شيركو شاهين
sherkoo.shahin@yahoo.com
شباب بلا احلام ربيع بلا زهور، هذا ما كان من قول الاقدمين فالاماني والاحلام هما اساس الثورة على الحاضر لتحقيق المستقبل، ومع نهاية كل عام وبداية عام جديد ينسج العديد من الشباب خيوط احلامهم ويطرزونها بالوان زاهية مثلما يرسم الاطفال احلامهم بالطبشور على جدار الدور، البعض منها قد يتحقق والبعض الاخر قد يؤجل الى وقد يترك مع تأجليه شرخا او حزنا في قلوبهم فيحيل عليهم عامهم الجديد الى سلة مليئة ايامها بالاحباط واليأس، وحتى لايكون اليأس بديلا للامل، دعونا نتابع ولو النزر اليسير من اماني شبابنا لعل وعسى يبحث البعض في تسهيل تحقيقها؟
امانيهم للوطن اولا :-
ان يعم السلام والوئام بلادنا ويحمي الله على الدوام عراقنا من جميع العناصر الهدامة والتي تبغي ارجاع العراق الى عصور الظلام والتخلف، بهذه الامنية الجميلة بدأ الشاب (هزار باقر) امنياته مضيفا : ومناي ان يعود الامان ليعم ارجاء العراق فحينها يدب الاستقرار وتعود الابتسامة لترتسم على الوجوه والثغور المتعبة.
(امير عادل) اتمنى ان تتطهر كل النفوس من الاحقاد بقوله: اود لو تغتسل افئدة كل العراقيين من الكره مع اول ايام العام الجديد والا فان العام الجديد لن يكون فيه من الجديد شيء، ويكمل قائلا: وعلينا بعدها ان نوحد اهدافنا وان يصبح الاخاء والتوافق شعارنا وان ننبذ الطائفية والمذهبية ونصبو نحو الغايات الوطنية والا فان الايام القادمة سوف تكون عصيبة اذا ما تفرقنا وعلى الشتات امسينا.
اما (جلنار فرهاد) وهي مدرسة فتمنت ان يبقى العراق موحدا بشرط ان تنال كافة القوميات والاقليات كامل حقوقها وان يكون ذلك اساسا نبني عليه القادم من الايام، وان نكون يدا واحدة تسحق الارهاب وتقضي عليه وعلى اذياله من داخل العراق وخارجه.
وفي نفس الخصوص كان لـ (لمروان عبد المنعم) امنية يؤكد انه يدعو الله كل عام عسى ولعل الايام ان تحققها، واختصرها بجميل القول: اتمنى ان تعود بغداد كما كانت تنبض بالحياة وروح الحيوية والنشاط وان تعود شوارعها وهاجة بنور الحب ودور المعرفة والثقافة تتلأ بضياء العلم وان تعود اسواقها ومقاهيها ومطاعمها ومنتزهات اللعاب والملاهي التي طالما استمتعت بها العوائل والاطفال الصغار الى سابق عهدها بل وافضل مما كانت عليه (قولو لذلك امين).
اماني الطلبة والطالبات
طلبة العلم وشبابه من كلا الجنسين كانت لنا معهم وقفة للادلاء بدلوهم، ووسط للفيف طيب منهم استهل الطالب (محمد عمران) الكلام بقوله: امنياتي ان احقق معدلا يؤهلني لاكمال دراستي العليا في الاختصاص الذي ارغب به، هذا على صعيد امكانياتي الذاتية اما ما اتمناه للتعليم بشكل عام ( اولي او عالي) هو ان يعاد النظر باغلب المناهج الحكومية بان تصبح اكثر حداثة وتطورا بما يؤهلنا للتنافس العلمي مع اقراننا في الدول المتقدمة.
اما الطالبة ( هند عبد الله) فتقول: اتمنى دائما ان لاتذهب سنوات جهدنا في الدراسة هبا منثورا بان نفقد الامل بالتعيين بعد تخرجنا ونقف بعدها على دكة الانتظار على امل فرصة قد يضيع العمر ولاننالها.
اما الطالبة (كلاويز جمال) فتتمنى ان تتغير النظرة السطحية المرسومة في مجتمعنا على عامة النساء ، وتضييف: واتمنى كذلك ان يصبح مجتمعنا اكثر حضارية وان نسبق بقية دول الشرق في هذا المجال وان تتاح لنا مجالات الريادة الحقيقية لطموحاتنا فضلا عن بقية الطموحات الاخرى.
اما الطالب (ميران دانة) فيقول: اتمنى ان يعاد الاهتمام بقطاع الشباب وان تتحرك الدولة لتفعيل دورهم وفي الحقيقة لحد الان لم تأتي حكومة نزيهة في غاياتها بهذا الشأن.
واماني اخرى
وفي مجالات الحياة الاخرى والكسب الحر فكان لشبابها راي واماني عدة اختصرنا منها الاتي، فيقول الشاب (يوسف صبيح) وهوعامل في احد الافران: تخرجت منذ اكثر من خمسة اعوام ولحد الان لم انل فرصة تعيين، لذلك فاذا سئلتني عن ابرز اماني لهذا العالم الجديد سيكون التعيين على رأس قائمة امنياتي.
وبنفس الخصوص اضاف الشاب (هيثم سعيد) وهو يعمل في احد معامل الخياطة: انا خريج كلية هندسة قسم كيماوي ولحد الان (اركض هنا واركض هناك) لاحصل على فرصة طيبة للتوظيف، فوسائل التعيين الان معروفة فهي اما بالانتماء الى احد الاحزاب او ان (نلعب ايدنا) فان تمكنت من التعيين باعتمادي على امكانياتي العلمية والحرفية الحقيقية اكون بذلك قد حققت فعلا اماني والا فالعام القادم سيكون قاتما كالاعوام التي قبله.
وبعيدا عن هموم التعيين التي اصبحت مشكلة المشاكل والقائمة على عاتق الجميع فان اماني اخرى هنا انظمت الى البقية الباقية، فالشاب (حسن فلاح) صاحب اسواق تجارية: اتمنى ان تكون تباشير التطورات الاقتصادية التي تدعيها الدولة تكون حقيقية وليست اوهام وان يكون المواطن العراقي هو الهدف الحقيقي لهذه النهضة وليس العكس.
اما ( طه رحيم ) وهو سائق سيارةاجرة فيقول وقد ملا الغيض من واقع الحال قلبه:- والله قد مللنا الوعود والامال بمستقبل منشود فحتى مورد رزقنا نحارب اليوم عليه وسط زحمة القوانين العكسية الاثر على المواطن، فالخدمات المدنية كالكهرباء والماء والوقود والمحروقات في تراجع مستمر والوعود بدأت تنقض نفسها وبصراحة اقول اتمنى ان اهاجر اليوم قبل الغد عسى ان يكون في المجهول امل (لم يعد لي شيء ابكي عليه خلفي).
خلاصة القول
كنا مع الشباب وكانت هذه امانيهم وزهور احلامهم وهي اليوم كما في الامس امانة تعلق في اعناق كل من هو مسؤول عن مستقبلهم قبل ان تتحول الى صحراء قاحلة لانفع منها ولاعافية، فجميعنا عانينا الكثير ولكن يبقى املنا في الغد كبير، كل عام وانتم بالف خير.
نشر بتاريخ 3/1/2006
التعليقات (0)