همسات شهرزار الى كاتب
(6)
كتابك ينتظرني منذ 36 ساعة .. كي افتح نزيف اوراقه ….وحيدا هناك ممددا قرب وسادتي … يطالعني متسائلا كلما ادلف مهجعي؟؟؟ .. بدأ هاجس غريب ينتابني احاول.. الهروب منه .. تجنبت النظر اليه .. احسه يرمقني بين الحين والاخر .. يعاتبني .. هل انطفأ التوقد ، وتوقف هدير موج الروح عن التلامس مع موج روحه ؟.. هل انتهى تقاطع الزمن بين روحينا ؟.. اقتربت من كتابك بحذر .. وجدت صعوبة في لمسه .. كل الارواح التي تحلق في زاويا اوراقه ، والتي كانت تبكي تضحك تحزن.. تتوجع .. تهفو .. تخبو .. تضئ .. وتنطفئ.. كلها كانت تنتظرني لتسكنني وتتوحد معي في لحظات توهجها .. انبعاثها متتابعة تحت بصري .. قضيت ساعاتي وانا اهرب منه .. واحن اليه .. تطلعت الى انقضاء نهاري وبدء ليلي معه…. وعندما ازف الوقت .. شعرت بالخوف .. هذا الهاجس يصيبني بالفزع …. هل تعلم كم صعب ان تنسل جزيئات من روحك.. تفاصيل من صمتك لتدلف ببطء ..بدون ان تعد الخطط وتراجع التفاصيل.. وتحدد الاهداف لتبدأ هجومها الخفي تحت جنح اللامبالاة المصطنعة ..تزحف بقسوة نحوي وترميني على غلاف كتابك وتجبرني على الاستسلام امام اوراقه لتعبث بي كما تشاء .. بدأت بقصتك الاولى .. وقرأتها .. تجولت في داخلك وانت تقف وحيدا متأملا على ضفة دجلة .. وتخيلت نفسي في شرفة فندق بابل التي تطل على النهر .. اراقبك وانت تتأمل دجلة .. تجاذبت هالات روحينا لتمتزج مع نسمات ذلك الصيف القائض الذي وصفته في قصتك ..التحمت مع كلماتك المترعة بذكريات ايام مضت عليك ، وذبحها اللهاث وراء لقمة العيش .. العمل .. الغوص في بحار المسؤولية تجاه عائلتك لتصل الى مفترق ..لتكتشف ان كل ما زرعته قطف ثماره اخرون .. وكل ما فعلته لا يستحق اقتطاع سنين من رحلتك وانت تهرول هنا وهناك ، بحثا عن ألفة لم تجدها ، وعشق سقط من حساباتك ذاويا لانك لم ترويه احساسا كافيا كي ينضج .. .. وبقيت عطشا جائعا … وحسنا انك لم ترتوي ، ولم تشبع لانك كنت ستترك الكتابة وتكسر القلم وتحرق الاوراق .. سيدي ان الحرمان يجعلنا مبدعين..خالقين ..
التعليقات (0)