اليوم هافانا وغداً طهران

التقارب الحاصل في العلاقات بين الغرب المتمثل بالولايات المتحدة وهافانا- البلد الذي يعتبر من آخر الدول التي تتقيّد بالإرث الشيوعي في عالمنا اليوم- بعد عقود من الصراع والقطيعة يفتح الباب على مصراعيه أمام تحسين العلاقات الغربية بصورة عامة والأمريكية بصورة خاصة ودول كانت تعتبر في محور الشرّ مثل النظام الإيراني الذي يتحاور مع الأخيرة حول برنامجه النووي ولربما سيكون هذا الملف فصلاً جديدة في بناء العلاقات الإيرانية الغربية وإعادة طهران مثلما يحدث مع كوبا الى المجموعة الدولية

التقارب الأمريكي الكوبي مهمّ لكلا البلدين وللقارة الأمريكية و للعالم بأسره لأنه سيدعم الإستقرار و السلام الدوليين لكن التقارب الأمريكي الإيراني أهمّ بكثير من التقارب الأمريكي الكوبي لأنّ طهران تمتلك الكثير من احتياطي الغاز والنفط ما يمكنها أن تكون لاعباً أساسياً في الإستقرار في السلعة الإستراتيجية إذا تدشّن عصر جديد من العلاقات بين البلدين

أضف الى ذلك موقع إيران الإستراتيجي بالنسبة للمنطقة العربية و الشرق الأوسط بشكل عام يمنحها الكثير من الأهمية ناهيك عن الدور الهامّ الذي يمكن لهذا البلد أن يلعبه في الحرب الدائرة ضدّ الدولة الإسلامية والتي تعتبر من أكثر الحروب خطورة في العصر الراهن.كما لما لهذا البلد من نفوذ في دول اقليمية مثل العراق و سوريا ولبنان واليمن يمكنها أن تصبح دولة ذات ثقل كبير في سبيل الاستقرار و الأمن الإقليميين إذا ما سارت على خطى كوبا التي بدأت بتحسين علاقاتها مع العالم الغربي اليوم فإنّ غداً لربما ستكون طهران هي العاصمة الثانية بعد هافانا التي تدخل التأريخ عبر صناعة سياسة مستقلة عن روسيا التي تصارع الغرب اليوم بسبب نزعتها التوسعية في أوروبا