لاتزال بعض الاحزاب في العراق ومنها احزاب الئتلاف الحاكم تصر على لفظة الاسلامي في اسمائها للتعبير عن توجهاتها ولتنأى بنفسها امام اللذين تستهويهم هذه الكلمة عن الاحزاب العلمانية الكافرة برأيهم . ولو نضرنا الى احزاب مثل الدعوة بشقيه والمجلس الاعلى والاسلامي العراقي وحتى التيار الصدري فسنجد ان هذه الاحزاب هي اللتي اهدرت مليارات الدولارات في الاربع سنوات الماضية باعتبارها كانت مسيطرة على مجالس المحافظات كليا خلالها , فمن اذا اللذي سرق المال العام الاسلاميون ام العلمانيون ؟. الجواب الجميع يفعل .
يعيب الاسلاميون على الاحزاب العلمانية العربية اللتي يصفونها بالكافرة بأنهم لايؤمنون بتطبيق الشريعة في بلدانهم ! .اوليس هذه الاحزاب الرئيسة بالاضافة الى الاسلاميين الصغار هم من اقروا دستور العراق الجديد ؟. فهل دستور العراق الجديد (اللذي ينص على ان الأسلام ليس هو المصدر الوحيد للتشريع ) اسلاميا ؟. الجواب لا .
اوليس الاسلام دين التسامح والقانون يحرم التعذيب والقتل دون محاكمات ؟ فما بال سجون حكومة ائتلاف الاحزاب الاسلامية اللا انسانية حسب منظمات حقوق الانسان تعج بالموقوفين لمدد لايعرفها الا الله دون محاكمات , ومابال مناظر التعذيب الوحشية تتوالى ومنها اللتي خرجت من ملجأ الجادرية وسجون الكاظمية ومنها الجثث اللتي تلقى في الشوارع الى الان واللتي اتضح ان اكثرها يلقيه منتسبوا الشرطة او حمايات نواب البرلمان ومنها صورة ابن عم المالكي وهو يكسر يد منتظر الزيدي امام كامرات العالم وامام المالكي الاسلامي اللذي لم يمنعه ؟. فما الفرق اذا بين هذه اللاحزاب الاسلامية والاحزاب العلمانية (الكافرة)؟. الجواب لافرق .
اوليس هذه الاحزاب الاسلامية اللتي تتكون منها الاكثرية المطلقة في البرلمان واللتي يتبجحون بها هي اللتي اقرت المعاهدات الامنية مع من تذكرهم ادبياتهم صباح مساء بأعداء الله ؟. اوليس مرجعية المجلس الاعلى الى السيد الخامنئي اللذي يسمي امريكا بالشيطان الاكبر؟ اوليس مرجعية الدعوة والصدريين والفضيلة وغيرهم الى النجف اللتي يرفض مراجعها استقبال اي رمز من رموز الاحتلال ؟ اوليس الاسلامي العراقي مرجعيته الى علماء السنة ورجال الدين الكبار اللذين يرفضون الاحتلال في خطبهم ؟. ثم اليس كل هذه الاحزاب الاسلامية تتحالف مع احزاب يسارية وعلمانية وقومية مخالفة للاسلام حسب ادبياتهم مثل الحزبين الكرديين ؟. فما الفرق اذا في ممارسات الاحزاب الاسلامية عن غيرها ؟ الاجابة لافرق .
فكفى ضحكا على الذقون اذا ولنرفع لفظ الاسلامية من اسماء الاحزاب رجاء الا اذا اثبتنا اننا كذلك .
يقال ان رئيس وزراء بريطانيا السابق الشهير ونستون تشرشل خرج يوما من (10 داوننغ ستريت ) وكان الوقت وقت انتخابات , فوجد ان احد المرشحين رفع اعلانا في الشارع يقول فيه انتخبوني انا السياسي الشريف . فقال تشرشل لمن حوله ان هذا الرجل اكبر كاذب رأيته في حياتي , فسالوه ولماذا ؟ فاجاب ان المرء اما ان يكون سياسيا واما ان يكون شريف !!.
واللبيب بالأشارة يفهم .
التعليقات (0)