مواضيع اليوم

اليوم الأول لضابطي احتياط علي جبهة القتال غرب السويس (سنة71 )

مهندس سامي عسكر

2010-10-03 16:59:13

0

 

هذه قصة أول يوم وصلنا فيه أنا وزميلي الضابط احتياط محمد سيف الدين إبراهيم إلي جبهة القتال في غرب مدينة السويس وهي قصة حقيقية والأسماء فيها حقيقية وكل أحداثها تم في ذلك اليوم وإليك أخي الحبيب مقدمة ثم أحداث اليوم الأول في مواجهة إسرائيل

حرب 73 كانت تجربة خضناها في أرض المعركة ولم يكن لنا قبلها شاغل إلا التفكير فيما قد يحدث أو لا يحدث علي خط النار وجبهة القتال, كانت أياما لها ذكريات عجيبة أذكر بعضها ليرى أبناؤنا ما عشناه ولن يتكرر في حياتهم علي الأقل. في اليوم الأول الذي توجهت فيه إلي وحدتنا المساعدة في جبهة القتال مع ضابط احتياط زميل اسمه محمد سيف الدين إبراهيم وهو مهندس صعيدي من مركز إطسا محافظة المنيا في صيف سنة 71 بعد الانتهاء من فترة التدريب في القاهرة وقيل لنا ستنزلون عند الكيلو 104 طريق السويس القاهرة الصحراوي وتتجهون إلي الوحدة العسكرية التي ستنتمون لها وبعد رحلة ساعتين تقريبا من القاهرة قال سائق الحافلة هذا هو الكيلو 104 فانزلوا. وصلنا إلي هذا الكيلو 104عند آخر ضوء في ذلك اليوم وقيل لنا اتجهوا جنوبا وستصلون إلي وحدتكم. حين تركتنا الحافلة نظرنا يمينا ويسارا فلم نجد إلا صحراء يقطعها الطريق الأسفلتي الذي أوصلنا لهذه النقطة من الكرة الأرضية, الرمال حولنا والأرض تحتنا والسماء بنجومها التي بدأت في الظهور فوقنا ولا شيء آخر. توقفنا نفكر فيما نفعل قليلا ثم قررنا الحركة لأن الانتظار ليس له معني. دققنا النظر فيما حولنا فوجدنا أثر عجلات علي الأرض يسميها العسكر( مدق )تتجه جنوبا فقلنا هذا هو الطريق. سرنا دقائق والظلام يتجمع فيخفي هذا الأثر ثم طرأت لنا فكرة أن نشعل صحيفة كانت معنا لعل أحدا يرى هذه النار فيأتي ليساعدنا ورأينا من بعيد كشافات لسيارة تسير في هذا الجبل أو الصحراء المفتوحة ثم تحولت إلي جهة غير معلومة وبينما نسير لحقتنا في الطريق شاحنة توقفت وسألنا سائقها إلي أين تذهبان فقلنا إلي الوحدة كذا فطلب منا أن نركب فركبنا, توقفت المركبة بعد دقائق وقال انزلا فقلنا أين ننزل فقال هذه وحدتكما قلنا نحن لا نرى شيئا فأشار إلى نقطة في الأرض المنبسطة التي ليس فيها أي بناء أو شجرة أو أي علامة لكن ينبعث من حفرة فيها ضوء خافت, توجهنا إلي هذه النقطة المضيئة فوجدنا مدخلا محفورا في الأرض يفضي إلى حفرة يجلس قرب مدخلها ضابط برتبة نقيب عرفنا اسمه بعد قليل ويدعى عصمت محمد طه الصغير فسلمنا عليه وسألنا عن اسمينا ويبدو أنه كان يعلم بقدومنا. لم نتبادل حديثا طويلا ولكنه عاد يدير يد التليفون ليتحدث إلي أحدهم متسائلا :لندن؟ وتبادل حديثا قصيرا بينما أنظر أنا وزميلي كل منا للآخر مندهشا كيف يكلم ضابط مصري لندن من هذا المكان المجهول تحت الأرض في صحراء السويس بهذه السهولة؟ جلسنا بجانبه حتي إذا فرغ من إصلاح راديو بين يديه. نظر إلينا وقال بابتسامة محببة في غير تكلف . أهلا ... أهلا بك يافندم ... هيا بنا لتناول طعام العشاء ....نادى النقيب عصمت علي سائق شاحنة من نوع زيل ... يامحمد ... أفندم ياحزباشا..... ياللا تعال نعشي الظباط ... حاضر يا فندم..... دار محرك الشاحنة ووقفت أمام الملجأ وركب ثلاثتنا إلي الميز (المطعم) .. وصلنا بعد حوالي خمس دقائق إلي الميز وهناك رأينا ضوءا تحت الأرض ينبعث من فتحة تسمح بمرور شخص واحد ... دخلنا الميز ونحن نشم رائحة شهية ساعد في الإحساس بروعتها جوعنا القارص وفوجئنا أن الميز ليس فتحة في الأرض كجحر الثعلب ولكنها حجرة واسعة يتفرع منها مطبخ صغير لإعداد الطعام , كانت أول مرة أتذوق فيها البطاطس المهروسة بالبيض (لا أعرف اسمها حتي الآن) وبعض الأصناف الخفيفة الأخرى وقطع من أرغفة الخبز مرصوصة بعناية تناسب ضباط الموقع كان في الميز بضع كراسي تلتف حول منضدة واسعة ويجلس ضابط برتبة رائد وفي يده تليفون ..نفس نوع التليفون الذي رأيناه في أول لقاء مع النقيب عصمت ولفرط عجبنا سمعنا سيادة الرائد يقول ...ألو أيوة يا بغداد ألو يابني قلت لك إديني دمشق مش بغداد ... لا الظابط بشير هنا ... أيوة خللي احمد زخيرة ينادي نجيمة من الوقود!!!! تبادلت نظرات الدهشة مع زميلي سيف تعجبا من سهولة الاتصال بين بغداد ودمشق وهنا سألني زميلي سيف !! طب قلنا بغداد ودمشق ..ماشي يمكن فيه تنسيق بين الدول العربية؟؟ دا يبقي الجيش بينسق مع العرب بقي!!! بس ازاي النقيب عصمت كان بيكلم لندن؟ هو احنا فيه بينا وبين لندن عمار؟؟؟ عرفنا فيما بعد أن الوحدات الصغيرة لها كود يتغير كل مدة ويحمل هذه الأسماء للتمويه
وإلي الحلقة القادمة




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !