مواضيع اليوم

امطار ماضية

علي جبار عطية

2009-03-03 16:40:58

0

علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي

اعادتني امطار السماء على بغداد قبل ثلاثة ايام الى امطار الطفولة حين كان الموت يخيف الناس وهو من العجائب وكان عمر العراقي يتجاوز السبعين فاذا توفى احدهم بأجله المحتوم اقيمت السرادقات ورفعت الاعلام السود وعم الحزن الزقاق كما هو حال الموت في الامارات حالياً اذ يقضي الاماراتي نحبه وهو في الثمانين وتذيع نبأ وفاته وكالات الانباء!
اقول اعادتني امطار يومي السبت والاحد الى ايام الامطار الشافية وليست الامطار (الفاهية) ولا امطار صلاة الاستسقاء للسيد النائب! اي امطار قوية وغزيرة وتكون قطرة المطر فيها بحجم كرة التنس وبقوة الكريات الزجاجية (الدعابل)! الى درجة تذكرت تلك الايام الخوالي حين كانت المياه تصل الى الركب وتتعطل المدارس اياماً وتصير الشوارع البغدادية اهواراً فتظهر المشاحيف والعبارات!
لكن امطار هذا العام 2008 اعلنت بدء الشتاء بقوة وجاءت في وقت حرج وحساس للغاية مثل الكتب السرية للغاية التي تنتشر اخبارها اسرع واقوى من الكتب العادية! ومن مظاهر قوة هذه الامطار انها سقطت على اللافتات التي علقتها القوى المناهضة للاتفاقية الامنية العراقية- الامريكية والعجيب ان هذه الامطار ازالت هذه اللافتات في مدة قياسية فلم يعد لها وجود كأنما تقول ان هذه الاتفاقية ماضية برغم كل الاعتراضات الحقيقية او الشكلية على بنودها وذلك لان الواقعية السياسية تقتضي امضاءها!
ونعود الى شوارعنا وازقتنا ففي خلال ساعة او ساعتين كشفت هذه الامطار عن هشاشة البنية التحتية لخدمات تصريف المياه وظهر العجز واضحاً على فعاليات مواجهة مثل هذه الطوارئ خاصة اذا علمنا ان هناك الكثير من حفريات المشاريع التي دأب مقاولوها على تركها وهي في اولها وبيعها الى مقاول آخر آلى على نفسه الا يدعها في عهدته حتى يبيعها الى مقاول ثالث في مسلسل مكسيكي من الطراز الاول وفي سلسلة غير متناهية من الاختلاسات والخراب ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !