المقهي هو النادي والمنتدي الذي يجمع الأصدقاء ربما لأنه لا يوجد سواه وربما لأنه أرخص مكان ممكن قضاء وقت طويل فيه بأقل تكاليف وفي المقهي تجتمع الشلل وتتجمع ربما لممارسه العاب النرد التي أدمنوها بل أن الكثير من جولاتهم ونزالهم تكون في صوره مراهنات حتي يكتسب اللعب سخونه وتركيز وإنتباه كافي .. وربما تجتمع شلل أخري لتدخين الشيشه والحَكي والنميمه وربما يجتمع البعض لأشياء أخري .. وهكذا
وشلتنا هذه من هذا النوع الذي يجتمع في المقهي يوميا بعد صلاه العشاء وحتي يقفل المقهي أبوابه يدخنون الشيشه ويتسامرون ويتبادلون النكات وغالبا ما ينِمون ولكن أي نميمه تحديدا ..
غالبيه هذه النوعيه من الشلل تكون نميمتهم مُنحصره في الأمور والأحداث الجنسيه الدائره من حولهم مثل فلانه إتطلقت وعلانه إتجوزت وفلان لم تعد الفياجرا تجدي معه وعلان لا يعرف شيئا عما يدور في بيته وهكذا ..
وهذه النوعيه من الأحاديث كثيرا ما تدفع البعض منهم الي محاوله جذب إنتباه الآخرين وإمساك دفه الحديث بمفرده كتعويض لعُقد نقص بداخله والسبيل الوحيد لذلك هو حَكي حكاياته ومغامراته وغزواته في عالم النساء بل والشرح الدقيق لكيفيه "إصطياد" المرأه وأيضا شرح مستفيض للممارسه نفسها معها وهذا يعد من أكثر الأشياء جذبا للإنتباه في مثل هذه النوعيه من الشلل وغالبا ما تكون تلك الأساطير وهميه من نسج الخيال ..
ووسط دخان الشيشه المتصاعد من أفواه وأنوف الجالسين في إحدي هذه الشلل دار الحديث التالي :-
أحمد : هل تعرفوا سبب غيابي عن المقهي يوم أمس
حسن : أكيد مصيبه
أحمد : مصيبه ولكن G L
إبراهيم : إحكي يا روميو ما الذي حدث
أحمد : “موززة" ولكن صاروخ ولم يسبق لأحد أن لمسها أو عَلِّم عليها أخوكم بعد عناء شديد تمكن منها وبالأمس فقط دخلت "الغواصه" ولم تخرج الا بعد …
ها ها ها .. ضحكات عاليه من الشله كلها شجعت أحمد علي الإنتشاء والإستمرار فالكل مصغي ومنتبه له ويريد التفاصيل ..
مدحت : إحكي وخلصنا .. إنت حا تحكي بالتقسيط
أحمد : بعد سحب نفس طويل من الشيشه ومع الزفير لمعت عيناه وبدأ يحكي كيف أنه ومنذ فتره طويله يحاول معها ولكنها كانت ترفض تماما .. فهي متزوجه وتخشي أن يعرف أي أحد بالأمر وتصبح كارثه لها ..
وكيف وأنه وبعد شهور إستطاع التحدث معها وكسب ثقتها ثم بعد ذلك طلب مقابلتها ولكنها كانت تتمنع وأخيرا بالأمس جائت ودخلت الغواصه ..
مدحت : نحن نريد أن نعرف ما الذي حدث في الغواصه لحظه بلحظه
وبدأ أحمد في سرد التفاصيل الدقيقه للغزوه وأثناء السرد خرجت من فم تامر صفاره وقال عده عبارات غزل فإلتفت الجمع حيث جهه نظر تامر فإذا بإمرأه ملفوفه القوام جميله شاء حظها العاثر أن تمر من أمام المقهي متجهه الي المخبز القريب لشراء خبز لأطفالها دون أن تدري ما الذي تخبئه لها الأقدار ..
فسارع أحمد بحركه خبيثه بلكز تامر آمرا له بالصمت فالتفت الجمع الي أحمد يسألونه
من هي ؟
فأومأ أحمد بحركه خبيثه بما يعني أنها هي التي كان يحكي عنها ..
وهنا ثار الجمع كله متعجبين مهنئين بهذا النصر المبين وسط تباهي وإفتخار أحمد ..
ودارت الجلسه كلها في الحديث عن هذه المرأه وقدراتها السريريه حتي حان موعد إغلاق المقهي فقام الجميع مودعين بعضهم البعض وإنصرف كل منهم الي منزله ..
وإنصرف أحمد برفقه تامر حيث أنهما جيران وفي الطريق سأل تامر أحمد ..
تامر : أين تسكن هذه المرأه ؟
أحمد : أنت صدقت .. يا أهبل هذا كله كلام مقاهي وفض مجالس فقط
تامر : والله طريقه كلامك جعلتني أصدق وأعتقد أنه حقيقي ..
أحمد : ياريت كان حقيقي
وإنتهي الأمر وإنتهي الحديث وإنتهت الليله وخلد أحمد الي فراشه لينام قرير العين إستعدادا لغد جديد وحكايه جديده ولكن ..
هل إنتهي الأمر بالنسبه لهذه المرأه والتي لا تدري عن الأمر شيئا بعد أن إعتقد كل أفراد الشله أنها علي علاقه بصديقهم أحمد وأنها قد أصبحت إمرأه سيئه السمعه ودون أن تدري أو تقترف شيئا ؟؟؟
مجدي المصري
التعليقات (0)