مواضيع اليوم

امتياز داركر ..شاعرة باكستان التقدمية

فريد دولتي

2009-07-22 03:20:48

0


بطاقات بريدية الي الله

نعم ، أنا أشعر بأني زائر ،
سائح في هذا العالم
هل خلقت لمرة واحدة. ..حائر
اعرف ان الاول نادرا ما يتحدث
إلا... ليسأل اين الطريق
فقدت الثقة بالمترجمين
تعبت من الثرثرة
ولا جواب وترفض ان ترفع الستائر
أخطو نحو طريق متميز
ابحث عن معالم
لوعد من الماضي لربما زائل


هنا ، في هذا المكان الغريب
في الوقت الضائع
انا لست سوى فضاء
أحيانا لابد له ان يكون حيز.
مشاهد تغزوني.
صورةعلى بطاقة بريدية تطوي فراغا لوجهي
تطالب ختمها وإرسالها

عزيزي. . .
من أنا اسالك؟
أعتقد بأنني قد أخطاءت العنوان
ولكني لا زال ، أشعر بالحاجة
في الكتابة اليك
فانا بحاجة لرفع الحواجز
ضد خوفي الثائر

تعيش امتياز (1954 --) بعاطفة المتمردين من دون خوف من التراجع او الفشل. كثافة الإنجاز الشعري وبلاغة حياتها صعقت الذكور الشوفينيون وجعلت الروح المعنوية ، للاناث ترتفع، ليس فقط في الحياة الاجتماعية والثقافية والتقاليد الدينية داخل المجتمعات الاسلامية ولكن أيضا خارجها. وهذا هو السبب الذي جعل حياتها في صراع فالشعر وجه لها لائحة اتهام كبيرة من قبل قامعي الحرية والكرامة وحاملي لواء الكراهية ،وعدم الاحترام لحياة المرأة.

امتياز تؤكد بأن قناعات المجتمع الثقافية والاجتماعية والدينية،هي بمثابة قيود مفروضة على النساء سلبتهن جميع إمكانياتهن ليست فقط الجسدية والعقلية وإنما أيضا الحطام النفسي عبر سنوات العمر.

امتياز عاشت تجارب كانت بصدق فيها مثالا لشجاعة الاداء، من خلال المناداة بالمساواة بين الجنسين ،بالاضافة الي الاهتمامات الانسانية المصاحبة بالالم والمعاناة..والتعاطف،هي احتجت في صمت ضيق ، في حين ان انفجارها قد دوى في كل مكان،فقد تمردت على اولياء الديانة ، وحراس الثقافة البيروقراطيين ، والسياسين التافهين ، ليشكل هذا التمرد جوهر وروح وأسلوب لحياتها اليومية، موقعة عقد مع نفسهاعنوانه التأثير على الجميع.

امتياز تنتمي الي جيل النساء الشاعرات بعد مرحلة الاستقلال اللائى قدمن ضمانات مقنعة بأن الشعر الهندي باللغة الانجليزية هو الافضل للعالمية. من بين هؤلاء..جيل الشعراء ، نجد كامله داس ، ميلاني سيلغاردو،سوجاتا بهات ، إيونيس د دي سوزا ،مامتا كاليا،تارا باتيل..الخ ، هن لم يقتصر اهتمامهن فقط على مواضيع الشعر الهندية الانجليزية،ولكن ايضا المحاولة في اظهار صور للكلمات البسيطة والجدية والموحية للالم والعذاب المصاحب للتهيج والهزل عبر موسيقى تتم تلاوتها بملاحظات وافكار وعلامات بدون ادعاء.

شعر امتيازاستجابة ومعايشة لتجارب دراما الحياة اليومية لعنصر شدة الألم الناتج عن محاولة تحمل الخنق والقمع ,والذي يتم تفريغه عن طريق منفذ الغريزة بقدرات ابداعية.

كتابة الشعر من قبل المرأة الهندية ليست ظاهرة جديدة في الأدب. "فالمرأة في الهند كتبت الشعر منذ حوالي 1000 سنة قبل الميلاد على مواضيع دينية وعلمانية, فانفعال المرأة وعاطفيتها تشكلان طاقة تجعلها ذو ميل للتعبير الشعري ، على شكل باقات منسقة من الطبيعة لها زهور واغصان مرتبة ،واعدة ،وافرة بالوعد والعفوية. صوت الأنثى موهبة الهية موسيقية مع وئام في الإبداع ،فاصوات الاناث في الاوركسترا اكثر سحرا من الذكور الذين يفقون النساء تقريبا في الاحساس.


هي تعتبر نفسها اسكتلندية كالفينية مسلمة وشعرها هو التقاء للثقافات الثلاث. وهو يعكس ويصور باهتمام بالغ الحساسية والفهم الثاقب ، والاستجابة لهذه الثقافات الثلاث. عن طريق الصدق في التعامل مع القضايا الاجتماعية والثقافية والدينية وجعلها على قدم المساواة مع الرقة والحنان التي تصدح بها كأنه حرير مسترسل ،ننظر عبره الي أخطاءنا، يوقظ لنا ضمائرنا عبر أغاني من الحياة اليومية للنساء، رافضة فيها القواعد والأحكام والعقوبات المنصوص عليها في المجتمع الأبوي السلطوي. إنها تقدم تصور للحظات عابرة وافكار مع لمسة فنية نادرة للقلب والروح والعقل والروح والجسد والفكر ، مرتبطين بشكل متكامل مع النسيج الهش للحياة.

امتياز تخلق للقارئ مفاجاة. بروعة و بساطة أسلوبها,الذي يعطي لها وجود لا يضاهى في قصائدها الرائعة،بتعليق لاذع ورومانسية ساحرة،ترفع المعنويات لنساء الف ليلة وليلة.

امتياز تقول انه من الواضح أن الحجاب كان ضروريا في بداية الإسلام عندما كانت الاضطرابات والصراعات الاجتماعية تمزق الدول. فصار حجاب المرأة يضمن السلامة لها، بعد ذلك رمزا رمزا للمكانة العالية.

ولكن اليوم ، الحجاب يعتبر انتهاكا صارخا للحقوق الأساسية والحريات وكرامة المرأة. فالحجاب يعامل باعتباره رمزا لقمع المرأة بالاضافة الي انه يدمر شحصيتها...في احد قصائدها قالت...

في يوم من الأيام قالوا
كانت تبلغ من العمر ما يكفي لمعرفة بعض الخجل
فليكن حجابها هو الامان

ظلم النساء ، جعلها تكتب قصائد تحارب وحشية وسذاجة المجتمعات المحافظة حسب رايها ، خاصة بعد حادثة المرأة الشابة التي قتلت بطريقة وحشية عبر اطلاق الرصاص عليها في مكتب محاميها في لاهور في العام 1999.جريمتها الوحيدة انها طلبت الطلاق،وسجلت الجريمة تحت بند الشرف ...

أخيرا أنا اقلع معطفي
معطفا اسود من هذا البلد
هذا المعطف الاسود ..رمز البلد
لا اريد لنفسي ان اموت بهذا اللغم
اقسم اني لم اومن يوما بالحجاب
الذي اخدني على غدر
اغلق فمي
وقدمني للذكور هدية

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !