امريكا فتوة الحارة الاناني !!

امريكا فتوة الحارة الاناني!!

     على  عكس ادراته  وعلى عكس   ما يظنه  الكثيرين  وعلى  عكس  ماتبدوا عليه الامو ر  فان الشعب الامريكي  قد يكون من اكثر الشعوب  حبا للسلام , لكن مشكلته انه مصاب  بالانانية  فالفرد الامريكي  يريد ان يعيش باكبر  قدر من الرفاهية  وباكبر قدر  من الحرية  وبسبب هذا الحب  هم مستعدون  لتاييد الحروب  التي  تخوضها ادارتهم  فيما لو استطاعت ان تقنعهم ان هذه الحرب  هي  للدفاع  عن  رفاهيتهم  حتى وان كانت  على حساب  شعوب  وامم محرومة , فدائما يريد الامريكي ان تكون حياته  مرفهة  مترفة  يريد ان ينفق الاموال  بغير  حساب  ويريد ان يستهلك كل شيء   بغير  حساب   ومن اكثر  الامور التي   تستفز  كوامن  التمرد عنده  هي  عندما  يعتقد ان رفاهيته  ونمط حياته  واستهلاكه مهددان ,  فهو مستعد لان يقبل  باية  تضحية   الا ان يفقد نمط الحياة الذي يعيشه .ولهذا  نجد ان كل الرؤساء الذين  دافعوا عن النمط الامريكي  في العيش  وعن  حماية هذا النمط  واعطوا  اهتماما للامور الاقتصادية  اكثر من غيرها في  حملاتهم  فازوا  بفارق كبير عن  منافسيهم  والرئيس المنتخب اوباما هو  خير مثال  على  ذلك  فاوباما  استطاع ان يقنع الشعب الامريكي  انه  جاء  لينقذ  اقتصادهم   وحياتهم  المرفهة من الازمة المالية التي  المت  بالاقتصاد العالمي  وعلى راسه الامريكي   وبالحدة التي  جعلت الامريكي  العادي يشعر بالتهديد المباشر لحياته  ورفاهيته  فضلا عن انه استطاع ان يقنع هذا الشعب  انه قادر  على تخليصهم من الورطة العسكرية التي اوقعهم فيها الحكم الجمهوري  بقيادة بوش الابن  ولهذا فاز  على منافسه  جون ماكين الذي  غلب  الجانب العسكري الحربي على الجانب الاقتصادي في حملته   ولهذا كان الفارق  بين الفائز  اوباما  الديمقراطي والخاسر ماكين الجمهوري  فارقا كبيرا  نادرا ماحدث  في الانتخابات الامريكية .

الانانية الامريكية :

