عندما يدخل اثنان في نقاش .. يجب ان يسأل ماذا يريد الطرفان من النقاش؟ الجواب البديهي هو معرفة الحقيقة .. ولكن عندما يكون احد المتدينين وخصوصا المسلمين احد اطراف هذا النقاش، تكون غايته ليست كذلك، بل الدفاع عن الدين باي طريقة من الطرق حتى لو اضطرهم ان يقتلوا الذي يتناقش معهم!!!!
نعم يعلنوها اكثر من مرة .. نحن غرضنا التصدي والدفاع عن الدين ..
ولو اتيتهم بكافة البراهين التي تثبت تناقض دينهم .. لن يقتنعوا .. وبعد ان يصابوا بالفشل .. يتهموك بالعناد والمكابرة ويديرون وجوههم وكانما هم المنتصرون.
لا نستغرب هذا من كافة المسلمين الذين عاشوا في دول منغلقة احادية الجانب كالدول الاسلامية والعربية ..
في المدارس لم يعلمونا مناقشة القرآن، بل علمونا حفظ القرآن!
لن يكون المسلم عادلا في نقاشه للقرآن، والسبب هو انه ينظر له بقدسية ورهبة، وهذا ما يجعل نقاشه عقيما غير ذي فائدة.
المشكلة الكبرى التي تواجهنا عندما نناقش المسلمين هي انهم يستشهدون لنا بالقرآن نفسه وهذا لا يجوز فلا يمكن لك ان تقنعني بصحة شيء بالاعتماد على الشيء نفسه الذي لا اعترفه به اصلا. تقول لهم هذا، ولكن دون جدوى، لانهم مجبولون على ذلك.
يتصور معظم المسلمين ان مسالة نقاش القرآن قد فرغ منها في وقتها وانتهى الامر ...
(افلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثير) الاية 82 من سورة النساء
لا نعلم ان كان هناك من ناقش الرسول في ذلك .. ولا نعرف نتائج هذه النقاشات والى اين انتهت، والسبب هو ان تاريخنا تأريخ سماعي وليس مكتوبا ولم تتم كتابته الا بعد مرور 120 عاما على وفاة الرسول، وكان اول من فعل هذا هو ابن اسحق، وبدعم من الخليفة العباسي ابي جعفر المنصور، لهذا فتاريخنا كله مشكك به لانه خضع لامور سياسية وعقائدية مختلفة ولا يمكن التعويل عليه، ولا اعتقد ان ابن اسحق وغيره، كان سينقل لنا امور النقاش هذه، فيما لو كانت ليست في صالح الاسلام والمسلمين. ومع هذا نقول: لو فرضنا ان احدا لم يستطع ان يجد اختلافا في القرآن في زمن الرسول، فهذا لا يعني ان القرآن صحيح، لان الزمن لم ينته بعد، فالزمن اليوم غيره قبل 1400 عام، فلقد ملكنا من الامكانات والادوات ما لم يملكه الاولون، والنقاش مفتوح ولا يمكن اغلاقه.
نحن بالفعل توصلنا الى ايجاد تناقضات كبيرة في القرآن بسبب ما توصلنا له من علم، فلقد اثبتنا ان الارض ليست مسطحة كما قال القرآن (والارض بعد ذلك دحاها) النازعات 30. وكذلك علمنا ان الشمس لا تغرب كما صورها القرآن (حتى اذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ...) الكهف 86. ومراحل تكون الجنين في القرآن تتناقض ايضا مع العلم ففي القرآن جاء (ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم انشاناه خلقا اخر فتبارك الله احسن الخالقين) المؤمنون 14، فلقد اثبت العلم الحديث على سبيل المثال ان العظام واللحم تتكونان سوية وليس العظام قبل اللحم كما جاء في القرآن ... الامثلة كثيرة ونحن الان لسنا لنستعرضها بل لاعطاء مثل على عدم جدوى النقاش مع المسلمين.
في احد نقاشاتي من احد الذين يطلقون على انفسهم (قرآنيين)، شخص اتهمني بالغباء وعدم الفهم.
ادعى هذا الشخص ان جميع الانبياء مسلمون!!!
رغم انني لا اعترف بالانبياء، ولكن هو يعترف، طالبته بان ياتيني، بدليل على صحة كلامه خارج اطار القرآن ورضيت بان يكون هذا الدليل من التوراة والانجيل.
دخل في النقاش بعض العينات من التي اشرت لها اعلاه، مستغربين ان اطلب منه دليل من التوراة والانجيل وانا لا اؤمن بهما!!!!
لن استغرب هذا التصرف منهم، لانهم لا يعلمون اساليب النقاش.
فالنقاش يكون كالاتي
الذي لا يؤمن بالقرآن والتوراة والانجيل .. لا يمكن ان تناقشه بالاعتماد على هذه الكتب، بل الاعتماد على اشياء يؤمن بها هو كالعقل والمنطق والعلم.
ولكن من يؤمن بهذه الكتب، يمكنك مناقشته بها جميعا لانه يؤمن بها جميعها، اضافة الى العقل والمنطق والعلم لانه يعترف بهم ايضا.
هل يؤمن المسلمون بالتوراة والانجيل؟
هذه من التناقضات الواضحة عند المسلمين، كيف؟
من الامور المسلم بها ان القرآن يعترف بان التوراة والانجيل هي كتب سماوية نزلت من عند الله.
ولكن المسلمين يدعون ان التوراة والانجيل محرفتان!!!!
وفي الوقت ذاته يقولون ان القرآن غير محرف!!!!!
السؤال الان:
فيما لو اعتبرنا ان التوراة والانجيل محرفتان، هل كان بامكان (الله) حفظهما من التحريف؟
اذا كان الجواب لا .. وما ادرانا ان لم يكن القرآن محرف ايضا، فهو لم ينزل مطبوعا بل نقل عن جبرائيل الى النبي الذي لا يعرف القراءة والكتابة الى اناس حفظوه ثم كتبوه وتم جمعه وكتابته بعد 13 عاما على وفاة الرسول وحدث لغط كبير على جمعه وتم احراق مصاحف وابقاء مصاحف والقصة معروفة للكثير؟
اما اذا كان الجواب نعم، لماذا لم يحفظهما؟؟؟
هل يعقل ان يحفظ الله بعض كتبه ويترك غيرها عرضة للتحريف؟
هذا التناقض نحتاج لعقل ومنطق للاجابة عليه وليس عاطفة
التعليقات (0)