مواضيع اليوم

اما آن الاوان للنهوض بلغتنا العربية ؟

محسن الندوي

2012-12-22 19:48:26

0

 

اما آن الاوان للنهوض بلغتنا العربية ؟




 

محسن الندوي
باحث في العلاقات الدولية

خلدت منظمة اليونسكو للتربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء18 دجنبر 2012٬ لأول مرة اليوم العالمي للغة العربية٬ تقديرا لإحدى اللغات الأكثر انتشارا في العالم واعترافا بإسهامها في التنوع الثقافي والنهوض بقيم السلم. و يصادف هذا التاريخ اليوم الذي أقرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة، منذ 39 سنة إدراج لسان العرب بين اللغات الرسمية و لغات العمل في الأمم المتحدة.
حيث جاءت كلمة السيدة إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو بهذه المناسبة العالمية كانت معبرة حينما قالت:"ويمثل اليوم العالمي للغة العربية مناسبة للاحتفال بلغة 22 دولة من الدول الأعضاء في اليونسكو، التي ينطق بها أكثر من 422 مليون إنسان في العالم العربي والتي يستخدمها أكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين في العالم.
كما أن الاحتفال باللغة العربية يتيح إبراز ما قدمه كتّاب هذه اللغة وعلماؤها وفنانوها من إسهام في الثقافة العالمية. فالمؤلفون الذين كانوا يكتبون باللغة العربية هم الذين أتاحوا نقل المعارف الإغريقية إلى اللغة اللاتينية التي كانت مستخدمة في الغرب خلال القرون الوسطى، وأقاموا بذلك صلات دائمة لا يمكن قطعها بين الثقافات عبر الزمان. وتندرج مؤلفات ابن رشد وابن خلدون ونجيب محفوظ في عداد أعمق مؤلفات العقل البشري، وهي لا تعبر عن كامل قوتها إلا باللغة العربية. وهذا الحب للغة والافتتان بها، اللذان يتجليان مثلاً في فن الخط وفي الشعر، بما لهما من مكانة مرموقة في الثقافة العربية، يشكلان البوتقة التي تنشأ منها أعظم الحضارات" مضيفة "وكانت قد قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 كانون الأول/ديسمبر 1973 أن تجعل من اللغة العربية لغة من اللغات الرسمية ولغات العمل. وها نحن بعد مرور أكثر من أربعين عاماً على ذلك نحتفل بقدرة اللغة العربية على جمعنا حول قيم مشتركة، وعلى بث القوة في أفكارنا وتوسيع آفاق طموحاتنا، وتسخير كل ذلك لخدمة السلام والتنمية المستدامة"
كما أكد المستشرق الفرنسي كريسيان لوشون، أثناء ندوة نظمت على هامش الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية الذي احتضنه اخيرا مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية و الثقافة و العلوم (اليونسكو) بباريس، أن اللغة العربية كانت ولازالت لغة أوروبية موضحا أنها بقيت لغة الإدارة و العلوم والآداب في إسبانيا طيلة أكثر من ستة قرون من الحكم الإسلامي. 
وأضاف الباحث أن التأثير الذي تركته العربية في اللغات الأوربية ما زال جليا حتى اليوم، منوها إلى أن معاجم تلك اللغات تحمل في طياتها أكثر من 2500 مفردة عربية في العلوم و الطب و الفلك و غيرها من المعارف و الفنون. 
وأشار الكاتب إلى أن اللغة العربية كانت شائعة الاستخدام في الامبراطورية العثمانية التي حكمت جزءا من أوروبا حتى بداية القرن العشرين. "أما اليوم"، يقول المستشرق الفرنسي، "فيوجد في أوروبا أكثر من 20 مليون شخص يتكلمون لغة الضاد".
في حين نجد أن الدول العربية على المستوى الرسمي لم تولي اهتماما كبيرا ولائقا بلغة القرآن الكريم خاصة في هذا اليوم العالمي بحيث كانت الانشطة لا تتناسب مع قيمة هذا اليوم، انما تم اصدار بيان من الأمانة العامة للجامعة العربية بهذه المناسبة جاء فيه أن الجامعة تبذل جهدا حثيثا للحفاظ على اللغة العربية ودعمها وتطويرها حفاظا على الهوية العربية، واتخذت عدة خطوات لتحقيق هذا الهدف، منها: تنفيذ مشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والمؤسسات الثقافية العربية المعنية بشؤون اللغة العربية، وإنشاء الهيئة العليا للذخيرة العربية لبنك معلومات يتضمن كل ما كتب باللغة العربية في مختلف فروع العلم والمعرفة، وكذلك تأسيس المعهد العالي العربي للترجمة بهدف النهوض بحركة الترجمة العربية على المستوى الإقليمي والدولي.

