خرج من الحانة يترنح ... يحمل ما تبقى من زجاجة الخمرة في يد ... و " قرطاس" فول مدمس في اليد الأخرى ... العم سالم هو كهل في الخمسينيات من عمره .... كهل أعزب لا يملك زوجة و لا أبناء ... لم ترضى أي من نساء القرية الزواج منه ... رائحة البلاستيك النتنة لا تفارق ملابسه و لا أنفاسه ... أفنى عمره يشتغل في هذا المصنع المجاور ... اليوم هو عيد الشغل .... يستغل هذه الفرصة ليشتم رئيس عمله ... يشتم العمال .... وينهي حديثه كالعادة بشتم جميع النساء ... يدخل إلى المقهى ... يجلس في الطاولة أمام التلفزيون ...مضاهرات في كل مكان .... رئيس الجمهورية يلقي خطاب ... الكل يطمئن عن الوضع العام بالبلاد التونسية .... سيخرج علينا أصحاب الدكاكين السياسية من جحورهم....و سوف يحدثوننا عن استكمال مهام الثورة...و سيحدثنا عن المرحلة الخطيرة التي تمر بها البلاد...المهم....لن أستمع إليهم... العم سالم هو أيضا سيكتفي بأكل الفول وسب " العرف " .... فلن تتاح له هذه الفرصة قبل سنة أخرى
التعليقات (0)