مواضيع اليوم

امرؤ البحر

محمد العريان

2013-06-18 12:16:32

0


وَيَطيرُ مَا رَاقتْ لِعَينهِ سُنْبُلَةْ
فَحقولُ مَنْ قتلوا البراءةَ غَابرةْ
ولئنْ تردَّى في نواحِيها اليمامُ,
فتلكَ أسْرَابٌ بعِينهِ خائِرةْ
تلْكَ الطَواحِينُ الَّتِي لا ينْتَهِي,
دورَانُهَا,وعلى عِظامِكِ دَائِرةْ

فَتَنَكَسَتْ برُؤوسِهَا وبيأسِها
وتَفَرَّقَتْ بَينَ السَنَابلِ سَائِرةْ

مَرتْ طيورٌ مِنْ هُنا
لنا تُنشدُ ,
أنَّ الحقولَ الصُفر هذهِ غادِرةْ

لَوْ يَعْرِفون مَرَارَةَ الجوعِ,
الذي بلعَ السَنابلَ والطيورَ الكاسِرةْ
لَوْ يعرفونَ نوارساً
غَرِقَتْ
وما عبْنَا النوارسَ قبْلنا,
ومكابرةْ
طَارتْ إلى عُمقِ الضبابِ لتختفي
وتظنًّ أنَّ الحُلمَ يكفي الثائِرة

غرِقتْ,
ولَمْ تسعْ الشواطى ظلّها
وصغارها انتظرتْ ومَاتتْ ضَامرة

إنْ كانَ أَهْلُ الحقلِ قد نَصَبوا لنا,
بَعضَ الشِباكِ فكلُّ موتٍ طائِرة

كنَّا ثلاثينَ انتصاراً, حلَّقوا
ويعيشُ منَّا الآن خُمسُ الخَاسِرة
وكما ترى
ريشي طويلٌ غيرهنَّ,
وإن أردتُ الخفقَ مثلك قادِرة
فلكمْ خفقتُ وكمْ بسطتُ,
وكمْ قبضتُ وكمْ صَفقتُ,
وكمْ هبطتُ بهاجرة

فأنا التى مَنْ قَدْ تبقى ريشها
لا تحسبنِّي بينهنَّ النادرة

وأنا التي
إنْ جاءَ صيّادُ الندامةِ يهربوا
فيطير خلفي أناورهْ

فيظنُّ إني وحيدةً
فيعود يسألُ نفسهُ
ولكمْ رَمَاني مُحاذِرَةْ
ولكم ظننتُ رصاصةً,
زَفَّتْ بجنبي مُصيبةً حُلمي
بقلبي مُباشِرَةْ
فأظلُّ أبكِ,
بعدما أرى في شُعاعِ الشمسِ بَعضَ الطَيرِ,
تَغْدو مُسافِرَةْ
ولئنْ بقيت ليسألوني عن اليمامِ أُجيبهمْ
(إنَّ الطيورَ مُهاجرة)




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !