لن يتم توقيف متهمي حزب الله لافي 30 يوما أو 300 سنة! هکذا قال السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله اللبناني بخصوص الاشخاص الذين وردت اسماؤهم في القرار الاتهامي الصادر عن المحکمة الدولية المکلفة بالنظر في إغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري و التي حددت ثلاثين يوما للحکومة اللبنانية لکي تلقي القبض عليهم، هذا الرد"الحماسي"الشديد اللهجة، و الذي يبدو أنه"أي السيد نصرالله"، لم يعد يستخدمه بکثرة خلال الاشهر الاخيرة، لم يأت مفاجئا لأحد، لأنه لم يکن هنالك من خيار آخر أمامه غير ذلك، لکنه قطعا ليس کخيار شمشون(علي و على أعدائي)، إذ أن الاوضاع قد تغيرت تماما و لم تعد الامور کما کانت عليه في الاعوام الاخيرة، وهذا يعني أن تهديدات إنتحارية"عنيفة"، ضد دول المنطقة مثلا او دول العالم، لم تعد متاحة کما کان الامر سابقا، وانما طفقت الاوضاع تشتد و تشتد على الحزب و أمينه العام و باتت الرقعة المتاحة لهم تتقلص تبعا لها رويدا رويدا، ورغم أن حزب الله و من خلفه نظامي سوريا و إيران، قد أرهبوا دول المنطقة و ملئوها توجسا و ريبة من"أياديهم التي تطال کل شئ"، غير أنهم اليوم صاروا"سياسيين مرنين"و"يجنحون للسلم"و يغلبون الحوار على المجابهة، وقطعا أن الامر ليس مجرد صدفة او"طيبة قلب" من جانبهم او جانب حزب الله و أمينه العام وانما هو أمر إجباري و رغم أنفهم کما هو الحال أيضا مع السيد نصرالله في تصريحه"العنيف"السارد الذکر.
وفي الوقت الذي يؤکد فيه السيد حسن نصرالله"إستحالة" توقيف أعضاء حزبه الاربعة و يستخف بقرار المحکمة الدولية عندما يتهکم بأنه( لن يتم توقيفهم لافي 30 يوما او في 300 سنة)، يؤکد النائب العام التمييزي اللبناني القاضي سعيد ميرزا ان الاجراءات القانونية لتنفيذ مذکرات التوقيف التي تسلمها من وفد المحکمة الدولية، أخذت طريقها الى التنفيذ، وهو تأکيد لاأهمية له على أرض الواقع اللبناني الذي يسيطر عليه منطق"القوة و الاکراه"لحزب الله و الذي يعتبر نفسه فوق کل شئ، وان نصرالله عندما يستخف بهکذا اسلوب بقرار دولي، فإنه يستخف قبل ذلك بالدولة اللبنانية و مؤسساتها و يعيد تأکيد فرض نفسه و حزبه فوق کل إعتبار بما فيه الدولة اللبنانية ذاتها، وطبعا هذا الامر و المنطق"القسري"الذي کان متاحا(ولايزال متاحا الى حين)، يکاد أن يختلف الکثير عن سوابقه في الوقت الحاضر، إذ أن حزب الله و أمينه العام قد باتا تحت المجهر الدولي، وکما أن الارض قد بدأت تميد من تحت أقدام الرئيس بشار الاسد و نظامه بعنف، فإنها سبق وان إهتزت قبل ذلك تحت أقدام رجال الدين في إيران و أن الوضع على خطورته البالغة في سوريا على النظام ليس بأفضل منه في إيران حيث أنه أشبه مايکون بالهدوء الذي يسبق العاصفة، ومن هنا، فإن حزب الله و السيد نصرالله يعلمان جيدا خطورة الاوضاع وانهم في طريقهم الى"زنقة زنقة" و التشبث بأي طريقة او سلوب او نهج يرهب او يخيف او ينال من همة أعدائهم و خصومهم.
واضح و جلي أن السيد حسن نصرالله جاد جدا في تصريحاته العنيفة و شديدة اللهجة ضد المحکمة الدولية و من خلفها الشرعية الدولية، و أوضح من ذلك أنه سوف يستمر قدما في نهجه"التصادمي" هذا حتى النهاية، خصوصا فيما لو بقي قرار المحکمة کسيف ديموقليس مسلطا على رأسه و رأس حزبه، ولا مناص او من خيار آخر أمامه سوى هذا الخيار الاوحد، بيد أن هنالك نقطة مهمة جدا يجب توضيحها، وهي أن المواجهة الکبرى بين حزب الله و خصومه لن تکون وفق الاسلوب"الشمشوني" وانما ستکون وعلى وجه التحديد وفق طريقة"الکاميکاز"الانتحارية، هذا فيما لو أتيح لحزب الله و أمينه العام هکذا فرصة!
التعليقات (0)