تاريخ اليهود شاهد على أن دين المسيح هو من خلّصهم من ظلم ومن ظلمات أحبارهم ، وتاريخ النصارى شاهد على أن دين محمد صلى الله عليه وسلم هو من خلّصهم من جور وغطرسة ملوكهم ، وتاريخ الأولون والآخرون شاهد على مناصبتهم العداء للدين الأخير وهو مخلّص الجميع ، وهو عداءٌ لن ينتهي حتى ينزل المسيح من السماء ويقف جنبا إلى جنب مع المسلمين ، ويثبت لليهود وللنصارى زيف دعاويهم ، ويُظهر حق الإسلام على أباطيلهم ...
القضية إذن بسيطة يفهمها كل من يعرف معنى : صديق عدوي عدوي ، وعدو عدوي صديقي .. و المسلم يعي جيدا بأن هذا العداء الذي يناصبه إياه اليهودي والنصراني هوعداء غير مبرر ، لأن في الكون متسع يكفي جميع (العقائد) ليمارسها أصحابها بحرية ودون التعرض لبعضهم البعض ، وهذا كله من (ثقته) بصحة معتقده ، أما اليهودي فيعتقد بأن النصراني والمسلم يحجبان عنه سبيل الرب وكأن عبادة هذا الرب من حقه وحده فسلبه إياه الأول وأتى الأخير وسلبه من كليهما ، وحنق اليهودي من المسلم أكبر ، لأن الرسالة الربانية إستقرت عنده ، والنصراني أيضا يعتقد أحقيته بالرب دون المسلم واليهودي ، مع حنقه من المسلم فقط ، لأنه لايملك ما يجعله يناصب اليهودي العداء بقدر ما يحمل له كما كبيرا من مشاعر العزاء ...
فالنصارى واليهود (هما) وجهان لعملة واحدة كانت (في وقتها) حقيقية ، لكنها تعرضت للتحريف ، وللتقليد ، والتزوير ، فكان الإسلام (لوحده) عملة بديلة ، وخاتمة ، ومختومة ، وحقوقها محفوظة ، من طرف الرب ، وغير قابلة للتزوير.
ــــــــــــــــــــ
التعليقات (0)