أصدق أن اليد الآثمة تقترب بشدة من المسجد الأقصى؛ حتى يخرج مفتي القدس ليصرخ مستغيثًا: "إن هدم المسجد الأقصى أصبح وشيكًا".
لا أصدق أن الحديث عن هدم الأقصى في الصحف الصهيونية أصبح بهذه الجرأة التي تعرف يقينًا أن حرارة الدماء وغيرة الدين قد توقفت في عروق من بيده الأمر، حتى تخرج صحيفة (هآرتس) وتصرح بشروع تل أبيب في بناء هيكل سليمان الثالث وهدم المسجد الأقصى في الـ16 من مارس الجاري.
لا أصدق أن شعبين مسلمين يثوران من أجل مباراة كرة، يتحدثان خلالها عن كرامة الوطن والإنسان، ثم يكتفيان بمصمصة الشفاه وهم يرون الصهاينة يقتحمون ساحة المسجد الأقصى الشريف، ومن قبله الحرم الإبراهيمي.
موت هنا وتآمر هناك..
منظمة اليونسكو التي ثارت من أجل تمثال بوذا الذي حطمته حركة طالبان، تقف صامته خجولة، وربما سعيدة باقتحام الصهاينة المسجد الأقصى، ومن قبله الحرم الإبراهيمي، والحفريات الصهيونية مستمرة حتى الآن تحت المسجد الأقصى، يستخدمون فيها مواد كيماوية بهدف خلخلة أساسات المسجد.
الأقصى مسجدنا لا هيكلهم..
أعرف ونعرف ويعرفون..
كما أعرف ونعرف ويعرفون أننا صامتون عاجزون لاهون مبعثرون منكمشون مهمشون؛ لذا فهم يتحركون ونحن ساكنون سكون الموت في القبور.. لكني مهما بلغ بي، لا أفقد الأمل أبدًا في الدعاة.. مشاعل النور في الأرض المظلمة، وأبطال الحق في فضاء الباطل الواسع، وسفينة النجاة في بحر الحياة المتلاطم.
رسالتي إليكم أيها الدعاة
أحدثكم وأؤمن إيماني بالله ورسوله أنكم لن تخذلوا دينكم وأمتكم، أؤمن بذلك لأنني أؤمن أنكم عباد لله، تعيشون من أجله، وتحيون لرضاه، وتسعون للقائه والفوز بجنته.
أؤمن بذلك لأنه لم يعد أحد في الدنيا يعرف معنى التضحية إلا أنتم، ولم يعد يعيش من أجل قضية الدين وعودة المجد للإسلام، وإكمال رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أنتم، أؤمن بذلك لأن حسابات الدنيا عندكم هشة بسيطة إذا ما جاورت حسابات الآخرة، أؤمن بذلك لأنكم تنظرون إلى الله دومًا قبل أن تنظروا لعرض من أعراض الدنيا، فلا تخافون في الله لومة لائم.
أؤمن بذلك وغيره الكثير والكثير؛ لذلك فإنني أناشدكم وكلي ثقة فيكم أيها الدعاة.. تحركوا.. فالمسجد الأقصى يستغيث بكم، لم يعده يسمعه أحد إلا أنتم، لقد يئس المسجد الحبيب من كل الحكام والمسئولين والمفاوضين والمسالمين والمنددين والخجولين والعابثين..
لم يعد ينادي أحدًا إلا أنتم.. لقد استجمع قواه الآن لنداء يشعر أنه النداء الأخير.. هل تصدق أخي الداعية أنه ربما يكون النداء الأخير.. أشعر أن بدنك ربما يقشعر الآن.. كما أشعر بتدفق الحماسة لديك للعمل بكل ما أوتيت من قوة لتنقذ مسجدنا لا هيكلهم.
أيها الدعاة المسلمون الموحدون الصامدون المضحون.. املئوا الدنيا صراخًا وضجيجًا، أيقظوا الغافلين، ونبهوا اللاهين، وأسكتوا المتحدثين، فلم يعد يبقى حديث إلا حديث الأقصى.
تعالوا نبدأ العمل كي نبلغ الجميع بما يحدث، ونحفزهم لدورهم:
واجبات عملية لنشر القضية
1- قل كلمة بعد صلاة المغرب والعشاء فيما استطعت من المساجد.
2- إذا كنت خطيب مسجد، اجعل خطبة الجمعة القادمة عن المسجد الأقصى.
3- ادع زملاءك الخطباء لأن يجعلوا خطبتهم القادمة عن المسجد الأقصى.
4- اعقد ندوات ومؤتمرات في الجامعة.
5- ادع الطلبة لمسيرات في الجامعة.
6- ادع الطلبة كي يحمِّلوا أناشيد الأقصى على هواتفهم المحمولة ويقوموا بتشغيلها في الجامعة والشوارع.
7- قم بأكبر عدد ممكن من المداخلات في برامج القنوات الفضائية ذات الجماهيرية، حتى البرامج الرياضية، ونبه المذيع بلطف أن الناس يجب أن تعرف ما يحدث للمسجد الأقصى.
8- سجل في المواقع الإلكترونية الكبيرة، واكتب تعليقًا ينبه الناس إلى ما يتعرض له المسجد الأقصى.
9- ابعث رسائل إلى الكتاب الكبار في جرائدهم؛ ليتناولوا الموضوع في كتاباتهم.
10- الصق ملصقات وعلق يافطات في الشوارع.
11- ابعث برسائل محمول إلى أصدقائك وإلى كل من تعرفه ومن لا تعرفه.
12- حول دفة أي حديث مع الزملاء أو في وسيلة المواصلات أو في أى مكان للحديث عن المسجد الأقصى.
أخي الداعية.. من الآن ابدأ خطة عملك... اعمل ولا تهدأ.. فمسجدك في خطر عظيم.. وأعداؤك لا يهدأون.
بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75)﴾ (النساء).
التعليقات (0)