مواضيع اليوم

امارة اسلامية في ليبيا

مصطفى عبد الجليل يستنسخ طالبان في ليبيا
تمكنت قوات الثوار ، بلحاهم ( المقملة ) أي من برؤوسهم حشرات القمل بسبب عدم النظافة ، ومن تبعهم من ( الجرذان ) حسب ما وصفهم القذافي ، من دحر فلول القوى العظمى ، بلا أدنى مقاومة ، وتمكنت تلك الثورة من الإطاحة بالإمبراطورية القذافية الكرتونية وكأنها ديكورات فيلم في الصحراء العربية ، حتى انه لم يبق اثر لتلك الديكورات ، وأصبحت أثرا بعد عين كما يقولون ، فأين ذهب الجيش صاحب الانجازات الثورية ، وأين أصبحت النظرية الثالثة التي لم تستطيع أن تغير في فكر الجماهير ولو كلمة أو موقف واحد بسيط وكأنهم كانوا ينتظرون مصطفى عبد الجليل ليأتي من بريطاني يجر خلفه- نعم يجر خلفه - قوات الحلف الأطلسي ، بقيادة أمريكية بريطانية فرنسية مدعومة بقوة عربية ..

كأنهم كانوا ينتظرون اليوم الذي يتمكنون فيه من الإطاحة بالإمبراطورية القذافية ، التي لم تتمكن من تأليف القلوب أو العقول حولها ، وليظهر تصفيقهم ومسيراتهم ومهرجاناتهم واستعراضاتهم السابقة تحية للقائد الرمز مجرد تدليس وكذب وزيف ونفاق وخوف ، إلى جانب انه تسلط من قبل السلطة الحاكمة والمتحكمة في رقاب العباد والبلاد عبرا كثر من أربعين سنة ، اتخمها القذافي بالشعارات والهتافات ، كما اتخمها بالألقاب التي خلعها على نفسه ، من العقيد إلى القائد إلى ملك ملوك إفريقيا إلى عميد القادة العرب الى ...

نعم سقطت النظرية الثالثة وسقط معها الكتاب الأخضر ، وسقطت طرابلس الغرب ، وسقطت ليبيا أيضا في حبائل المؤامرة بسهولة تجرح القلب . ليس هذا فحسب ، بل نرى أن القادة الجدد ، وعلى رأسهم مصطفى عبد الجليل ، يقف خطيبا في ساحة باب العزيزة بعد أن تغيرا سمها إلى ساحة الشهداء ؟؟؟؟ ليخطب معلنا قيام الإمارة الإسلامية في ليبيا ، وهي تستمد سلطتها وقوانينها ، ودستورها الذي سيبنى على أساس الشريعة الإسلامية ؟؟
وكأني بالغرب .. وقد ( جاءوا بالدب إلى كرمهم .. ) إذا صح ما يقول الثوار ... ومن قبلهم مصطفى الجليل صديق ساركوزي الحميم الذي قدم له الورد في أول لقاء في بداية الثورة أو الثروة .

فهل تقبل أمريكا وفرنسا وبريطانيا بإمارة إسلامية في الشمال الإفريقي ، ربما تكون مقرا ومنطلقا لقوات القاعدة التي تكلم عنها القذافي ، والتي زعم الثوار أنهم حرروا إحدى المدن منها مؤخرا ( تمكنت قوات الثوار من تطهير المدينة من قوات القاعدة ) . وربما في هذا إشارة إلى ما تكلم عنه القذافي ذات خطاب .

يريد مصطفى عبد الجليل أن يفرض أجندته ورؤيته ورؤية أتباعه على الشعب الليبي ، ويريد ان يستنسخ التجربة الطلبانية في أفغانستان ، إذا صدق في توجهاته الإسلامية ، يريد أن يحول ليبيا إلى إمارة إسلامية ، تستمد رؤيتها من الشريعة الإسلامية ، فهل وافق الشعب الليبي ، عبر استفتاء حر، على مقترحات الجليل ، وهل يعتبر هذا نوعا من فرض الحكم بالإجبار والتسلط لتقع ليبيا من جيد تحت قبضة الإسلاميين بعد أن تخلصوا من القذافيين والنظرية الثالثة .

هل حارب الشعب الليبي ليصل إلى ما وصل اليه الجليل في خطابه الذي حاول أن يظهر فيه كرجل مسالم ، ديمقراطي ، عادل ، وهو ينادي الثوار أن لا يدخلوا بيتا ولا ينتهكوا حرمة ، ولا يسفكوا دما ، وكأنه يقف في موقف الصديق أبو بكر رضي الله عنه وهو يوصي جيش أسامة ، ولنتذكر يوم دخول طرابلس ( يوم دخول مكة ) بينما لا تزال قوات الثوار تحارب الشعب الليبي في كل مكان من ليبيا ، أليس كل من قتل خارج مدينة بنغازي الشرقية امتدادا إلى طرابلس الغربية من الشعب الليبي ، من هم الشهداء بنظر الجليل ، ومن هم القتلة ، وما رأي الجليل الإسلامي بمن قتل برصاص الحلفاء من المدنيين .. ولن نتكلم عن العسكريين ، وهل يمتلك الجليل وأتباعه من الإسلاميين الحق في تصنيف الناس إلى شهداء وقتلى وهم كلهم من أبناء الشعب الليبي الواحد .

هو ترحم على أرواح الشهداء ( ويقصد بهم من قتل من أتباعه ومن ناصره على ليبيا بقيادة الحلفاء .. ربما يكون بنظره من قتل من الحلفاء أيضا من الشهداء ) وأما البقية الباقية من الليبيين فمن يترحم عليهم ، خاصة وأنهم قتلى وليسوا بشهداء ..
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !