في غرفه طوارئ المستشفي وفي حدود الساعه الثامنه ونصف دخل رجل تجاوز الخامسه والستين من العمر للإزاله بعض الغرز من يده . كان في عجله من امره لان لديه موعدا مهما فب التاسعه وبعد ان جلس علي الكرسي المخصص لتقديم المساعده الطبيه تحدث اليه الممرض قليلا وهو يزيل الغرز ويهتم بجرحه .. فساله عن طبيعه موعوده ولماذا هو في عجله من امره ؟؟؟ فأجابه الرجل بانه يذهب كل صباح لدار المسنين لتناول الافطار مع والدته العجوز
بدا ذلك الامر غريبا بعض الشئ علي الممرض الشاب . فهل لازلت والده هذا الرجل علي قيد الحياه؟ /وحين ساله عن ذلك وجد الرجل يبادر سريعا بالاجابه بان والدته قد كبرت كثيرا بينما هو لم يتزوج وليس بامكانه الاعتناء بها .. لقد تجاوزت الخامسه والثمانين كما اصيبت منذ فتره بمرض الزهايمر أي ضعف الذاكره الشديد .. فهي ماعادات تتذكر شيئا وان تذكرته فانها سرعان ما تنساه وتعود لتتذكر تفاصيل قديمه حدثت لها منذ سنوات بعيده فتجدها تتحدث عنها بحماس طفل وانا لا املك سوي ان اكون مع والدتي اشد علي يديها واواسي ايامها الاخيره كي تعبر هذه الايام بسلام وطمانينه
وبينما كان الممرض مستغرقا في الانصات للرجل انتي به المطاف الي ان يساله : وهل ستقلق امك لو تاخرت عن موعد الافطار قليلا ؟؟
فاكد له العجوز بان والدته لم تعد تميز المسافه بين الصباح والظهيره وبانها لم تعد تعرف من هو ؛ انها لا تستطيع التعرف عليه منذ خمس سنوات مضت
عندها سأله الشاب :ومع ذلك لازلت تذهب لتناول الافطار معها كل صباح علي الرغم من انها لا تعرف من انت ؟؟؟ هكذا سأل الممرض الشاب مريضه الذي انتهي من تغيير ضماده جرحه !!!!
ابتسم الرجل وهو يضغط علي يديه قائلا : يابني ان كانت هي لاتعرف من انا ، فانا اعرف من هي ، انها لا تحتاج لان تعرف من انا لكنها بحاجه كبيره لان اعرفها انا .لان اعرف بانها امي !!!!!
التعليقات (0)