امريكا....و الربيع العربى
، سؤال شائع و يتردد بقوة منذ حوالى عام ونصف .
ما هى مصلحة امريكا فى دعم الثورات الشعبية فى العالم العربى ، رغم علمها بأنها ستأتى بالإسلاميين فى السلطة ؟
و بدأت الاجابات ساذجة وسطحية .
كان أهمها ان امريكا ترعى الديمقراطية فى العالم . و بدا الأمر كما لو كانت الديمقراطية دين جديد و أن الأمريكان هم المبشرون به وهم الراعى والداعم الرئيسى له .
و بالغ البعض و قال ان الأمريكان على علم تام بأن المستقبل سيكون للاسلام الذى سوف يسود فما كان منهم الا أن انحنوا لعاصفة المد الأسلامى .
و بسذاجة قال البعض : هؤلاء الناس يفهمون ديننا أكثر منا و لذا آمنوا بأن التعامل مع الإسلاميين هو أيسر وأسهل من التعامل مع النظم الديكتاتورية العميلة .
ولهؤلاء وهؤلاء أقول :
ان الدعم المادى و المعنوى الأمريكى للثورات العربية ليس حبا فى الاسلام . و ليس حبا فى العرب كى يرفلوا فى نعيم الديقراطية .
و لكنه :-
مخطط جديد لاعادة تقسيم الدول العربية على اساس طائفى و عرقى ودينى - و لكم فى العراق و السودان عبرة يا أولى الألباب - .
انه سايكس بيكو جديد . لحماية و دعم أمن الدولة الأسرائيلية .
فبدلا من تنازع أثنتين و عشرون دولة فى الجامعة العربية , ما المانع من أن يصبحوا أثنين و ثلاثون . وأن يشغلهم نزاعهم الداخلى – الجديد - عن مجرد متابعة اخبار اسرائيل على شاشات التلفاز.
انه تعظيم لدول هلال سنى ( تونس - ليبيا - مصر - السعودية ) لمواجهة المثلث الشيعى ( ايرن - سوريا - لبنان ) مع بعض قلائل شيعية فى الامارات و شرق السعودية توطئة لتقسيم ( الجزيرة العربية ) .
وهو ايضا حماية لأمن اسرائيل التى ذاقت الهزيمة لمرة على يد شيعة لبنان متمثلة فى حزب الله .
و لذا ، لا مانع من تدعيم دول سنية لتخوض حربا بالوكالة نيابة عن اسرائيل و ايضا هذا يصب فى مصلحة المخطط الأمريكى الصهيونى .
- التصور الثالث : أن اسرائيل منذ قرابة عامين اعلنت أنها دولة يهودية . و هى حالة فريدة على العالم ان تكون دولة قائمة على أساس دينى - دعك من الفاتيكان فليس لها جيش و ليس لها اطماع توسعية - .
و لم يرق للعالم فكرة الدولة اليهودية فى اسرائيل .
و لكى يبتلع العالم الطعم . لا مانع من وضعه داخل كبسولة الدواء .
بأن تقوم دول اسلامية تحيط باسرائيل .
فتصرخ اسرائيل - متقمصة دور الحمل الوديع - ، الذى تجيد تمثيله باتقان ، أن قد احيط بى . و ها هى دول الجوار تقوم على اساس دينى . فيجد العالم نفسه معترفا بيهودية دولة اسرائيل و يبدأ مسلسل جديد من التطهير العرقى و من اللاجئين و النازحين الفلسطينيين .
على ان التصور الرابع و قد سمعته بالأمس فقط قد راق لى كثيرا .
و هو ان دول الأتحاد الأوروبى وامريكا بدأت تضيق بالمهاجرين و أغلبهم مسلمون لدرجة أن فرنسا وألمانيا أصبح المسلمون فيها يشكلون كتلة تصويتية.
و لكى تهرب هذه الدول من صراع الاضطهاد الدينى للمسلمين فى بلادهم . ومن مطالبهم بتطبيق تعاليم الاسلام . فقد هداهم تفكيرهم الى اقامة حكومات اسلامية فى مواطنهم الأصلية .
ثم مخاطبة المهاجرين - رضاءا أو قضاءا - ان يامن ترغبون فى تطبيق شرع الله ها هى دولتكم تطبقه و يحكم فيها الاسلاميون رجاءا عودوا الى بلادكم ستجدون ما يسركم .
و ما تصريح ( آشتون ) أن على الجيش سرعة تسليم السلطة للاسلاميين الا داعما لتصورى هذا.
ان التصورات الأربعة مقبولة .
اما أن يحاول ان يقنعنى أحد بأن امريكا و الأتحاد الأوروبى ترغب فى رفع راية الأسلام . او فى اطعام المواطن العربى الديوقراطية العالمية . فهذا ما لن اقتنع به ابدا .
وهو نوع من الضحك على الدقون ، وايضا اللى من غير دقون
eg_eisa@yahoo.com
التعليقات (0)