في آخر أمسيات مهرجان دبي الدولي الشعر
الأمير بدر بن عبد المحسن يتغزل بالوطن وبرايتنباخ يغنى لدرويش
مروة كريدية من دبي: على إيقاع فرحٍ كالحزن نبضه عُزفت مقطوعات موسيقية شرقية في أمسية مضت وأرخت في ذاكرة حاضريها وقع مميز، أمسية تجاوزت المكان واستحضرت أرواح من غاب ومن حضر من كبار الشعراء ممن شَكلوا رمز الحضارة والإبداع وخطّوا نصوصًا تجاوزت العصور وظلت قادرة على إمتاع المستمع . فقد غصت قاعة راشد بمركز المؤتمرات في مركز دبي التجاري العالمي بمتذوقي الشعر، والتي ألقى فيها الأمير بدر بن عبد المحسن والشاعر الجنوب إفريقي برايتن برايتنباخ مجموعة رائعة من قصائدهما التي كانت مسك الختام لأمسيات مهرجان دبي الدولي الأول للشعر .
يلقي أشعار بريتنباخ في رثاء درويش
سامر المصري يلقي رثاء درويش
برايتن برايتنباخ أطل على المسرح بحسِّه الراقي قبل أن يبدأ قراءته الشعرية، بعث برسالة إنسانية قال فيها إن الشعر جسر حضاري للتفاهم والحوار ونشر قيم المحبة في العالم. كلمة عكست كونية انسان لم تحده الجغرافية ولم يأسره التاريخ وأكد فيها على أن الشعر يشكل أرضية مشتركة بين الشعوب وهو واحة القلب والعقل وهو لغة الغناء والفن ، مطالباً الشعراء بالاستمرار في هذا النهج ومتمنيا أن يستمر المهرجان ليجمع ألف شاعر على لغة واحده هي لغة الشعر، ودعا برايتنباخ الشعراء إلى أن يذهبوا إلى مناطق الألم بالعالم في فلسطين والصومال وأفغانستان وإفريقيا لأن الشعراء هم ضمير العالم، ثم قرأ برايتنباخ قصيدة رائعة اسمها دردشة بدوية مع محمود درويش قائلاً قبلها انه شعر بحزن عميق على رحيل صديقه محمود درويش الذي كان يمثل قيمة كبرى في عالم الشعر والإنسانية، ثم قرأ قصيدته التي قام الممثل العربي السوري سامر المصري بإلقاءها بالعربية ومن أجوائها :
غطني بسرعة
بلا هديل
أو خطب من زمانه
اكتب على السماء رباعية
من الشعر مبهرة
على اللحم والتفعيل في وجه قصيدتك يختفيان
لا هوية هناك
فقط مساحة من همهمة الرعشة
حركة لا تتوقف إلا للغناء
الزمن منارة العاشق السرمدية
على تفاصيل الجسد
لا تزين كفني بعلم
وخيطوه قميص لمشرد
الأمير بدر بن عبد المحسن تغزل بالسعودية
الأمير بدر بن عبد المحسن قدم عدداً من قصائده المميزة الخاطفة التي ترقى بالمستمع الى ابعد من حدود الكلمة عبر ترجمة المعنى الى أحاسيس ومواجد. وقد تناولت قصائدة العديد من المواضيع بدأها بقصيدة وطنية إلى بلده المملكة العربية السعودية تغنى فيها بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز، ثم قدم عدداً من قصائده الشهيرة في الغزل، واللافت أكثر أن الأمير اخلص للشعر واستجاب لطلب الجمهور ربما لأنه يعي أهمية الإنصات لضمير الشعب في أمسية احتفالية.
الأمير بدر بن عبدالمحسن
ومن القصائد العذبة التي ألقاها الأمير:
الجريدة ..
ادري وش سر الجريدة
به أحد .. يقطع وريده ..
وينزف أخبارٍ جديدة ..
وحنا نقراها الصباح ..
دنيا مكتوبة فـ ورق .. دنيا من دم .. وعرق ..
دنيا مجنونه ارق .. وهم ..
أنسرق .. أحترق .. المهم
كلها أخبارٍ سعيدة
وحنا نقر لها الصباح ..
لو طبعنا .. صفحة ما فيها خبر ..
لا حروف .. ولا صور
صفحة يملاها البياض ..
صفحة تملانا بياض .. ما يعكرها الحبر ..
كان ذي الصفحة الوحيدة
اللي اقرأها الصباح .. في الجريدة
قصيدة أترامى
أترامى
هذي عاداتي
في كل العمر مره .. أترامى ..
وصدقيني في حياتي ..
ما هقيت اني عقاب .. ولا يمامه ..
انما لعيونك إنتي ..
طرت لاجمل إبتسامة
لين قلتي وين جناحانك..؟
وين جنحاني .. ؟! وطحت ..
طحت من أعلى غمامه..
أنا ما ادري مريت بين أصابعك رمل ..
او على خصلات شعرك .. ماء ..
كانت غبارٍ وظلما
وكنت أطيح ..
وهذا آخر ما اتذكر ..
وين ظنك با تجرح .. واتكسر
فـ أي رمل .. أي صخر .. او عدامه ..
ما هقيت أني عقاب ولا يمامه
انما لعيونك إنتي ..
طرت لاجمل إبتسامه
وما ابي غير السلامه
من الجروح .. ومن التداوي
كيف أمس الأرض .. واطيح متساوي
انا صدقت الصغار .. يوم قالوا :
من يحب القمرا يرحل .. لآخر أرض
وينتظر تالي نهار ..
ولا ظهر منها شبر ..
عانق القمرا .. طمر ..
كيف ضاعت كل أحلامي هقاوي ..
يوم قلتي : وين جنحانك ..
وين جنحاني .. ؟! وطحت ..
طحت من أعلى غمامه..
ثم طلب الأمير من الشاعر برايتنباخ أن يعود للمسرح ليقي قصيدة أخرى أمتع بها الجمهور وكان اسمها فنجان الكلمات صورت، معاناة الإنسان وأحلامه بصخب الصور التي تذكر بمفردات درويش أيضا و:كأن برايتنباخ أراد أن يذكرنا بان الشعر جسد واحد وبأن درويش لم يمت
الشاعر برايتنباخ
ثم عاود الأمير قراءة أشعاره البديعة التي تجاوب معها الجمهور ومنها
قصيدة مجنونها
لعيونها ... بس لعيونها
قلبي سراب بدونها ..
قلبي سراب ... وعيني سراب
ما اقول أعشقها بعقل...
مجنونها مجنونها...
البارحة مريت في أحلى الفصول
صيف وشتاء..
وناظرتها..
وقلبي يقول هذي العيون إلى متى
حبيبتي ياكثرها عيونك على هاالليل
وين ما التفت اشوفها ..
حبيبتي يازينها عيونك على هاالليل
سحرني برق سيوفها..
ما أقول أعشقها بعقل..
مجنونها مجنونها..
قمري .. يا شمس الذهب
سفري وراء عيونك تعب
قلبي تعب... وصبري تعب
ومن الهدب لين الهدب...
بحر ومراكب من لهب
أمواج تبحر برضاه ..
وأمواج تلعب بي غضب
Marwa_kreidieh@yahoo.fr
http://marwa-kreidieh.maktoobblog.com
http://www.elaph.com/Web/Knowledge/2009/3/417909.htm
التعليقات (0)