مواضيع اليوم

امتحان 20 فبراير

ayoub rafik

2011-02-18 20:44:17

0

امتحان 20 فبراير
18/02/2011
Bachir700@gmail.com

قد يحتار محلل وهو يشاهد كل هذا الحراك في العالم العربي في الأيام الأخيرة، فمن ثورتي تونس ومصر اللتان أسقطتا رموز النظامين السابقين، استلهمت، أو أرادت أن تستلهم، جل الشعوب العربية نتائجهما وهو ما نعيشه في حراك اليمن وليبيا والجزائر والعراق واللائحة طويلة.
فالقاسم المشترك بين كل هذه التحركات هو البدء بمطالب اجتماعية ومعيشية محضة وتنتهي في يوم أو يومين إلى المناداة بتنحي رأس النظام.
ولا يختلف اثنان في أن لكلا الطرفين، النظام والشعوب الثائرة، أخطاء لو لم ترتكب ما كانت ألأمور لتسير إلى ما سارت إليه من سقوط لأرواح وتخريب للممتلكات ...

أخطاء الأنظمة في التعامل مع الاحتجاجات
ومعلوم أن كل الدساتير والقوانين الدولية تبيح حق التظاهر السلمي، لكن وللأسف، تحدث انفلاتات من هنا وهناك لا يتم فيها ضبط النفس فيضطر أفراد الأمن والجيش إلى إطلاق النار فتحدث الكارثة، وفي بعض الدول العربية التي شهدت حراكا لم تعهده منذ عقود (ليبيا والبحرين مثلا) يعتقد القائمون على هذه الدول أن الشعوب كلها موالية للأنظمة من أصغر رضيع إلى أكبر شيخ هرم، ولا فائدة من وجود معارضة، وهو ما تفاجئ به النظام الليبي حينما خرجت الجماهير في مدينة بنغازي والبيضاء تطالب بتنحيه ، وهو الذي كان ولا يزال يغدق عليهم ألأموال من عائدات النفط الليبي في محاولة لكسب تأييدهم إلى الأبد.
وفي البحرين ، هذه الجزيرة التي بالكاد تراها موقعها على الخريطة، أخفق النظام في التعامل مع مطالب الشارع وأطلق رجال الأمن الرصاص على المتظاهرين الذين طالبوا بإصلاحات دستورية وبتعددية سياسية.
ومن أخطاء الأنظمة عامة عدم التنبؤ باحتمال وقوع هذه المظاهرات بالحجم والكيف، وعدم تنبؤ سقف مطالب الشارع، إضافة إلى البطء والتلكؤ في تسريع وتيرة تلبية هذه المطالب، وإعمال جانب القمع على عوض الحوار.

أخطاء الجماهير في تدبير الاحتجاجات
يمكن القول أن شرعية المناداة بالإصلاحات السياسية والدستورية، وحتى المطالبة برؤوس الأنظمة الفاسدة،لا يبرر بأي حال من الأحوال اللجوء إلى العنف ضد رجال الأمن المسلحين أو رميهم بالحجارة والزجاجات الحارقة أو استهداف المباني الحكومية والخاصة، أو استغلال حالة الانفلات الأمني باللجوء إلى النهب والسرقة الممتلكات واقتحام السجون، لأن ذلك يبرر لجوء ألأمن إلى استعمال السلاح وتسقط معه ضحايا في الأرواح، ولكافة الشعوب العربية المثال في الثورة المصرية، رغم أخطائها وعيوبها، فقد كان موقف الجيش حكيما ولم تسجل عليه ولو إطلاق رصاصة واحدة بعد انسحاب قوى الأمن من الميدان طبعا.

20 فبراير.. يوم امتحان للمغاربة
وحتى لا تنزلق الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، ونسقط في ما سقطت فيه شعوب أخرى وهي تثور ضد الفساد والمفسدين، وحتى لا تراق دماء المغاربة في أو تحرق مبان أو تنهب ممتلكات، وجب أخذ الحيطة والحذر من كلا الطرفين، رجال الأمن والمتظاهرين، وتغليب مصلحة الوطن والمواطنين، وللأمن المغربي تجربة ناجحة في التعامل مع المعتصمين تمثلت في عدم استعمال السلاح أثناء تنظيم وبعد تفكيك مخيم "أكديم إزيك" شرق مدينة العيون وما تلا ذلك من أحداث التخريب والنهب بذات المدينة، رغم محاولات جر الأمن إلى استخدام القوة والسلاح إلا أن آثر عدم استعماله لما لتبعاته من حساسية سياسية في منطقة الصحراء، وهي ذات المنهجية التي وجب استحضارها يوم 20 فبراير وما يليه من تظاهرات.
كما أهيب بالمتظاهرين الصبر وعدم الانجرار نحو الاستفزاز والاستفزاز المضاد، مع احترام الوعد الذي قطعوه على أنفسهم بأن تكون المظاهرات سلمية وخالية من أحداث عنف.
ولمالا نعطي، نحن المغاربة، مثالا على روح وحيوية الشعب المغربي، ونسجل تجربة فريدة أخرى كما سجلها آخرون من قبلنا.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات