العنوان عبارة عن مثل شعبي تونسي بما معناه أن من له عيب ما لا يستطيع أن يخفيه مهما حاول ذلك.
هذا المثل ينطبق تماما على السيد "محمود عباس" الذي كنا نتصور انه "تاب" من المهزلة التي تمسى مغالطة بـ"عملية السلام"، و لكن يبدو أنه حقيقة (الي فيه طبّة ما تتخبّى). فعلى صعيد البيت الفلسطيني لا شئ أصبح نهائيا، و القضايا الجوهرية التي تعطل ملف المصالحة لا زالت لم تحل أو حتى لم يبدأ في فتحها أصلا، الشئ الذي يجعل من تلك المصالحة مسيرة قابلة للإنتكاسة لا قدّر الله.
و ما أكثر أسباب تلك الإنتكاسة، و على رأس تلك الأسباب هذا الإصرار "العباسي" على الجلوس مع "الإسراائيلي" بسبب و بدون سبب، و بدأنا نسمع بعد تلك التصريحات التي أطلقتها فصائل المقاومة و العمل السياسي الفلسطيني مستهجنة لتلك الخطوة و التي من الواضح أنها لم تستشر فيها و تفاجئت بها كما تفاجئ بها الجميع.
عباس يعلم جيدا أن المسائل العالقة بينه و بين شركائه في المصالحة لم يبت فيها بعد لذلك هو برّر اللقاء مع الرباعية بالقول بانه لا يجب ربط "التزامات" السلطة الفلسطينية و "مصلحة" الفلسطينيين مع المجتمع الدولي و "تعطيلهما " الى حين الإنتهاء من استكمال المصالحة الفلسطينية!!!!!.
في الواقع، و من هذا المنطلق يجب على حماس و بقية الفصائل أن تتفهّم رغبة السيد عباس في معاودة الجلوس مع الرباعية تمهيدا للجلوس ثنائيا مع "الإسرائيلي"، اذ سيجد بانتظاره، على طبق من ذهب، الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس متلازمة مع الإيقاف "الإسرائيلي" للإستيطان و الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الإحتلال....، و مع "البيعة" هدية مجانية و هي تسليح الدولة الفلسطينية و دعمها بمقومات السيادة و الإستقلال.
الواضح ان السيد عباس لازال يفكر بعقلية صديقيه "بن علي" و "مبارك" و التي ربما لا يعلم ان صلوحيتها قد انتهت بعد أن أصبحا رئيسين مخلوعين، فيجب على أحد ما ان ينصحه بأن لا يراهن كثيرا على السكون الذي تعيش في ظلاله الضفة الغربية... فالشعب الفلسطيني كما شعوب الثورات العربية، لن يستشير أحدا عندما يقرر أن يطلق انتفاضته الثلاثة ضد المحتل "الإسرائيلي" و لكن هذه المرة ضده هو و "نظامه" ليلتحق باحبابه موشحا صدره بعبارة "المخلوع".
التعليقات (0)