أما غالبية الدول العربية على المستوى الرسمي لم تمنح المناسبة ما يتوافق مع القيمة التاريخية والعلمية للغة العربية،
باستثناء البعض منها مثل مصر، حيث نظمت وزارة الثقافة المصرية سلسلة من الندوات والمؤتمرات والمحاضرات واللقاءات عن اللغة العربية بمشاركة كوكبة متميزة من الأدباء والكتاب والنقاد والشعراء، وبرعاية وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب. فشهدت دار الكتب المصرية اخيرا مؤتمرا بعنوان «الراهن اللغوي والهوية العربية» ناقش محاور عدة مثل: الهوية الثقافية، ومشكلات العربية وقضايا المستقبل، والعربية والحاضر العربي، وضوابط الخطاب اللغوي، والعربية بين التراث والمعاصرة، والعربية ومشكلات الترجمة للغة الفرنسية، والعربية والحوار بين الحضارات.
كما أقامت الهيئة العامة لقصور الثقافة ندوات ومحاضرات شعرية فصحي وعروضا لفرق الموسيقى العربية للقصائد التي تغني باللغة العربية، ولقاءات مع كبار الأدباء والكتاب والمفكرين، ومسابقات ثقافية، ومعارض رسوم أطفال، ومعارض كتب، بالإضافة لطباعة كتاب بعنوان «لغتنا السمحة.» ولم تغفل الهيئة تنظيم احتفاليات ثقافية بالفروع الثقافية التابعة لها بالمحافظات المصرية، تشمل أمسيات أدبية لشعراء نوادي الأدب، وتنظيم معارض الخط العربي، إضافة لعروض موسيقية لفرق الموسيقى العربية، إلى جانب ندوات عدة تناقش موضوعات متنوعة مثل: كنوز وأسرار اللغة العربية، وجماليات العربية، ودور اللغة العربية في إثراء التراث الحضاري.
بدوره، نظم المجلس الأعلى للثقافة في مصر بالتعاون مع لجنة النهوض باللغة العربية التابعة لرابطة الجامعات الإسلامية احتفالية كبري لمناقشة عدة محاور حول العربية؛ منها: الحالة اللغوية ورؤى المستقبل، واللغة العربية في التشريعات القانونية، ودور المجامع اللغوية في النهوض بالعربية
كما احتفلت وزارة الثقافة الأردنية احتفالا بيوم اللغة العربية بمشاركة نخبة من الشعراء الاردنيين بقراءات شعرية لكبار الشعراء.
والمغرب الرسمي الذي يمجّد المناسبات الفرنكفونية وغيرها لم يلق بالا لهذه المناسبة العالمية المميزة بالنسبة للأمة العربية والمغربية، خاصة وان اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم.
فباستثناء بلاغ وزارة التربية الوطنية، الذي أكد على احتفاء المؤسسات التعليمية باليوم العالمي للغة العربية من خلال تنظيم أنشطة ثقافية وتربوية موجهة إلى التلاميذ من أجل التعريف باللغة العربية وبمكانتها الوطنية والدولية، نجد باقي الوزارات في الحكومة "الاسلامية" بما فيها وزارة الثقافة ووزارة الشؤون الإسلامية وكذا المؤسسات الرسمية الاقرب الى تناول موضوع اللغة العربية لقربها من الدين كالمجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية والمؤسسات الأخرى الرسمية غائبة عن الحدث بالرغم من أن المغرب قد شارك عبر تمثيليته في تقديم مقترح تخليد الذكرى إلى اليونيسكو. لكن وطنيا ترك الأمر لبعض المبادرات المجتمعية والجمعوية للقيام بما عجز عنه سادة القرار السياسي والثقافي.

والتساؤل الذي يطرح وبإلحاح:"اما آن الاوان للنهوض بلغتنا العربية ؟"




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !