الأمريكي يحب وطنه حبا مطلقا ولا توجد قيمة أقوى وأعلى من حب الوطن لديه. وكل الأشياء الأخرى قابلة للنقاش والنظر إلا الوطنية المعبَر عنها بالسلوك اليومي الواضح والمؤكد من تربية الطفل وتعليمه والعناية بالبيت والشارع، إلى الشعور بالمسؤولية والمبادرة من أجل السلامة العامة ومصالح الوطن.
وعندما يتعرض الوطن إلى خطر أو تهديد يقف جميع الأمريكان صفا واحدا ولا تعنيهم اختلافاتهم في كل شيء لأن الوطن بيتهم وبيئتهم التي يعبرون فيها عما فيهم، ولا يقبلون أبدا أن يصاب الوطن بأذى، لأن الإرتباط ما بين الوطن الأمريكي والإنسان إرتباط مصيري ومؤثر
الوطن يزرع المحبة الغامرة في قلوب أبنائه الذين تعلموا الإخلاص والوفاء والتمسك القوي بالوطنية، وعدم الخيانة والعمالة لأن في ذلك عيب وعار وجريمة لا يمكن أن تغتفر عبر الأجيال. فهل سمعتم بأن هناك أمريكيا خائنا أو عميلا أو فاعلا ضد مصالح وطنه وهيبته وقوته وعزته؟ لكنكم لو نظرتم من حولكم لرأيتم ما لا يحصى من هؤلاء في أوطاننا، وهذا دليل على موت الوطنية وفقدانها
ويضيف الدكتور مراد الصوادقى فى مقالة القيم على موقع العرب اون لاين
الأمريكي يساعد المحتاجين والمعوزين ويرعى الأطفال والأيتام ويبني المدارس والنوادي الترفيهية وساحات لعب الأطفال ويسعى بروح جماعية لتطوير مدينته وقريته، ويتبرع بماله ووقته ويتطوع ويقوم بالعديد من النشاطات الاجتماعية المفيدة التي تساهم في تبادل الآراء وتحقيق التقارب الفكري والثقافي، ويؤمن بالاختلاف والتنوع ولا يعنيه ما أنت تراه وتعتقده ما دمت تعبر عن وطنيتك وتقوم بواجباتك وتؤدي عملك على أحسن وجه وأكمل صورة، وتدفع مستحقاتك من الضرائب وتحترم النظام والقانون ولا تؤذي الوطن الذي تتحقق فيه الأحلام
الوطن الأمريكي فيه حكومة معبرة عن تطلعات وأماني أبنائه وترعاهم وتوفر احتياجاتهم وتثور لضيمهم أينما كانوا وحلوا، والمواطن الأمريكي لا يقبل من حكومته السكوت على ما يصيب المواطن في أي بقعة من الأرض، فالغيرة الوطنية عالية وتشمل جميع ما يرتبط بالوطن ويدل عليه
تأملوا أمة فيها جميع الأديان والطوائف والملل واللغات لكنها جميعا مهما تنوعت وتفرقت تكون واحدة متماسكة وهي ترتدي زي الوطنية الأمريكية وترفع راية واحدة وليست صورة واحدة، لأن من العيب أن ترفع صورة شخص لأنه مثلك،
أمريكا التي فيها طوائف الدنيا لا تعتمد على الطائفية والمحاصصة وإنما تؤسس وجودها وفقا للمعايير الوطنية. فهذا رئيسها ينادي لا توجد مسميات في أمريكا بل توجد الولايات المتحدة الأمريكية
فلا شيء يعلو على الوطن ورايته ومصالحه، ولا اختلاف يمكنه أن يعيق إرادة الوطن الذي يجتمع الجميع ويختلف تحت رايته الواحدة. فالوطنية الأمريكية لا تعنيها المذاهب والطوائف والعقائد لأن حريتها مكفولة في الدستور وتنظمها القوانين،
اما نحن فى امة العرب فقداهملنا قيم العمل والانتاج والابداع والتفوق والديمقراطية وحقوق الانسان.. لصالح مفاهيم خاطئة عن التواكل والشعوذة والخرافات والجمود الفكرى والفهلوة وتألية الحاكم ورجال الدين
ومزقتنا القبلية والطائفية ...وتسرب الى نفوسنا الحقد والغل والحسد والبغضاء وانشغلنا بمظهر الدين وتخلينا عن جوهرة وافتى العابد الجاهل والعلم الفاجر فتوالت علينا الفتن والمصائب
التعليقات (0)