مواضيع اليوم

اليهود و إبليس ..

Fatma alzahra

2010-04-04 15:16:19

0

 

اليهود و إبليس

قد يبدو لنا كمسلمين و يتراءى لاغلبنا أن اليهود هم العدو الأكبر لنا في زماننا هذا بينما إبليس هو العدو الأقدم و الأزلي للبشرية جمعاء في كل زمان وفي كل مكان ، ولو نتذكر كيف كان لإبليس مكانته العالية في السماء فقد كان أعبد العابدين لله قبل أن يكفر بأنعمه سبحانه ويعصي أمر ربه بعدم طاعته بالسجود لآدم عليه السلام كبرا وطغيانا منه و كيف انقلب بعد هذا الإيمان و هذه العبادة المنقطعة النظير- فلم يبقى شبر على وجه البسيطة لم يسجد فيه لربه كما تروي بعض الإسرائيليات - وهذا القرب من الله الغير مسبوق - و الذي من المفترض أن لا يكون عبثيا - كيف انقلب بعد ذلك إلى عدو لله سبحانه يعده بأن يغوي عباده ما استطاع كما اتضح ذلك جليا في القرآن الكريم عندما قال الله تعالى (( قال رَب بِمَا أغويتني لأزينن لَهم في الأَرضِ و لأغوينهم أَجمَعِينَ ))، فبعد أن من الله على هذا المخلوق إبليس  بالاجتباء والاصطفاء ليربى بين الملائكة دون غيره من الجان و بعدما كان من أكثر العباد لله خوفا وخشية انقلب للأسف غاويا للعباد و للخلق بدلا من أن يكون هاديا لهم بأمر الله تعالى ..

وهذا هو حال بني اسرائيل الذين اختارهم الله عمن سواهم من الخلق والشعوب إذ تمتع هؤلاء بمكانة خاصة عند بارئهم و باصطفاء أشبه ما يكون باصطفاء إبليس من بني الجان إذ أنزل عليهم التوراة - اليهود - وأنجاهم من فرعون و ملئه و أرسل لهم الأنبياء والرسل والهدى والنور، إذ يقول الله تعالى (( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين)) كذلك قول الله تعالى (( يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المنّ والسلوى)) كذلك قوله تعالى ((ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين)) قوله سبحانه (( واذ أخذنا ميثاق بني اسرائيل لا تعبدون الإ الله وبالوالدين احسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم الإ قليلا منكم وأنتم معرضون )) إن مكانة بني اسرائيل الخاصة وميثاقهم مع الله يلقي على عاتقهم مسئولية عظيمة، هي مسئولية التمسك بالميثاق والالتزام بالشريعة والهداية التي أعطاها الله لهم و الرسالة التي من المفترض أن يحملوها على عاتقهم للناس أجمعين ، إذن هذه المكانة كانت تكليفا وليس تشريفا ، فليست الدماء التي تسير في عروقهم أنقى وأصفى و أطهر من دماء بقية البشر حتى يتصورا أنهم (( شعب الله المختار )) بالمعنى الذي يفترضه هم من عراقة عرقهم و رفعة أصلهم و بمعنى التشريف والتميز النوعي عن بقية البشرية ،، فالاختيار هنا لتحمل المزيد من المسؤولية تجاه الدعوة إلى عبادة الله سبحانه ونبذ من سواه ، هذا هو مفهوم الاختيار الذي نفهمه ، وماذا كانت النتيجة المنتظرة من اليهود تجاه ذاك الاجتباء وذاك التفضيل و تلك المواثيق الملزمة مع الاختيار و الاجتباء !!

يظهر ذلك جليا في نهاية الآية الآنفة الذكر (( ثم توليتم الا قليلا منكم وأنتم معرضون )) " الأكثرية " أعرضت عن تلك المسؤولية وفهموا مرادها بغير ما أراد الله سبحانه وهنا يتجلى الشبه الواضح بين بني إسرائيل وبين إبليس الذي ظن اختياره لميزة في كيانه الناري مثلما فهم اليهود أنهم شعب الله المختار بمفهومهم العنصري التمييزي وسعى كلا الطرفين - اليهود و إبليس بتحدي مولاهم و إغواء البشرية بالوسوسة و الإغواء من إبليس وتلفيق الحقائق وإلباس الحق باطلا والباطل حقا من اليهود كما نرى اليوم في سياسة الصهاينة مع العالم بأسره ..

ومثلما يعرض القرآن تفاصيل نعم الله والميثاق مع بني اسرائيل، فإنه كذلك يبحث في انتهاكات بني إسرائيل لتلك المواثيق و يبين صور الإعراض بكل دقة و تفصيل إذ يقول الله تعالى ((ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون )) و قوله تعالى (( واذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون. ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم، تظهرون عليهم بالاثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض)) و قوله (( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين)) فعبادة العجل وسفك الدماء و القتل و الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه و الاعتداء بالصيد يوم السبت كلها أمور تخالف المواثيق و تعارض شريعة اليهود في القرآن والتوراة على حد سواء ..


و قد أشار الله في مواضع معينة في القرآن الكريم بأن اليهود مغضوب عليهم خارجين من رحمة الله تعالى و يتضح ذلك جليا في فاتحة القرآن الكريم (( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) وهنا أيضا نرى أن هذا الحكم الإلهي بالغضب عليهم وبطردهم من رحمته قد اشتركوا به مع عدونا الأزلي ( إبليس ) إذ يقول الله تعالى مخاطبا إبليس (( وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين )) وهذه النهاية و النتيجة المشتركة تأكد اشتراك اليهود وذاك الآبق إبليس في كبرهم وعتوهم ورفضهم الالتزام بشريعة الله ونبذهم للمواثيق ومصيرهم الحتمي المشترك ألا وهو غضب الله عليهم وخروجهم جميعا من رحمته ..

و يظل السؤال قائما ويطرح نفسه بنفسه : هل سيغفر الله لأمة اليهود - مع ندرة العائدين منهم إلى الله - أم أن الغضب والطرد من رحمة الله قائم ليوم القيامة كما هو الحال مع الشيطان ؟

ــــــــــــــــــــــ

أطيب المنى ..





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات