اليوم العالمي للغة العربية
المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي وطغيان هاشتاق اليوم العالمي للغة العربية على بقية الاخبار يظن أنه يعيش مع الجاحظ وسيبويه وابن المقفع، ذلك الظن لا يدوم طويلاً فبعد أن يغادر تلك المواقع يتفاجأ بأن ابنه لا يجيد القراءة والكتابة وابنته لديها صعوبة في الإعراب وهو أيضاً لا يستطيع قراءة سورة الفاتحة بشكلِ صحيح، فأين اللغة العربية وأين يومها العالمي.؟
الأيام العالمية هي أيام تضعها المنظمات تقديراً واستذكاراً لبطولات أو جهود عظيمة و تاريخ عريق كيوم الأم على سبيل المثال لا الحصر، لكن هل الأيام العالمية تُعيد مفقود، أم أنها تُذكرنا لعل وعسى أن نعود؟
بالتأكيد أنها لا تُعيد مفقوداً بل لعلها توقظ فينا الروح ونعود لتلك اللغة التي ما تزال صامدة وتتمدد على الرغم من وجود الطوفان الثقافي الذي يبتلع الثقافات المنهزمة والخجولة، الثقافات والحضارات كائنات حيه تستمد قوتها ووجودها من أبناءها الذين هم مصدر الثقافة والحضارة الأول! لكن إذا كان أبناء تلك الحضارة أو الثقافة منهزمين تتلقفهم الرياح يمنةً ويسرة فهل ستكون تلك الحضارة أو الثقافة قوية أو على الأقل صامدة بوجه طوفان الذوبان والتلاشي؟
لقد كان للعرب أيام بلغت فيه لغتهم مبلغاً عظيماً لم تبلغه أي لغة بشرية! الأسباب التي أدت إلى التراجع كثيرة جداً ومتداخله ومن يخوض فيها كمن يسبح في الوحل،، لكن إذا أردنا أن تبقى تلك اللغة المُقدسة كلغة القرآن فإن على عاتق مؤسسات التعليم يقع الحمل الأكبر خصوصاً وأننا أمام جيل حولته مخرجات التعليم لمتعلم لا يمتلك من المهارات اللغوية أوالتقنية شيئاً كل مل يمتلكه ورقة تخوله لأن يعمل أو يلتحق بالدراسات العليا بلا مهارة حقيقية! مناهج التعليم العام خصوصاً فيما يتعلق باللغة العربية حولت الطالب إلى أُمي فهو لا يقرأ بالشكل الصحيح ولا يمتلك أياً من مهارات اللغة العربية ولا يستطيع أن يركب كلمات ويحولها لجملِ مفيدة ومن يقول غير ذلك فليتجه لطلبة المراحل الدراسية الابتدائية وسيكتشف الحقيقة الصادمة..
نحنُ اليوم نحتفل باليوم العالمي للغة العربية، لكننا في يومِ من الأيام سيكون هنا جيل لا يعرف شيئاً عن تلك اللغة، فقد تصبح اثراً بعد عين ومن أضاع لغته فقد أضاع ماهو اكبر من ذلك وأصغر.
التعليقات (0)