علي جبار عطية
يتفننبعضهم في قلب امثال وابيات شائعة ربما لجذب القارئ او السامع او لتحقيق غاية بلاغية ومن ذلك قلب شطر بيت المتنبي ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) ليصبح في حلته الجديدة (فوائد قوم عند قوم مصائب)! وفوجئت باحد الاصدقاء وهو يضيف كلمات الى قول مشهور ليصبح مقلوباً بطريقة مضحكة حقاً اذ انه بفكاهة يحسد عليها قال (وراء كل رجل عظيم امرأة تتحين الفرصة لتطعنه من الخلف) .!
ومن الامثال التي لفتت انتباهي قبل ايام وجعلتني اضرب اسداساً في اخماس مثل صرفه سائق سيارة (كيا) عن معناه وقد كلف احد المصممين باظهاره بخط الرقعة ووضعه على النافذة الخلفية لسيارته اذ يقول (الف عدو ولا صاحب نذل) !
اقول : لعله لاقى موقفاً سلبياً من بعض الاصحاب جعله يقلب المثل الشائع (الف صديق ولا عدو واحد) الى ماصار عليه من نتيجة مؤسفة !
وعموماً فان الامثال والحكم هي نتائج خبرات اجيال ولم تأت من تجربة شخصية واحدة بل ان شيوعها يدل على تكرارها ولكن هذا لا يعطيها القداسة والثبات فهي ليست نصاً مقدساً ماخوذاً من كتاب مقدس وان كان يتفق في بعض الاحيان ان يتشابه معنى المثل مع اية في التوراة والانجيل والقرآن ولكن في العموم تظل تجربة المثل شخصية بشرية قد تكون فيها الحكمة واقعية وهي اقرب الى الصواب البشري على وفق امكانات بني ادم ونظرتهم الى الحياة واكتشافاتهم وهم يخوضون معترك هذه الدنيا العجيبة .
كنت اتأمل في هذه الفكرة واذا بي اسمع رجلاً يقول لصاحبه : (الفقر ليس عيباً) واردت ان ارد عليه واقول ان هذا المفهوم خاطئ تماماً فنحن نعيش في عصر الحواسم ولا مجال فيه للتحذلق والمثاليات الفارغة لكني استدركت الامر واثرت السكوت فربما كان صاحبنا يقصد العكس !!
التعليقات (0)