      يقول المفكر الامريكي هيرمان ملفيل  في وصفه  للشعب  الامريكي  (نحن الامريكان شعب مختارمميز, اسرائيل هذا الزمان, اننا حاملون تابوت حريات  العالم  )  وهذا الشعور ليس حصرا  على  المفكرين الامريكان فقط بل انه شعور موجود   في اذهان نسبة كبيرة من الشعب الامريكي  , وقد نبع هذا الشعور  من البيئة والامكانيات المادية الضخمة التي  وفرتها  المساحة الواسعة  والتنوع  المناخي الذي  تمتاز به  ارض الولايات المتحدة الامريكية , وهذا الشعور كان له الدور الاساسي  في  تنمية   عقدة المسؤولية على   قيادة العالم  في الشخصية الامريكية  هذه العقدة جعلت  الشعب الامريكي يوافق على تصرف  قيادته الاحادي في  شن الحروب , وبنفس الوقت  كان هذا  الشعور  له دور كبير  في تنمية  عقدة الانانية  والحق  في العيش  فوق مستوى  عيش الشعوب الاخرى  فما دام الامريكان هم شعب الله المختار وهم  من يقود العالم نحو الحرية والرفاهية  فمن حقه ان يتمتع باعلى نسبة من هذه الحرية والرفاهية ناسيا ان رفاهيته دائما هية على  حساب  حياة  شعوب اخرى محرومة  مضطهدة بسبب  السياسة الامريكية   وبسبب الحروب الامريكية  التي تخاض دائما باسم وواجهة الحرية  ونشر الديمقراطية  , ونسيانه هذا ليس  نابعا من حقيقة انه  يقبل  بتدمير  وحرمان الشعوب الاخرى  بل  لانه جاهل  بمصلحة الشعوب الاخرى فهو كالطفل الذي  يخنق الطير  في يده حتى الموت  وهو يظن انه  يلاعبه , ومن الانانية الامريكية المفرطة ما قاله  بوش الابن في خطابه  في  حفل التخرج في اكلديمية  west boint  العسكرية في 162002  حيث قال ما نصه (ان امريكا لن تتردد  في التصرف وحدها عبر التحرك استباقيا , لوئد كل محاولة  لبناء الترسانات العسكرية املا في التفوق او مساوات  قوة الولايات المتحدة ) وهذا يعني ان امريكا عازمة ان تبقى في قمة صدارة العالم  وهية مستعدة لاستخدام كل الوسائل الشرعية و غير الشرعية  للابقاء  على  هذه القمة حتى لو عنى ذلك تدمير  دول  و سحق شعوب  , ان ماقاله الرئيس الامريكي  في  خطابه  هذا  يخالف  مبدا اساسيا من  المباديء التي  تحكم السياسة الدولية و ينهي  ما اتفق  عليه  العرف العالمي  من احترام  لسيادة الدول  وتحريم التدخل في شؤونها , وهو بذلك  يدخل  ضمن  مجرمي الحرب  باعتبار ان الحرب الاستباقية اعتبرت  جريمة حرب  وفق  محاكمات نورنبورغ ,  لكن المشكلة ان  امريكا هية  القوى العظمى الوحيدة في العالم اليوم  ولهذا  لن تكون هناك محاكمات  كمحا كمات نورنبرغ  لتحاكم  هذا الرئيس الذي  قلب  موازين العلاقات الدولية  واساسيات   الامم المتحدة ,قد يظن  القاريء  ان هذه السياسة   وليدة الحاضر او انها  جاءت  وفق رؤية  الرئيس بوش  الحالية , لا ان هذه السياسة  نابعة من  اصل  عقدة التفوق الامريكي  ومن   شعور القادة الامريكالن انهم  يحكمون الشعب المختار  وان لهم الحق  في  ان  يختاروا  حياةالامم والشعوب  لانها  عاجزة على الاختيار الصحيح  ولهذا فعليهم مسؤولية هدايتها  الى  طريق الحرية  والديمقراطية   حتى  لو تطلب الامر  تدمير دولها   وقتل نسبة كبيرة من شعوبها  فالمهم عندهم هو  ايصال الحرية الامريكية  والنموج الامريكي  الى ماتبقى منها  وسلب  واستخدام موارد ها  لخدمة  شعب الله المختار  لان الحرية الامريكية  هي النموذج الالاهي  الوحيد  الذي يجب  على الكل  اعتناقه .

      امريكا  فتوة الحارة :

     بعد انهيار الاتحاد السوفيتي  وجدت الولايات المتحدة نفسها امام  فرصة تاريخية لان تكون  القوة الوحيدة المسيطرة على العالم , ولهذا فقد بنت ستراتيجيتها   الجديدة على اساس  عدم السماح  بظهور  اي منافس  جديد  يمكنه ان  يؤثر على تفرد القوة الامريكية  وسيطرتها على العالم,  فكانت الرسالة الامريكية الجديدة للعالم من شقين اولا  على  العالم  اعداء  وحلفاء  ان  لايحلموا بان يكون لهم  دور اكبر  مما  توافق  عليه  القوة العالمية الوحيد  , وثانيا ان التحالفات  الجديدة  هية تحالفات  مرحلية  لاتدوم اكثر من  الازمة التي   تعالجها , قال  كولن باول في شهادته امام لجنة القوات المسلحة في الكونكرس  في سنة 1992( ان امريكا بحاجة الى قوة كافية تردع اي  متحد عن مجرد التفكير  في تحدينا  على المسرح الدولي ) واضاف  قائلا  بشكل  حدد معالم امريكا  ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ( اريد ان  اكون فتوة الحارة )فاصبحت امريكا فتوة الحارة  ولكن الفتوة الاناني  .