امش عدل يحتار عدوك فيك

يلي بيته من زجاج لا يرمي الاخرين بالحجارة وللاسف في لبنان تبدو كل البيوت هشة بهشاشة الزجاج و يعمل اصحابها على رمي الاخرين بالحجارة فالملفات جاهزة والارشيف حاضر لا يحتاج الا لمن يفتح صفحة ليجد الصفحات المقابلة تقف امامه فيدلو بدلوه ويفتح الملفات المغلقة ويرشق الحجارة..
هشاشة زجاج البيت اللبانني تأتي من هشاشة الانتماء للوطن فالوطن الذي من المفروض ان يكون الاغلى هو الارخص ولأنه الارخص تنتشر العمالة والفساد والوصولية والطائفية والحقد على الاخر و تنتصر الضغينة والرشوة والخوف من الاخر بدلا من الخوف عليه وتنحشر المبادىء والاخلاق والوطنية في زوايا البيت واركانه..ولأن البيت يلفه الزجاج فهو يرشق وبجدارة الراشقين ومهارة الفاسدين وعبث الوصوليين..
انه بيت من دون جدران تحمي خصوصيته او تخفي عوراته ولا سطح يظلل ارضه فهو بيت مكشوف امنيا وهش سياسيا ..تكبله الديمقراطية الزائفة وتشله البيروقراطية و تقيده السياسات الكيدية والطائفية ..
لا عصبة تجمع اهله بل عصابات تسطو على مقدراته, حتى الهم لا يوحد سكانه فلا مصلحة جماعية تشد عزيمتهم بل مصالح فردية تفرق شملهم وتوزعهم على فئات ومزارع .
كيف اصل الى الكرسي في الصالة الرئيسية واتمسك بها ؟
كيف انتزع صحن الاخر ولعبة الاخر؟ وكيف ادوس على سكان البيت بكعب الصرماية؟
وكيف ارشق الحجارة من دون هدف الا الاذية وكسر الزجاج الهش؟
وكيف اهدم ولا ابني؟ اكسر ولا اصلح؟ احطم ولا انقذ؟
افرق وأسود...
البيت يتخلخل, عواميده تهز, وزجاجه يرشق بالحجارة ولكل فرد ملف والملفات كثيرة وهناك دائما من يحتفظ بها لاستخدامها وقت الحاجة, الارشيف جاهز وينتظر المفاوضات وشد الحبال يكثف رشق الحجارة وقطع الزجاج المكسور تؤلم وتدمي الجميع...
امش صح, حتى فوق قطع الزجاج المكسور, امش مرفوع الرأس حتى ولو هبطت عليك كل جدران البيت, امش عدل وليحتار عدوك فيك وتبقى الأرض صلبة تحمل ثقل سكان البيت .. يا رب بارك هذا البيت