مرات ,, وكنت اشعر بأن الرصيف يبعد عني ويبعدني عن القطار ,, ونجاني الله سبحانه وتعالى والحمد لله ,,
هذه الحادثة تذكرتها يوم أن تسلمت تعييني في مدرسة شابور الأعدادية كمدرس علوم عام 1975 ,, حينما دخلت على السيد مدير المدرسة واعطيته ورقة تعييني بالمدرسة فقال انت ابن الشيخ عبد الرحيم الزاغ قلت له نعم قال لي الشهيد الحي كنت قد نسيت الموضوع فقلت له يعني ايه الشهيد الحي قال هو الشيخ ما حكيش لكم الموضوع دا ؟ تذكرت وقلت له بلى حصل يا حضرة المدير ,, وقلت سبحان الله مات ولم يعلم بالقصة من أبناءة إلا القليل… رحمة الله
احمد عبد الرحيم مرسي الزاغ
التعليقات (0)