الموضوع ليس جديدا فقد طرح مرات عدة في هذا المنتدى أو غيره ، حتى أصبح الامتحان الوزاري لمبحث الرياضيات للصف الرابع هاجسا يقض مضاجع الأهل ، وهو أشبه بكابوس يلاحق الطلبة منذ بداية العام الدراسي ، وهذا ما سمعته من ابنتي في بداية العام الدراسي الجاري عندما قالت : ( بقولوا السنة في امتحان وزاري صعب صعب صعب ) . هونت على ابنتي رغم سماعي لشكاوي الأهل في السنتين السابقتين ، وقلت لها لا شيء يصعب على الطالب المجتهد … وبدأ العام .
وعندما حل موسم الامتحانات في نهاية الفصل الأول ، وحان موعد الوزاري استعدت ابنتي للامتحان جيدا وذهبت إلى المدرسة بثقة لأنها مجتهدة ، ولكن فوجئت بورقة في غاية الصعوبة، حاولت حلّ الألغاز الرياضية وعندما أدركها الوقت بكت لعدم قدرتها على إكمال الامتحان ، ثم عادت إلى البيت محبطة فقد تبين لها أنها غير مجتهدة .
حاولت إرضائها ، وهان الأمر عليها عندما وجدت نفسها الأولى بين زميلاتها ، علما بأنني شككت بقدرات ابنتي ، وأعدت النظر في أسلوب دراستها في الفصل الثاني ، وتابعت معها المبحث أولا بأول ، واختبرتها مرات عديدة قبيل الامتحان النهائي ، وقد طبعت لها كل ما نشر على الشبكة من نماذج لأسئلة واختبارات في الرياضيات للصف الرابع، وكان من بينها الملف المنشور في المنتدى من إعداد دائرة القياس والتقويم في الوزارة ، وذهبت للامتحان وكلي ثقة بفهمها للمنهاج، ولكن عندما رأيت الأسئلة صدمت بمستواها وتمنيت لها النجاح فحسب ، وسارعت للاتصال بها عند عودتها للبيت كي لا تصاب بصدمة جديدة .
فما سرّ هذه الأسئلة ؟
وما قصد الوزارة من تعقيدها ؟
أهو تحد للطالب أم المدرس ؟
أم هي سياسة ممنهجة لإحباط الطلبة ، والتشكيك بقدراتهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مئات الأسئلة التي تشغلني كأم حريصة على مستقبل ابنتها ، وتشغلني كمعلمة اطلعت على المنهاج، وتم تزويدها بعشرات البنود التي يجب توافرها في ورقة الاختبار، فأين الوزارة من ذلك ؟
حقيقة الامتحان :
سأضع بين يدي الأهل جملة من الأسباب التي كانت سببا في إخفاق أبنائهم في الاختبار ومنها :
1. الطالب غير معتاد على الامتحانات فهذه هي السنة الأولى التي يمتحن فيها .
2. الامتحان لا يراعي التوزيع النسبي للمهارات التي اكتسبها الطالب .
3. الامتحان لا يراعي المرحلة العمرية للطالب .
4. الامتحان لم يبن على جدول المواصفات .
5. عدد أوراق الامتحان كثيرة مما يربك الطالب وخاصة عند تسلمها ورقة ورقة .
6. تم تحديد الوقت في بداية الامتحان بستين دقيقة ، علما بأن تسلم وترتيب أوراقه الكثيرة يتطلب خمس عشرة دقيقة ، وزمن الإجابة يستغرق ساعتين نظرا لطبيعة الأسئلة.
أسباب عديدة تربك أبناءنا ، وتعرضهم لتجربة قاسية لا تراعي براءتهم ، وقد تترك فيهم عقدة نفسية من هذا المبحث في المستقبل ، أو قد تسهم في انخفاض تقدير الذات لديهم سيما بعد ما يلاقيه البعض من التعنيف من الأهل بسبب الرسوب في الامتحان .
وعليه فإنني أدعو الوزارة باسم أولياء الأمور جميعا لإعادة النظر في سياستها في اختبار هذا المبحث ، أو تكليف لجنة مطلعة على المنهاج من الميدان لوضع أسئلة تتناسب مع المنهاج والطلبة وجدول المواصفات ، وإلا فلن يسعنا سوى مقاطعة مثل هذه الاختبارات حفاظا على مستقبل أبنائنا، وصحتهم النفسية .
التعليقات (0)